القرآن يكفى  

اجماع الأمة

حديث صحيح

تساوى الموازين

رجال الاعراف

أنواع الشرك

التشريع الإسلامى

كتب التفاسير

حفظ الذكر

الوحى الحق 

طاعه الرسول

ما نزل الله

الهوى التشريعى

الزكاة

حقيقة الشفاعة

نفى الشفاعة

استثناء نفى الشفاعة

الشفاعة فى الزمر

نفى رؤية الله

ملة أبراهيم

نورانية الرسول

زواج الكتابيات

المنسوخ فى القرآن

الانتفاع بعمل الغير

الحجاب أم النقاب
مقالات د/على طه:
عروج الرسول
غير الله حكما
المنسوخ والناسخ
العفو عن الذنب
   
   
كتب قيمة:

الشفاعة

ا.د/على طه

 راسلنا
قيم هذا الموقع
حمل المصحف
   
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
معنى الشورى

 

 

 

 

 

 

Hit Counter

 كل نفس بما كسبت رهينة

يعتقد الناس أنه يجوز للإنسان أداء بعض الشعائر والعبادات نيابة عن قريب له متوفى، مثل الحج والعمرة والصدقات، أو أنه يجوز لشخص تفويض شخص آخر لأداء فريضة الحج نيابة عنه.

وقد وضع القرآن مبدأ أساسى ثابت؛ هو أن حساب كل نفس يتوقف على ما كسبته  فقط سواء فى الخير أو الشر وليس على ما كسبه غيرها (لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ).

{ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {286} سورة البقرة

فلا يجازى الإنسان إلا بسعيه هو وليس بسعى غيره (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى)

{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى {33} وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى {34} أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى {35} أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى {36} وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى {37} أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {38} وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى {39} وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى {40} ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى {41} وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى {42} وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى {43} وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا {44}   سورة النجم

 

فالقاعدة الراسخة هى أن تقدم أو تأخر كل نفس يوم القيامة مرهون بعملها هى فقط، فكل نفس رهينة بعملها هى وليس عمل الغير.

{ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ {35} نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ {36} لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ {37} كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ {38}سورة المدثر

 ومن يعمل عملاً صالحاً فهو يعمله لنفسه وليس لغيره.

{ مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ {44} سورة الروم

 { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ {46} سورة فصلت

 من المبادىء الأساسية يوم القيامة هو ألا يغنى مولى عن مولى شىء أى لا ينفع انسان غيره ولا ينصر انسان غيره أيضاً.

{ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ {40} يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ {41} سورة الدخان

فالقاعدة الوحيدة التى تحقق العدل وتلغى الظلم يوم القيامة (الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْم )  هى أن تجزى كل نفس بما كسبت هى وليس ما كسب غيرها سواء فى الخير أو فى الشر. والآية التالية تبين العلاقة الوثيقة بين العدل المطلق يوم القيامة (لَا ظُلْمَ الْيَوْم) وبين مجازاة كل نفس عن عملها فقط (الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ)

{الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ {17 سورة غافر

وأساس الحساب هو الميزان بالحق والقسط أى العدل "والوزن يومئذٍ الحق"، "ونضع الموازين القسط ليوم القيامة"، وجوهر القسط و الحق هو مجازاة كل نفس بعملها فقط وليس عمل غيرها أما فكرة الانتفاع بعمل الغير فهى لا تحقق قسط وحق الموازين. أى أنه من غير العدل أن يثقل عمل انسان ميزان انسان غيره يوم القيامة.

ولا يمكن لنفس أن تجزى شىء عن نفس أخرى.

{ وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ {48}

ويوم القيامة لا تملك أى نفس منح أى شكل من أشكال النفع لنفسٍ آخرى (يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا) وبالتالى  لا يمكن لأى انسان منح ثواب عمل من أعماله لشخص آخر لأنه لا يملك ذلك.

{وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ {17} ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18 (يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ {19 سورة الإنفطار

وهذه القاعدة الأساسية تشمل أيضاً العلاقات الحميمة فى الدنيا وأقربها علاقة الوالد بولده، حيث لا يجزى أب عن ابنه أو ابن عن والده يوم القيامة.

 {32} يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ {33} سورة لقمان

ولحظة الحساب يوم القيامة تتوقف الأنساب بين الناس:

{ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ {101} فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {102} وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ {103 سورة المؤمنون

ويوم القيامة يفصل حتى بين العلاقات الانسانية الحميمة مثل الأولاد والأرحام حيث ينقطع النفع بينهم:

{ لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {3} سورة الممتحنة

ويوم القيامة لا يستطيع أى انسان الاستغاثة بأحد ولا حتى أقرب حميم، والإنسان الذى يرى النار لا يقرر لحظتها التضحية بشىء من عمله من أجل نفس أخرى بل انه يود لو افتدى نفسه من هذا العذاب بأقرب الناس إليه سواء كانوا ابناءه أو زوجته أو أبويه واخوته أو بكل من فى الأرض لو كان ذلك ينجيه من عذاب النار.

{ يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ {8} وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ {9} وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا {10} يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ {11} وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ {12} وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ {13} وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ {14} كَلَّا إِنَّهَا لَظَى {15} نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى {16} تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى {17} وَجَمَعَ فَأَوْعَى {18 سورة المعارج

وبعد فقد بينت آيات القرآن قضية الانتفاع بعمل الغير وفصلتها وحسمتها بأن الإنسان يجازى بسعيه هو ولا يجازى بسعى غيره، إلا أنه لايزال هناك من يجادل فى هذا الأمر ليس بسلطان أو برهان من الله، ولكن على أساس عدة أشكال من الانتفاع بعمل الغير لا ترقى لمستوى البرهان، مثل شفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام للمسلمين، واستغفار الملائكة للمؤمنين، ودعاء الانسان لوالديه بالرحمة والمغفرة كما أمر الله، وصلاة الجماعة التى يضاعف أجرها عن صلاة الفرد، وكثير من الأمثلة على الانتفاع بعمل الغير وهى أمور لا يمكن أن يعتد بها أمام آيات الله المحكمات التى حسمت هذه القضية.

فالله تعالى لم يتعهد لأمة الإسلام بشفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام، وقضية الشفاعة حسمها القرآن بشكل نهائى على أساس أنها تعنى مراجعة الله فى حكمه على عباده بالعذاب وهو أمر غير ممكن لأن الله يحكم لا معقب لحكمه، ولا يمكن لمن حكم الله عليه بالعذاب أن يجد ولياً له يكشف عنه عذاب الله، ثم ان حكم الله على عباده قد قام على الحق والعدل وليس به ظلم أو خطأ يستدعى مراجعة الشفعاء والله أشد رحمة وأكثر علماً وحكمة من الشفعاء المزعومين. انظر موضوع الشفاعة.

أما استغفار الملائكة للمؤمنين ودعاء المؤمنين بعضهم لبعض ودعاء الابن لوالديه فهى أمور أذن بها الله، وهى لا تخل بمبدأ القسط والحق يوم القيامة، ولا يمكن مقارنتها بأداء الشعائر من صلاة وحج عن الأقارب  ولا يمكن اعتبارها من الانتفاع بعمل الغير الذى نفاه الله تماماً،  والله هو الذى يختار دينه وكيفية حساب عباده، وما يأذن به وما يحرمه:

{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }

لقد أذن الله باستغفار ودعاء المؤمنين بعضهم لبعض وكذلك دعاء واستغفار الملائكة للمؤمنين بشرط التوبة واتباع سبيل الله كما بينت سورة غافر، ونفى الله الشفاعة ونفى المجازاة بعمل الغير.

ان الانتفاع بعمل الغير هو حالة من الاستثناء أبدأً لا تتفق مع قسط الحساب يوم القيامة، فحين تحدث الاستثناءات بين الناس فى الدنيا فهى تعنى الظلم والفساد تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

{163} قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {164 سورة الأنعام

 

 

 

 Hit Counter