القرآن يكفى  

اجماع الأمة

حديث صحيح

تساوى الموازين

رجال الاعراف

أنواع الشرك

التشريع الإسلامى

كتب التفاسير

حفظ الذكر

الوحى الحق 

طاعه الرسول

ما نزل الله

الهوى التشريعى

الزكاة

حقيقة الشفاعة

نفى الشفاعة

استثناء نفى الشفاعة

الشفاعة فى الزمر

نفى رؤية الله

ملة أبراهيم

نورانية الرسول

زواج الكتابيات

المنسوخ فى القرآن

الانتفاع بعمل الغير

الحجاب أم النقاب
مقالات د/على طه:
عروج الرسول
غير الله حكما
المنسوخ والناسخ
العفو عن الذنب
   
   
كتب قيمة:

الشفاعة

ا.د/على طه

 راسلنا
قيم هذا الموقع
حمل المصحف
   
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
معنى الشورى

 

 

 

 

 

 

Hit Counter

اتباع الظن | الحديث الصحيح | الشورى

اتباع الظن

اختتمت الرسالات بكتابٍ لا يأتيه الباطل، كتاب غير قابل للتحريف ليظل هدى و نوراً للبشرية و حجة عليها إلى يوم القيامة، إنه القرآن العظيم.

و حذرنا الله من اتباع أكثر من فى الأرض وإن فعلنا فإنهم يضلونا عن سبيل الله لأنهم يتبعون العلوم الظنية أى التى لا دليل صادق عليها.

( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن في الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ الظن لا يغنى من الحق شيئا )

و كلمة" أكثر من فى الأرض" واضحة بما يكفى للتعبير عن تعميم قاعدة عدم الاتباع  على غالبية الناس من حولنا، حتى لا نبتعد عن المنهج الإلهى الذى جاء فى القرآن المعصوم. والقرآن لم يخبرنا أن اجماع الأمة او أن رأى الأغلبية يمثل حجة فى الاسلام، بل ان الآيات السابقة تنهى عن اتباع الأكثرية فى حالة قيام منهجها على علم ظنى أى دون مستوى حق اليقين أو عين اليقين المتمثل فى القرآن.

والقرآن يحذر فى عدد كبير من الآيات من قضية الاتباع فى الدين، لأن تلقى مفاهيمنا الدينية من مصادر بشرية بخلاف ما أنزله الله هو سبب دخول النار، سواء من أضل الناس بعلمه الظنى أو الذين اتبعوه، حيث يتبرأ كل منهما من الآخر.

 (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ {166} وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ {167}البقرة

إلا أن المسلمين لم يستجيبوا لهذه التحذيرات القرآنية المتكررة، بل اعتبروا اجماع الأمة والعلماء و ليس آيات الكتاب، برهان كافى لتكوين عقائدهم و شريعتهم.

{يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا {66} وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءناَ  فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا {67} رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا {68} الأحزاب

الآية تصف أصحاب النار بأنهم أطاعوا السادة و الكبراء أصحاب الكلمة المسموعة السائدة، لم يطيعوا المجهولين و لا الساقطين، و مع ذلك أضلوهم و أردوهم جهنم.

سؤال اهل الذكر و إتباع العلماء

يسود بين المسلمين اعتقاد خاطىء بأن الله تعالى أمرهم بتلقى مفاهيمهم الدينية عن طريق سؤال أهل الذكر أو إتباع العلماء عملاً بقول الله تعالى:

(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {43} بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ(44 )النحل

الآية ببساطة تخبر الذين يكذبون بالرسول عليه الصلاة و السلام بسبب بشريته، بأن جميع رسل الله قبل محمد عليه الصلاة و السلام كانوا رجالاً، أى بشراً و ليس ملائكة كما  أراد المكذبون.

( وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَرًا رَّسُولاً {94} قُل لَّوْ كَان  فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً {95 )

و تأكيداً على بشرية الرسل جميعهم فإن الآيات تدعوا الذين يريدون ملكاً رسولاً الى سؤال أهل الذكر إن كان الله تعالى قد أنزل ملائكة رسلاً قبل ذلك.

فالآية لا تأمرنا بسؤال أهل الذكر واعتبارهم مصدر معصوم لتلقى عقائدنا الدينية، ولا تحثنا على إتباع العلماء، كل ما فى الأمر أنها  تدعو المكذبين للتأكد من حقيقة تاريخية بعينها، هى بشرية جميع الرسل السابقين.

(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {43} بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ(44 النحل

وأهل الذكر المعنيين فى الآية هم الذين يلمون ببعض المعارف عن الرسالات السابقة (مثل اليهود و النصارى) 

كيف نتصور ان الله يكلف المسلمين الأوائل سؤال أهل الذكر عن امور دينهم وأن الله يدعوهم إلى إتباع العلماء بينما الرسول قائم بينهم وسؤال الرسول اولى من سؤال اهل الذكر . إن سؤال اهل الذكر موجه للكافرين بالرسول وليس لنا نحن المسلمين والآيات لا تكلفنا إتباع العلماء.

     كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحكم فقط بما أنزل الله، وكان فى حالة من الحذر و الحيطة من أن يفتنه أعداء الحق عن بعض ما أنزل اليه( وهو القرآن باعتباره المرجع الإسلامى الوحيد) أو من أن يفرضوا عليه أهواءهم العقائدية أو التشريعية فيزعن لهم تحت تأثير الإنكار و الهجوم الشديد، و هى حالة مختلفة عن حالة إزعان و تسليم المسلمين بشكل مطلق لكل ما يصلهم تحت مسمى قال الرسول صلى الله عليه وسلم .

{ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ {49المائدة

على أمة الإسلام إعادة النظر فى التسليم المطلق بكل اجماع الأمة و إتباع العلماء.

فالمؤمن مسؤل عن تصديق أى تصور فى دينه بدون برهان يقينى:

( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً {36 الإسراء

إن البرهان القاطع على أى تصور فى عقيدة أو شريعة المسلمين هو أن يقره رب العالمين فى كتابه المنزل الذى لا ريب فيه، أو تبعاً للمصطلح القرآنى أن" ينزل الله  به سلطانا".

  {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ {24} الأنبياء

أما اجماع الأمة و علماء الأمة و إقرارها فإن لم يدعمه سلطان أى دليل قاطع، و برهان أى نص من كتاب الله فلا يجوز اتباعه و إلا وقعنا فى دائرة الذين اتبعوا و من تبرؤا منهم يوم القيامة.

bullet

  { الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ {35}غافر

bullet

  { إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ {56 غافر

bullet

  { قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {68  يونس

الديل على حجية العلماء

إن الدليل على حجية اجماع الأمة و اتباع العلماء ، قد افترضه علماءنا قياسا على على شهادة المؤمنين على الناس يوم القيامة:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {77 } وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ {78}الحج

مع ملاحظة أن المنهج الذى اتبعه الرسول والمؤمنون حتى يكونوا جديرين بالشهادة على الناس هو ملة نبى الله ابراهيم المتمثلة فيما جاء به الرسول من كتاب صادق هو القرآن، وليس أىٍ من المذاهب والفرق التى اتبعها المسلمون اليوم بمصادرها العلمية التى اختلفوا وتفرقوا بها عن منهج الله الذى أنزله فى الكتاب.

 والحقيقة ان شهادة المؤمنين على الناس لا تحقق حجية إجماع الأمة ولا تستوى معها لأن هذه الشهادة لا يمكن تحققها الا فى الآخرة حيث يختار الله هؤلاء المؤمنين الشهداء بمقاييس يعلمها سبحانه وليس بهوى الناس وتأييدهم. واحتمال انحراف مفاهيم هؤلاء الشهداء الذين اختارهم الله غير وارد يوم القيامة لكنه وارد فى الدنيا للعلماء بالمقاييس والاعتبارات البشرية .

ان الحجة الوحيدة فى الاسلام هى لما انزل الله به سلطان وللبرهان الالهى المتمثل فى كتاب لا يأتيه الباطل وهو الحجة الوحيدة على البشرية.

سبيل المؤمنين و إتباع العلماء

ويعتقد الناس أن سبيل المؤمنين الذى كلفنا الله باتباعه فى الآية التالية يعنى إتباع العلماء و اجماع الأمة:

{ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا {115 سورة النساء

ولو تأملنا هذه الآية نجدها توسطت مجموعتين من الآيات تضعا إطار يحدد بدقة سبيل المؤمنين الذى تعنيه هذه الآية؛

 المجموعة الأولى من الآيات:

 تنهى الرسول عن المجادلة عن الذين يختانون أنفسهم لأنه ان جادل عنهم فى الحياة الدنيا فلا أحد بوسعه أن يكون وكيلا عليهم أو أن يجادل الله عنهم يوم القيامة، ونلاحظ أن الآيات تنفى تماما قدرة الرسول على الدفاع عن المخطئين أو المجادلة عنهم يوم القيامة، وهو نفسه مفهوم شفاعة الرسول السائد بين عامة المسلمين بما فى ذلك العلماء منهم، والثابت باجماع الأمة وقد حسمت الآيات هذه القضية بنفيها سواء فى الدنيا أو الآخرة.

المجموعة الثانية من الآيات:

الأيات تدور حول عدم مغفرة الله للشرك مع عرض جانب من الشرك يغفله الناس  متمثلاً فى عبادة الاناث وعبادة الشيطان، والتى تعنى الإضلال،  والأمانى الوهمية فى الجنة، والغاء الحواس من سمع وبصر وقلب لتصبح مثل حواس الأنعام، وتغيير خلق الله المتمثل فى فطرة الحق والايمان التى فطر الله الناس عليها.

هاتين المجموعتين من الآيات تضعا الملامح الأساسية لعقيدة المؤمنين أو لسبيل المؤمنين الذى ينبغى على كل مسلم اتباعه. فهل يمثل سبيل المؤمنين الذى تفصله الآيات بدقة، إتباع العلماء بما يروجونه من أمانى وهمية فى الخروج من النار ودخول الجنة بالشفاعة. أم بما يأمرون الناس به من الغاء العقل والحواس من سمع وبصر عند تلقى المفاهيم الدينية، والاتباع المطلق لعلماء السلف و اجماع الأمة، باعتبار العقل والحواس تمثل هوى النفس فى تصورهم.

إن علم الله وحكمته سبحانه هى عطاء يتفضل به الله على من يشاء من عباده أى انه منحة إلهية لا يمكن احتكارها أو الحصول عليها بشهادات بشرية:

"يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتى خيراً كثيراً".

لا يوجد احتكار لعلم الله فى الاسلام فعلم الدين لمن يهديه الله ولا توجد شهادة موثقة فى هذا الكون او تخصص  يعطى الضمان على ان عالِم ما قد هداه الله فيكون اهلا للاتباع.

الإمامة فى الإسلام

{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ {24   [سورة السجدة]

علينا أن ندرك أن الامامة فى الإسلام تكون بمقاييس مختلفة عن مقاييسنا البشرية فى اختيار العلماء واجبى الاتباع، فالإمامة لا يحققها اجماع الأمة على مصداقية هذا الإمام انما تكون باختيار الله "وجعلنا"

وبأمره سبحانه " يهدون بأمرنا".

أما المنهج العلمى للأئمة فهو آيات الله " وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ " لا يضاف إليها منهج آخر.

الطاغوت

الله تعالى يحذر نبيه وأمته من بعده من أن اليهود سوف يضيفون الى رسالة محمد ص الكثير من الطغيان والكفر.

{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَ لَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ) 64المائدة

مع ملاحظة كلمة (كثيراً)، التى توحى بأن ما أضافه اليهود إلى رسالة الإسلام ليس بالقليل،بل هو كثير،        وكلمة  (طغياناً) و التى تشير إلى الظلم  كما تشير فى الوقت نفسه إلى الإنتشار و العموم  تماماً مثل طغيان الماء:  

 فَأَمَّا مَن طَغَى {37} وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا {38} [سورة النازعات]

{ إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ} 10 الحاقة

مع ملاحظة تكرار عبارة "وَ لَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا" فى آيتين متتاليتين، وتوسطتهما آية تحدد على وجه الدقة المنهج الذى كلف الرسول صلى الله عليه وسلم بتبليغه للناس وهو ما أنزل إليه من ربه أى القرآن، مع تحذير شديد اللهجة من أن الرسول لو لم يبلغ فى هذه الحدود فقط  يكون غير مبلغ لكلمات الله:

 { وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ {64} وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ {65} وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ {66} يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ {67} قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {68}المائدة

ونترك استنباط مدلول هذا التسلسل لفراسة القارىء.

يعتقد البعض أن المقصود بالآية 64 من سورة المائدة هو أن القرآن يزيد الكثير من أهل الكتاب طغياناً وكفراً أما الرد القرآنى على ذلك فتجده فى الوصلة التالية أنقر هنا

صاغ تاريخ الرسالات السماوية قاعدة أبداً لم تخطىء، هى تحريف جميع كتب الله السابقة ما لم يحفظها الله.

لقد جعل الله رسالته الخاتمة فى كتاب محفوظ إلى يوم الدين هو القرآن، ليبقى حجة على البشرية.

أى أن حفظ الله هو الضمان الفعلى على مصداقية أى رسالة من عند الله.

و من هنا فقد جعل الله القرآن كتاباً مهيمناً على كل كتب الله قبله.

و هناك مقارنة بديهية تطرح نفسها بشكل تلقائى:

ما الضمان على استثناء ما يسمى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم  من قاعدة تحريف الرسالات السماوية رغم أن هذه السنة بالفعل خارج نطاق الحفظ الربانى!

يعتقد المسلمون أن نقل وتنقية العلماء لهذه السنة بكل القواعد التى وضعوها  ضماناً كافياً، إلا أنه فى الواقع ضماناً بشرياً لا يستوى مع التعهد الإلهى بحفظ القرآن.

و القرآن يخبرنا أنه ما من رسول و لا نبى الا و يلقى شياطين الإنس والجن فى رسالته الباطل الذى له سمتان أساسيتان هما: الأمانى( الأمل الكاذب فى دخول الجنة) والغرور فى رحمة الله، فى شكل مقبول ومزخرف ومزين.

 و أن الله ينسخ هذه الأكاذيب ،(تماماً كما ننسخ مستند، أى نأخذ منه نسخ مكررة) أى يثبتها ويتركها تنتشر و تملأ الدنيا ليجعل الله هذه الأكاذيب فتنة للناس ليميز به بين الصادقين والذين فى قلوبهم مرض و الذين لا يؤمنون بالآخرة بحق.

فى الوقت نفسه يحكم الله تعالى آياته الصادقة المفصلة فى القرآن و التى تبطل و تدين كل هذه الأكاذيب الملفقة، و لكن للأسف فإنه لا أحد يتدبر القرآن.

 و تختتم الآيات بأن الله و قرآنه المفصل و آياته المحكمات تبقى الحكم الوحيد الذى يجب ألا يرتضى الإنسان عنه بديلا و يحذر من اتباع أكثر من فى الأرض لأنهم لا يتبعون الا العلوم الظنية.

bullet

  {51} وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {52}لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ {53}وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىصِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {54 الحج

bullet

       َكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ {113} أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَإِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ {114}وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {115} وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ {116 الأنعام

  افترض القرآن إذاً  أن أى دين بما فيه الإسلام سيناله جانب من تبدل المفاهيم بفعل أعداء الله، و اعتبر ذلك قاعدة وليس إستثناء.

و أعتبره اختباراً ضرورياً لصدق عقيدة المسلمين، وهو الاختبار نفسه الذى وضعه الله لجميع الأمم السابقة وقد وعد الله المؤمنين فى آخر الآية بهدايتهم إلى دينه الحق.

(وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىصِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {54 الحج

معنى اللغو

على الرغم من عصمة القرآن إلا أن الله تعالى حذرنا من أشخاص يفترون الكذب حول معانى القرآن ذاته و ينهون الناس عن سماع القرآن أى عن تدبره :

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ {26} فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ {27} ذَلِكَ جَزَاء أَعْدَاء اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاء بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ {28} وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ {29 {سورة فصلت }

فإذا كان القرآن معصوم من أى تحريف، فلا بأس من تحريف معانيه لإبعاد الناس عن القرآن ذاته و نهيهم عن سماعه و تدبره.

و الملفت للإنتباه هو استخدام لفظ "الغوا فيه" للتعبير عن افتراء الكذب حول معانى القرآن، وهو ما يوجهنا لفهم معنى اللغو الذى طالما ورد فى القرآن فى سياق عرض صفات المؤمنين و فى مقدمتها الإعراض عن اللغو.

و لنتتبع مواضع هذه الآيات:

bullet

 (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ {52} وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ {53} أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {54} وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ {55} إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {56 القصص

الآيات تتحدث عن الأيمان بالكتاب، و فى نفس السياق يذكر الإعراض عن اللغو كصفة من الصفات الضرورية للمؤمنين بالكتاب،  إضافة إلى استنكارهم أعمال الجاهلين المروجين لهذا اللغو، يليها ذكر هدى الله لمن يشاء  ( أى الإهتداء للحق)، سياق الآيات يدور حول آيات الله و الأيمان بها و الاهتداء للحق، و يبعد أذهاننا عن تصور معنى اللغو على أنه الكذب عموماً أو قول الألفاظ البذيئة كما نعتقد.

bullet

 ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2} وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {3} وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ {4} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {5 المؤمنون

هذه هى أشهر وأهم الآيات وصفاً لصفات المؤمنين، وقد اعتبرت الإعراض عن اللغو فى مقدمة هذه الصفات.

bullet

 ( وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا {71} وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا {72} وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا {73 الفرقان

هنا أيضاً عرض لصفات المؤمنين وهى تشير أيضاً الى الإعراض عن اللغو فهم إذا سمعو اللغو يتجاهلونه ولا يتبعوه. 

أما صفاتهم التى تكمل هذه الصفة فهى أنهم لا يشهدون الزور بمعنى أنهم لا يتواجدون حيث يفترى الزور أى الكذب على الله، ثم إنهم يتدبرون آيات الله بحواسهم اليقظة من سمع وبصر و لا يتعاملون معها كالصم العمى الذين لا يعقلون.  

جميع الآيات السابقة تعتبر الإعراض عن اللغو (و ليس ترديده) من أوائل و أهم خصائص المؤمنين، و هو ما يشير الى أن معنى اللغو يمس جوهر وصميم العقيدة الإيمانية. و هو ما يستبعد التصور الشائع عن معنى اللغو بأنه البذاءات أو الكذب عموماً.

يفهم من الآيات أن معنى اللغو الذى أمر المؤمنون بالإعراض عنه هو الباطل أى كل ما يخالف الحق أى أنه الزور والكذب على الله المنتشر فى كل زمان ومكان وفى كل دين.

و ستظل أهم التحديات أمام المسلم الحق هى قدرته على تمييز الحق من الكذب فيما يتلقاه من علوم دينية، و فى قدرته على التخلى عن الموروثات الدينية الخاطئة وعدم التشبث بها إذا عرض عليه الحق مدعومًا بالبرهان الصادق.

القرآن يحذر المسلمين من اللغو  باعتباره آفة  قد تصادفهم كثيراً، مما يدل عن انتشاره بالفعل، و تواجده بيننا.

ألا ينهانا الله عن منطق إنا وجدنا آباءنا على أمة و إنا على آثارهم لمهتدون؟

فعند سماع الحق ينكره الإنسان تحت مبرر واحد إنه التشبث بالموروثات الدينية أياً كان مسماها:

( بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ {22 وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ {23} قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ {24} فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ {25الزخرف

الشورى

وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ {37} وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {38} وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ {39}الشورى

الآيات تتحدث عن صفات المؤمنين و تذكر صفة الشورى كأحد أهم هذه الصفات.

و الغريب أن الآيات لا تتحدث عن نظام الحكم و لا عن السياسة ليرد فيها ذكر صفة الشورى، انها تتحدث عن صفات المؤمنين الذين يتحلون بالشورى حين يستجيبون لربهم أى لمنهجه المخالف بالطبع لما نشأوا عليه من مناهج بشرية متوارثة وراسخة، هل اقترب المعنى بعض الشىء؟

اسمح لى أيها القارىء أن أخبرك بما اهتديت اليه عن معنى الشورى المقصودة هنا لكنى لا أفرضه عليك انها المرونة و عدم صلابة التشبث بالرأى بما يتيح للإنسان الاستجابة لله عند سماع الحقائق الدينية المؤيدة بالبرهان و التى تختلف عن المفاهيم الدينية الراسخة التى نشأنا عليها.

هذا التصور عن معنى الشورى يتضح عند فهم ما ترمى اليه سورة الشورى ككل من ذكر الحقائق الدينية التى تفند بعض الأكاذيب فى الدين مثل الخروج من النار و شفاعة العباد يوم القيامة وادعاء سلطة التشريع الدينى لغير الله ورؤية الله. وبعضها جاء بصيغ غير مباشرة لكنها واضحة تمام الوضوح لمزيد من التوضيح انقر هنا.

سيظل القرآن المبين الذى هجره، و جهله أصحابه هو الحكم و المرجع النهائى لكل باحث عن الحقيقة وسط هذا الكم الهائل من المعارف الدينية.

{29} وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا {30 الفرقان

 سيبقى العقل هو الميزان الحساس الذى يعيد تقييم المفاهيم المتوارثة الراسخة.

  {45} أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ {46} الحج

   العقل الذى غيبناه بأمر الذين هم ظاهرهم العلم بحجة أن أكاذيبهم فوق مستوى استيعاب العقل.

و صرخة الندم التى يطلقها أصحاب النار أنهم لو كانوا يسمعوا أو يعقلوا ما كانوا فى اصحاب السعير

     {9} وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ {10} فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ {11}الملك

 ان علامة كل كاذب أن يأمرنا بتغييب العقل بما يخالف جوهر القرأن الذى يأمر بالتعقل والتدبر و يعتبر تغييب العقل منهج الأنعام و الكفرة.

bullet

         {99} وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ {100يونس

bullet

        {170} وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ

bullet

        ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ {22} وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ {23الأنفال


اتباع الظن | الحديث الصحيح | الشورى

آخر تعديل 17/7/2005

Hit Counter