القرآن يكفى  

اجماع الأمة

حديث صحيح

تساوى الموازين

رجال الاعراف

أنواع الشرك

التشريع الإسلامى

كتب التفاسير

حفظ الذكر

الوحى الحق 

طاعه الرسول

ما نزل الله

الهوى التشريعى

الزكاة

حقيقة الشفاعة

نفى الشفاعة

استثناء نفى الشفاعة

الشفاعة فى الزمر

نفى رؤية الله

ملة أبراهيم

نورانية الرسول

زواج الكتابيات

المنسوخ فى القرآن

الانتفاع بعمل الغير

الحجاب أم النقاب
مقالات د/على طه:
عروج الرسول
غير الله حكما
المنسوخ والناسخ
العفو عن الذنب
   
   
كتب قيمة:

الشفاعة

ا.د/على طه

 راسلنا
قيم هذا الموقع
حمل المصحف
   
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
معنى الشورى

 

 

 

 

 

 

Hit Counter

رؤية الله | حنيفا مسلما | تعليق الشيخ عطية صقر على الرؤية | تعقيب على الشيخ

ملة إبراهيم حنيفاً 

ظلت فكرة العبادة الوثنية تراود البشرية، لم يقنع الناس بإله غيبى لا يُرى فابتكرت البشرية عبادة الأوثان والأصنام لمجرد أنها حسية، ملموسة، رغم أنها لا تسمع ولا تبصر ، وسواء عبدنا هذه الأوثان أو استعارنا أى من صفاتها المادية ونسبناها لله الواحد فالفكرة الوثنية ماتزال قائمة.

 ومثال على ذلك قوم الموسى الذين انشق أمامهم البحر ونجاهم الله من فرعون وأغرقه هو وجنوده وعلموا أن الله حق، لكن ظلت الفكرة الوثنية تراودهم لأنهم يريدون إلاهاً حسياً، يدركونه بحواسهم، فطلبوا من نبى الله موسى أن يجعل لهم إلهاً مثل القوم الذين رأوهم يعكفون على عجلٍ لهم، ثم صنعوا عجلاً بالفعل وعبدوه، لأنه عجلاً جسداً أى متجسد أى مادى. ثم طلبوا من موسى أن يروا الله جهرة وإلا فلن يؤمنوا له، انها نزعة العبادة الوثنية.

 ملة ابراهيم حنيفاً

علم نبى الله ابراهيم بفطرته السليمة بوحدانية الله ورفض عباده الأصنام المهينة التى يصنعها الناس بأنفسهم وعلم أن إلهه ينبغى أن يكون واحداً عظيماً جليلاً، لكنه تصور فى بداية رحلته فى البحث عن الحقيقة أن الله يمكن أن يكون مادياً يدرك بالحواس البشرية  فيستطيع أن يراه، وهو خطأ بشرى قديم، فالناس فى كل الملل  تأبى إلا أن تعبد شيئاً حسياً مادياً، مر نبى الله ابراهيم بتجربته فى البحث عن ربه الواحد، فاختار أكثر الأشياء علواً ورفعة وبهاءًا، اختار الكوكب ثم القمر ثم الشمس، لكن فطرته السوية كانت عاصمة له من كل هذه الانحرافات، لقد رفض قلبه هذه الأشياء وسأل ربه الهدى فهداه ربه وعلم الحقيقة.

 توقف نبى الله ابراهيم عن البحث عن إلهٍ حسى وعلم أن ربه لا يمكن أن يدرك أو يُرى، فأعلن قومه هذه الحقيقة الرائعة:

 " يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ {78} إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }

لقد اختار مسمى لكيفية عبادة إله غير حسى حسب النتيجة التى توصل اليها،  فقال "حَنِيفًا".

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ {74} وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ {75} فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ {76} فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ {77} فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ {78} إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {79سورة الأنعام

 

وقد حذر نبى الله ابراهيم قومه من وثنيتهم، واختار بديلاً عنها أن يكون حنيفًا مسلماً

  { إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {17 سورة العنكبوت

 

{ وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ {25} سورة العنكبوت

 

والقرآن يقترب بشكل أكثر دقة من تعريف لفظ "حنفاء" فهو يعنى اجتناب العبادة الوثنية بأشكالها التى افتريت على الله  زوراً. فاجتناب الرجس من الأوثان يتأتى بأن نكون حنفاء لله، والوثن إله حسى ومدرك والآية تبين أن لفظ "وثنية" هو عكس لفظ "حنيفا" وهذا الأمر يختلف عن الشرك بالله، فلو عبدنا الله وحده  ونسبنا له سبحانه صفات أو أفعال مادية تظل فكرة الوثنية قائمة.

 {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ {30} حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ {31} سورة الحج

ومشتقات لفظ "وثن" ذكرت فى القرآن فى هذه المواضع الثلاثة فقط مرتبطة بلفظ حنفاء وعلى لسان نبى الله ابراهيم الذى رفض الوثنية واختار بديلاً عنها أن يكون حنيفاً مسلماً

وذكر لفظ "حنيفاً" فى القرآن حوالى 10 مرات مرتبطاً بنبى الله ابراهيم الذى وضع هذه التسمية كنتيجة لتجربته فى البحث عن إله مادى فعلم أن عليه أن يعبد الله حنيفاً أى دون تجسيد الله، وكُلف نبى الله محمد باتباع ملة ابراهيم حنيفاً، وكلف المؤمنون أيضاً باتباع ملة ابراهيم حنفاء:

 

{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {120} شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {121} وَآتَيْنَاهُ فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ {122} ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {123سورة النحل

 

{ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً {125}سورة النساء

 

{ قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {95} سورة آل عمران

 

{وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {135البقرة

 

{ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {67} سورة آل عمران

وحتى يكون المسلم حنيفاً يجب أن ينزه الله عن الإدراك والتصور والرؤية والتجسيد والتحيز،

رؤية الله

يعد تصور البشرية امكانية رؤية الله أبرز مثال على المفهوم المادى الحسى للعبادة، وقد نفى القرآن رؤية الله واعتبرها ادراك لجلاله، ولكن ظل الجدل فى آيات الله القاطعة  قائم، خاصة مع اجماع علماء الأمة على مسألة الرؤية. وقد تناولنا موضوع رؤية الله كما جاءت فى القرآن.

 

الاستواء على العرش

كثير من آيات القرآن تشير إلى عرش الله واستواء الله على هذا العرش، والحقيقة أن هذه الآيات تقترب من منطقة خطرة هى تجسيد الله وتصوره مستوياً على العرش تعالى الله علواً كبيراً. وقد جعل الله هذه الآيات فتنة للناس وعلينا الإيمان بها دون محاولة تفسيرها بشكل يقترب من الغيبيات المتعلقة بجلال الله والتى لم يؤت الإنسان شىء من العلم عنها.

{ وَهُوَ الَّذِي خَلَق السََّاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَىالْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْت إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْإِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ {7}سورة هود

يمكن فهم " وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَىالْمَاء" بمعنى "وخلقنا من الماء كل شىء حى" وهكذ نتجنب التفسيرات الغيبية.

{وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَة}ٌ سورة الحاقة

وهذه الآيات تدخل فى نطاق الآيات المتشابهة التى لا ينبغى على الانسان الخوض فيها بل التسليم بها دون محاولة تأويلها.

بعيدأً عن التفسيرات الغيبية ومنطقة الفتنة عرش الله أو كرسيه قد يكون ملك الله أى السماوات والأرض،

{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} سورة البقرة

 أما استواء الله على العرش فربما يعنى سيطرة الله على هذا الملك بالقوانين الطبيعية كإحدى مراحل خلق الكون التى لا يمكن أن يعلمها أحد فى هذا الكون غير الله كما يتبين من الآيات التالية التى تشير إلى استواء الله إلى السماء فى مرحلة الخلق.

{ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَق الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ {9}وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِيأَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ {10} ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ {11} فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِالْعَلِيمِ {12} سورة فصلت

{ هُوَالَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {29}سورة البقرة

ونلاحظ التشابه بين لفظ "استوى" ولفظ "فسواهن" والذى عُبر عنه فى آيات سورة فصلت بلفظ "فقضاهن" فربما يشير لفظ استوى إلى شكل من أشكال تدبير الكون.

وهذا التصور أسلم من تأويل هذه الآيات المتشابهة بمعناها الظاهر الذى يقترب من منطقة الفتنة.

وقضية العرش والكرسى والاستواء هى من الغيبيات المطلقة التى لا ينبغى الخوض فيها ، وليس لدى الإنسان علم قاطع يبين هذه الأمور فالأسلم تجنب تفسيراتها البشرية التى تضع الله تعالى فى إطار حسى تعالى الله علواًُ كبيراً.

 

النزول الى السماء الدنيا

أحد أشكال تجسيد الله تعالى الله علواً كبيراً هو تصور أن الله ينزل الى السماء الدنيا ليغفر للناس، وياله من تصور إذ كيف نتخيل أن الله ينزل وتحيط به السماء الدنيا، هذه الأوصاف تتنافى مع جلال الله، وتضعه فى إطار مكانى حسى وتنسب له أفعال خلقه، والله بلا شك  قادر على المغفرة دون أن ينزل.

هناك لفظ نردده بغير علم لوصف تقرب الله من عباده فنقول على لسان الله  حسب رواية الحديث القدسى" إذا أتانى عبدى يمشى أتيته هرولاً" ويا لها من كلمة يشمئز منها المؤمن ويمقتها، إذ كيف نتصور أن الله يأتى هرولاً ولو على سبيل المجاز، إن هذا القول يمس جلال الله. علينا أن نكف عن ترديد كل ما يقوله علماءنا دون وعى أو تفكير حتى لو أخبرونا أن ذلك قول الله أو قول الرسول.

فالأمم السابقة نسبت الفواحش لقول الله:

{ وَإِذَا فَعَلُواْفَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {28 سورة الأعراف

أى علم جاء من عند الله منذ بدء البشرية إما أن يحفظه الله وإما أن يحرفه الناس ليس هناك حالة ثالثة.

 وعلم الدين لو تم تحريفه  يصبح مصدر خطر على إيمان الناس وعلى وحدانيتهم وإيمانهم بالآخرة  ويكون مصدر للإضلال وليس للهدى حتى لو أيده العالم بأثره. والأمم السابقة خير مثال على ذلك.

 


 رؤية الله | حنيفا مسلما | تعليق الشيخ عطية صقر على الرؤية | تعقيب على الشيخ