|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
تعقيباً على رد الشيخ عطية صقر فى مسألة رؤية الله
ابتداءاً أحيى الشيخ على التزامه الحيادية حين قال أن بعض السلفيين بخلاف أهل السنة قالوا بعدم جواز رؤية الله على أساس عدم وجود دليل قطعى يجزم بها فالأمر اذن يقع فى دائرة الظن حسب قول سيادته.
و أتوجه لشيخنا الجليل بجزيل الشكر على اهتمامه برسالتى وتشريفى بالرد عليها.
و لكنى أعتب على شيخنا أنه لم يتطرق لمناقشة التحليلات القرآنية التى طرحتها ، بل إن اعتراضه جاء على الفكرة فى مجملها لا لسبب الا لتعارضها مع جماعة أهل السنة وما اتفق عليه العلماء.
ومع كامل تقديرى لجماعة أهل السنة الا أننى أكثر انحيازاً للحق الذى جاء فى القرآن أتلقى منه تصوراتى بحيادية تامة دون أن أملى عليه مفاهيم هذه الجماعة أو تلك.
إن صعق موسى عند طلبه رؤية ربه ثم توبته بعد أن أفاق تشير الى الخطأ الفادح الذى وقع فيه موسى بطلبه رؤية ربه.
وتعليق الرؤية على ثبات الجبل ثم انهيار الجبل يشير الى شدة غضب الله من طلب موسى وعدم تماسك الجبل أمام هذا الطلب الخطير.
تماما كما قوبل طلب قوم موسى رؤية الله بصاعقة أماتتهم فى الحال و تماماً كما أن السموات والارض والجبال تكاد تنهار ولا تكاد تتماسك أمام ادعاء أن لله ولد فالكون لا يكاد يتماسك أمام ما يمس جلال الله من أخطاء البشر.
{87} وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا {88} لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا {89} تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا {90} أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا {91}وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا {92 مريم
أما المسلمين فقد حذرهم المولى من طلب رؤيته تعالى تحذير شديد اللهجة وأختتمه بما يفيد أن هذا الطلب هو تبدل الكفر بالأيمان
{107} أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ {108 البقرة
أما الى ربها ناظرة فتعنى إنتظار المؤمنين قرار ربهم بدخولهم الجنة و لا تعنى الرؤية والمشاهدة وقد استدللت على ذلك بالكثير من آيات القرآن فى موضوع رؤية المؤمنين لربهم
أما للذين أحسنوا الحسنى و زيادة فالآية لم تشر اطلاقا الى أن الزيادة هى رؤية الله بل إن هذا التأويل غير مؤيد بأى نص قرآنى وهو تحميل للمعنى القرآنى ما لا يحتمل بغير دليل.
و قول أن رؤية الله تستدعى تكييفاً خاصاً و وإدخالها فى دائرة طلاقة القدرة الربانية التى تقول للشىء كن فيكون هو مجرد استنتاج بشرى غير مؤيد بأى نص قرآنى بل يخالف نص القرآن الذى أخبر أن رؤية الله إحاطة بجلاله وإدراك لله تعالى وهو أمر غير جائز لأنه متعلق بجلال الله و ليس بسبب قصور الطبيعة البشرية التى تحتمل تغيير و ارتقاء من عند الله فى مرحلة ما سواء فى الدنيا أو الآخرة فالآيات لم تشر الى هذه الفكرة التى تتجه الى عكس ما ترمى اليه الآية.
و على الرغم من أنى التزمت ببيان الدليل القرآنى على كل تصور سقته فى كل ما طرحته من موضوعات و ذلك التزاما بقواعد الجدل القرآنية التى يجب أن تقوم على العلم والهدى والكتاب المنير.
كما تشير الآية "و من الناس من يجادل فى الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير " الحج
إلا أننى لا أفهم لماذا لا يكتفى الشيخ بالأدلة القرآنية ويطالبنى بأن أبنى موضوعاتى على أساس علمى فأى علم بعد كتاب الله