القرآن يكفى  

اجماع الأمة

حديث صحيح

تساوى الموازين

رجال الاعراف

أنواع الشرك

التشريع الإسلامى

كتب التفاسير

حفظ الذكر

الوحى الحق 

طاعه الرسول

ما نزل الله

الهوى التشريعى

الزكاة

حقيقة الشفاعة

نفى الشفاعة

استثناء نفى الشفاعة

الشفاعة فى الزمر

نفى رؤية الله

ملة أبراهيم

نورانية الرسول

زواج الكتابيات

المنسوخ فى القرآن

الانتفاع بعمل الغير

الحجاب أم النقاب
مقالات د/على طه:
عروج الرسول
غير الله حكما
المنسوخ والناسخ
العفو عن الذنب
   
   
كتب قيمة:

الشفاعة

ا.د/على طه

 راسلنا
قيم هذا الموقع
حمل المصحف
   
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
معنى الشورى

 

 

 

 

 

 

Hit Counter

الشفاعة | استثناء نفى الشفاعة | نفى الشفاعة | الشفاعة فى الزمر

  إستثناء  نفى الشفاعة 

يعتقد البعض أن الآيات التى تنفى الشفاعة آيات متشابهات و أن آيات استثناء نفى الشفاعة هى الآيات المحكمات.

وقد حذرنا الله من الآيات المتشابهات وبين لنا أنها آيات يمكن أن تسبب فتنة لو فهمناها على نحو ما و ذلك لكى يمتحن ويبتلى الله عباده و يعرف المؤمنين من ضعاف الإيمان.

( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ {7آل عمران

بالنظرة الأولى لآيات الشفاعة يمكننا تبين المحكم من المتشابه؛ فقد نفيت الشفاعة نفى مطلق فى حوالى 10 مواضع من القرآن ليس فقط للكافرين بل للنفس البشرية عامة و للمؤمنين  أيضاً.

ونفيت الشفاعة باعتبارها شرك فى حوالى 5 مواضع أخرى بخلاف ال10 السابقة.

نفيت الشفاعة تحت صيغةٍ ما للاستثناء فى حوالى 7 مواضع من القرآن.

15 آية تنفى الشفاعة مطلقاً وتعتبرها شرك فى مقابل 7 آيات تنفى الشفاعة أيضاً فى وجود صيغة ما للاستثناء، لا توجد آية واحدة تقر الشفاعة أو تعد بها المؤمنين، الأرقام تبين بدقة المحكم من المتشابه فى آيات الشفاعة.

 يبين القرآن تحديداً ما يعنيه الاستثناء أو الإذن بالشفاعة:

( وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا {86} لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا {87 مريم

الآيات تقر أن الشفاعة لن تكون متاحة إلا لمن أعطاه الله عهد (مسبق) بهذه الشفاعة فى الدنيا.

ان الإذن بالشفاعة الذى ورد فى آيات الاستثناء لا يمكن أن يصدر يوم القيامة إلا لمن أعطاه الله هذا العهد المسبق فى الدنيا،  وهو ما لم يحدث بالفعل فلا وجود لهذا العهد للمسلمين فى القرآن. فهذا الإذن ليس إلا تحدى من الله لمن زعم فكرة الشفاعة بغير إذن من الله، لأن هذا الإذن لم يصدر عن الله لأحد عباده و لاحتى الرسول ص، و هو لا يعنى أكثر من العهد المسبق من الله بالشفاعة كما تبين الآية السابقة.

  ايات استثناء نفى الشفاعة هل هى اقرار ووعد من الله بالشفاعة؟

bullet

سورة الزخرف

و لا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق و هم يعلمون"الزخرف 86

إن كلمة "الذين يدعون من دونه " تمنعنا من محاولة التعلق بالاستثناء الوارد فى الآية للاستدلال على الشفاعة لأنها تعنى أن هؤلاء الشفعاء إنما هم شركاء مزعومون. 

وضع الله تعالى قاعدة ثابتة للحساب يوم القيامة، " و لا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة" لا أحد من الشفعاء المزعومين من دون الله يملك الشفاعة يوم القيامة،

 لكن المتاح فقط هو الشهادة بالحق،" إلا من شهد بالحق و هم يعلمون"

فالشفاعة غير واردة لأنها تعنى مراجعة الله تعالى فى حكمه على عباده و حكم الله غير قابل للتبديل.

 { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ {41 الرعد

أما الشهادة بالحق فهى ركن رئيسى لتحقيق العدل فى حكم الله على العباد.

bullet

سورة سبأ

{ قل ادعو الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال زرة فى السموات ولا فى الارض وما له فيهما من شرك وما له منهم من ظهير .ولاتنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق  وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ  سبأ    22_24  

الآيات تناقش قضية الشرك وتنفى أن يكون للمولى أى شريك فى ملكه ولو مثقال ذرة فى السموات ولا فى الأرض و بالتبعية لا فىالدنيا ولا فى الآخرة.

وبناء على هذه المقدمة فقد نفت الآيات فكرة الشفاعة التى تمثل قناع جميل ومقبول للشرك .

ثم علق الله تعالى على قضية الشرك و ما يندرج ضمنها من قضية الشفاعة بقوله :  " قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ" لاستنكار اتخاذ شركاء أو شفعاء من دون الله على الرغم من انه وحده الرزاق و بالتالى فهو وحده الجدير بالدعاء وهو وحده الجدير بطلب رحمة الآخرة ، ولا يملك الشركاء أو الشفعاء الرزق فكيف نشركهم فى ملك الله ونتوقع نصرهم سواء فى الدنيا أو فى الآخرة.

وهنا يبرز الاستثناء فى الآية ليتعلق به البعض كدليل على أن المسلمين سوف ينتفعون بشفاعة الرسول (ص) و هو عكس المعنى الذى ترمى إليه الآية.

وتأتى خاتمة الآية لتحسم الأمر هل تنفى الشفاعة أم أن الاستثناء يفتح باب أمل جديد:

فالآية ترسم المشهد الحقيقى للحساب يوم القيامة والذى يختلف عن مشهد الشفاعة المزعوم وهو مشهد الفزع "حتى إذا فزع عن قلوبهم" والسؤال للبشر عما انزل الله وكذبوا به من قبل " قال ماذا أنزل ربكم" فلم يجدوا امام الفزع والنيران غير التسليم، والاعتراف بصدق ما انزل الله عن طريق الرسل "قالوا الحق وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِير".

المتأمل للآيات السابقة يجدها جاءت تعليقاً على قصة أهل سبأ الذين عاقبهم الله بتدمير جنتيهم أولاً ثم بتمزيقهم كل ممزق فى مرحلة لاحقة من العقاب، والسبب الذى بينته الآيات هو أنهم أعرضوا عن شكر أنعم الله وظلموا أنفسهم، وفى تعليق  على القصة أثارت الآيات قضيتى الشرك والشفاعة لنتبين بدقة أكثر كيفية اعراض هؤلاء القوم عن شكر أنعم الله لدرجة استحقاقهم لعذاب الله، لقد اتخذوا من دون الله أولياء شركاء وشفعاء لا يملكون مثقال زرة فى السموات والأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير، ولا يملكون لهم رزقا.

bullet

سورة طه

} يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا {108} يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا {109} يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا {110} وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا {111} وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا {112}

الآيات تناقش قضية الشفاعة بطرح سؤالاً ضمنياً هامًا:

ما حاجة البشرية إلى شفيع من دون الله؟

ليكون أشد رحمة، أم ليضيف إلى الله علماً كان يخفى عليه سبحانه أم ليرفع عن العباد ظلم وقع عليهم من الله? تعالى الله علواً كبيرا.

تبدأ الآيات بوصف مشهد يوم القيامة  بأنه مشهد عصيب لا يجرؤ أحد على الكلام بغير إذن وبغير قول يرضى الرحمن.

وفى سياق "إلا بإذنه" الذى وضع لاختبار مفهوم وحدانية الله عند الناس، ليس مصادفة أن نجد الآيات تبرز صفات بعينها للمولى عز وجل، هى الرحمة المطلقة والاحاطة  الكاملة بأعمال العباد :

الرحمن- يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم - ولا يحيطون به علما - الرحمن مرة ثانية - الحى القيوم.

الله بهذه المواصفات لا حاجة له سبحانه إلى شفعاء من عباده يشاركوه فى حكمه على الناس يوم القيامة، فلا أحد من هؤلاء الشفعاء أيًا كان مسماه بوسعه أن يلتمس لدى المولى  عز وجل رحمته بعباده يوم القيامة و هو وحده الرحمن أى الأكثر رحمة.

 وأى علم يضيفه إليه الشفعاء وهو الذى يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيط أحد به علماً؟ عندما نقول هذا الشخص أحاط بى علماً، أى أخبرنى بشىء لم أكن أعلمه، و الله تعالى يخبرنا فى سياق الحديث عن الشفاعة أن الشفعاء المزعومين لا يحيطون به علماً، أى لا يضيفون إليه سبحانه عن أعمال عباده  علمًا  لم يكن يعلمه.

وتبرز الآيات فى نفس سياق "إلا بإذنه" أن الله هو الحى القيوم بعكس جميع الشفعاء الذين يموتون و يغفلون عن العباد؟

ثم تضع الآيات قانون الحساب المناقض تماما لفكرة الشفاعة؛

"وقد خاب من حمل ظلما"

لقد خاب وخسر من حمل ظلماً، دون أدنى إشارة لإحتمال إنتفاع هذا الذى حمل ظلما بأى نوع من الشفاعة، وفى المقابل تضع الآيات قانون حساب المؤمنين:

"ومن يعمل صالحا وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما"

الله تعالى يطمئن المؤمنون الذين يعملون الصالحات أنهم ليسوا فى حاجة لبشر لإقرار عدل الله تعالى لهم، لأن عدل الله قائم و لن يظلمهم الله تعالى أو يهضمهم حقاً، و ذلك دون حاجة لشفعاء ليذكروا الله تعالى بحقوقهم.

وتختتم هذه المجموعة من آيات سورة طه بتعليق له دلالته فكذلك، أى بهذا التصور الذى صححته الآيات عن مفهوم الشفاعة السائد لدى الناس، وبكلمات عربية واضحة، عن طريق القرآن الذى أنزله الله ولم يخرجه احد العباد، صرف الله وعيدًا عن حقيقة الحساب يصحح اطمئنان الناس وركونهم الى أوهام الشفاعة. فالله قد تعظم  وتعالى عن اتخاذ شفعاء يشاركونه الحكم على العباد لأنه الملك الحق:

وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا {113 فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا {114}

يتبين مما فصلته الآيات أن "إلا بإذنه" ليست سوى "فخ" لاستدراج المفتونين بأوهام الشفاعة.

لعلك تجد لدى المجادلين منطق عجيب إنهم يخرجون لك من موروثاتهم ما يؤكد أن الله تعالى أشد رحمة على العبد من رحمة الأم بوليدها، وأن رحمة الله بعد أن يشفع الشفعاء تفوق رحمة الشفعاء مئة مرة، وذلك تبرئة لفكرة الشفاعة من منازعة الله فى صلاحياته. وهذا القول ليس إلا مسكن يخدر ضميرهم العقائدى، وهو زخرفاً من القول ليطمئن الناس أن فكرة الشفاعة لن تتعارض مع رحمة الله، انهم على ثقة من أن رحمة الله تفوق رحمة الرسول، لكنهم يناقضون أنفسهم ويطلبون رحمة الرسول كوسيط بينهم وبين الله.

و نلاحظ تشابه بعض مصطلحات هذه الآيات مع آية الكرسى البقرة 255 فقد اشتركت الآيتين فى قوله "يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما" فى نفس سياق "إلا باذنه " مما يؤكد أنها تفيد المعنى الذى أشرنا  إليه عن الإذن أى العهد المسبق فى الدنيا وهو ما لم يرد بالفعل فى كتاب الله. فى تلميح واضح إلى رحمة الله وعلمه المطلق عن أعمال عباده فى مقابل جهل و غفلة الشفعاء المزعومين.

bullet

سورة الأنبياء

المتأمل لسورة الأنبياء يستطيع أن يلمح بوضوح أحد محاورها الهامة الذى يدور حول  نفى ما يشاع عن الأنبياء من صلاحيات تفوق حدود بشريتهم، مثل جعلهم اولاد الله أو شفعاء لأقوامهم عند الله.

وتناقش سورة الأنبياء تصوراتنا الخاطئة عن كيفية الحساب يوم القيامة بمنطق وجيه، فالله لم يخلق السموات والأرض لعباً، بل أنه سبحانه وضع  قواعد ثابتة للحساب تختلف تماما عن النهايات السعيدة التى ينتهى اليها كل من انتسب للدين ليدخل الجنة بعد التطهر من ذنوبه فى النار حسب الزعم السائد فى كل دين.  لو كان الأمر كذلك لصار خلق الكون ثم إفناءه ثم إعادته، مجرد لهوا ولعبا أو مسرحية هزلية.

{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ {16} لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ {17} بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ {18}

 وفى سياق احقاق الحق وإبطال الباطل الذى تشير اليه الآية، ينفى الله الصلاحيات عن الشركاء والشفعاء الذين اتخذناهم من دون الله، مقررًا أن الله لا يسأل عما يفعل أما البشر فهم يسألون، أما من يعطى أحد البشر صلاحية سؤال الله أو مراجعته سبحانه فى حكمه على العباد يوم القيامة بالشفاعة، فقد جعله إله من دون الله بزعمه، والله يتحداه بأن يأتى على زعمه ببرهان!

{ أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ {21} لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ {22لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ { 23أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ {24}

هذا البرهان لا يمكن أن يتمثل الا فى آية من الذكر الذى أنزله الله وهو القرآن، كما تشير الآيات.

( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ {26} لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ {27} يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ {28} وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ {29}الأنبياء

واحقاقا للحق وابطالا للباطل جاء نفى شفاعة الأنبياء لمن لم يرتضيه الله ضمن نفى سلسلة من الافتراءات عن الأنبياء ،  فالله لم يتخذ أحد من الأنبياء ولداً، ولا أحد منهم يسبق الله بالقول فيما يحكم به سبحانه، لكنهم طائعون خاضعون لحكم الله، و الله يحيط بهم علماً، فهم لا يتفضلون على الله بعلم لم يكن يعلمه عن المشفوع فيهم، لذلك فهم لا يشفعون لمن لم يرتضيه الله وأدخله النار بل إنهم مشفقون من خشية الله، فلا يجرؤ أحدهم على مراجعة الله فى حكمه. كل هذه الافتراءات ترفع الأنبياء فوق صلاحيات البشر وتمنحهم كذباً بعض اختصاصات الله ولو أن أحداً من الأنبياء زعم أنه إله من دون الله فإن جزاءه جهنم.

هذه الآية لا تقر شفاعة الأنبياء لمن ارتضاهم الله لأنهم ليسوا فى حاجة إلى بشر لتحقيق عدل الله ورحمته القائمين بالفعل، إنها فقط تنفى الزعم السائد بأن الرسل يشفعون لمن لم يرتضيه الله وأدخله النار.

إن الأنبياء  لا يشفعون لمن لم يرتضيهم الله ولا لمن سود  الله وجوههم يوم القيامة وأدخلهم النار.

 لأن من أخزاه الله وأدخله النار لا يدافع عنه الأنبياء لإخراجه منها وليس له أنصار يكشفون عنه عذاب الله.

(رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ {192آل عمران

bullet

سورة يونس

يعتقد البعض أن إلا من بعد إذنه تستثنى أمة الإسلام من نفى الشفاعة لكن بالتأمل البسيط للسورة:

حددت الآية التى تليها قاعدة أساسية يرتكز عليها جزاء المؤمنين يوم القيامة، وهى القسط، أى العدل، فماذا يمكن أن يضيف الشفعاء إلى حكم الله القائم على القسط بعد أن حكم بين العباد فابيضت وجوه واسودت وجوه بالعدل والحق وليس بظلم.

{  إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ {4}يونس

نفس السورة (يونس) تعتبر الشفعاء المزعومين أى الذين لم ينزل الله بهم سلطاناً تعتبرهم شركاء لله على اساس أننا نتوقع منهم الضر والنفع من دون الله وهو ما لا يملكه أىٍ من الشفعاء المزعومين. وتشير الآيات الى الشفاعة باعتبارها نموذج لافتراء الكذب على الله والتكذيب بآياته.

{ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ {17} وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {18يونس

الآية السابقة تبين مفهوم الإذن الذى جاء فى الآية الأولى وتتحدث عن أشخاص يؤمنون بالله لكنهم اعتقدوا فى شفاعة من لا يملك لهم ضر ولا نفع دون إذن أو عهد أو سلطان أو برهان من الله، فاعتبرهم الله مشركين.

"إلا من بعد إذنه" موجهة لمن ادعوا شفاعة من لا يضر ولا ينفع، بغير أن ينزل الله ذلك فى كتابه. الله يقول لكل من يدعى الشفاعة بدون إذن أى عهد من الله:

 " قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ "

إن ادعاء شفاعة أى كائن دون أن يأذن الله بذلك ويقره  فى كتابه يعنى إخراج علم فى دين الله ما أنزل الله به من سلطان. والله يستنكر على عباده تصور أن بإمكانهم إضافة علم لجلاله، سواء أضفنا ذلك العلم لدين الله كأن الله لم يكن يعلمه، أو زعمنا أن بوسع الشفعاء أن يضيفوا الى الله علم لا يعلمه عن أعمال العباد لحظة الحساب.

 ثم حددت سورة يونس مواصفات أهل النار بما يخالف التصور السائد عند عامة المسلمين وبما يلغى فكرة الشفاعة تماماً:

إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ {7} أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ { 8

إنهم لا ينكرون الآخرة ولكنهم لا يرجونها، فقد نسوها فى غمار الانشغال بالدنيا، لقد اطمأنوا للدنيا، وارتضوها بديلاً عن الآخرة، وانشغلوا بها عن آيات الله، وجزاءهم الوحيد هو الخلود فى النار.

بين الله أن "رجاء لقاءه" سبحانه يكون بالعمل الصالح وعدم إشراك أحداً بالله .

{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا {110} سورة الكهف

وتبين سورة الإسراء بشكل أكثر دقة معنى "الذين لا يرجون لقاءنا":

مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا {18} وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا) الإسراء

إن رجاء الآخرة كما أراده الله للمؤمنين يعنى السعى لها بالعمل و الاعداد لها مع الإيمان:

"وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ"

إن تفضيل الآخرة يعنى الخوف من الله ونهى النفس عن الهوى، أما تفضيل الدنيا على الآخرة فيعنى الطغيان أى التمادى فى الظلم والمعصية:

{ فَأَمَّا مَن طَغَى {37} وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا {38} فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى {39} وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى {40} فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {41}النازعات

ثم وضعت سورة يونس قاعدة أساسية تلغى فكرة الشفاعة نهائياً وتمنعنا من تصديق سراب الإذن الذى لم يرد فى كتاب الله:

وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {27

فالذين كسبوا السيئات (بغير توبة وإصلاح) وهم قطعاً أصحاب النار ليس لهم عاصم من الله أى لا أحد يكشف عنهم عذاب الله بأي وسيلة. فمن يدخله الله النار فقد أخزاه وليس له نصير يكشف عنه عذاب الله ولو بالشفاعة.

رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ {192آل عمران

ماذا يعنى إذن الله؟

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ {57} قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ {58} قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ {59} وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ {60}  يونس

الآيات تطرح سؤالاً بديهياً على الذين أعطوا أنفسهم صلاحية التشريع:

{ قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ}

جاء هذا السؤل الاستنكارى فى سياق الحديث عن الموعظة والشفاء لما فى الصدور والهدى والرحمة التى أنزلها الله فى كتابه وهى خير من كل ما يجمعه الإنسان من علوم، فلا يجوز للإنسان التشريع إلا بما أذن الله به وإلا وقعنا فى دائرة افتراء الكذب على الله.

إذن الله الذى تعنيه الآية " قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ" هو الرخصة التى ينبغى أن تصدر مباشرة عن رب العالمين، أى أنه لا يمكن أن يفوض الله أحد عباده لإصدار الإذن بالتشريع نيابة عنه ولا حتى الرسول صلى الله عليه وسلم. فإما أن يكون الله قد أذن وإما أن يكون افتراء على الله.

(أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) الشورى  

إن إذن الله بالتشريع الذى تعنيه الآية، لا يمكن ترجمته عملياً إلا فى صورة نص إلهى قطعى محكم لا يحتمل تأويل أو ظن.

 فالإذن فى القرآن عموماً وفى آيات الشفاعة خصوصاً هو نص محكم صادر عن رب العالمين فى كتابه الذى لا يأتيه الباطل والذى يمثل الحجة على البشرية، أى أنه لا ينبغى على المسلمين الاطمئنان لفكرة الشفاعة بغير نص إلهى محكم يأذن بهذه الشفاعة، وقد استخدم الله صيغة الاستثناء "إلا بإذنه"، لا ليقصد بها استثناء أمة محمد صلى الله عليه وسلم من نفى الشفاعة،  لكن لإختبار إخلاص عبودية الناس لله ليعلم الله من يعتقد فى وجود ناصر للناس يوم القيامة يكشف عنهم عذاب الله لمجرد ورود لفظ "إلا بإذنه" وتجاهل جميع الآيات المحكمات التى تنفى الشفاعة وتعتبرها شرك.

استغفار الملائكة

من المعروف أن الذين يحملون العرش و من حوله يستغفرون للذين آمنوا بشرط التوبة و الإنابة إلى الله.

"ربنا وسعت كل شىء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا و اتبعوا سبيلك و قهم عذاب الجحيم"(غافر

و بالتأكيد فإن رسل الله أيضاً لا يشفعون لما دون مستوى الإيمان و التوبة و اتباع سبيل الله.

و بديهى أن هذا المستوى ليس فى حاجة لشفاعة بشر لتحقيق العدل الإلهى.  

إن الفرق بين دعاء الملائكة للمؤمنين بالمغفرة و بين الشفاعة المزعومة كبير للغاية:

فدعاء الملائكة للمؤمنين بالمغفرة جاء قبل حساب يوم القيامة و صدور حكم الله تعالى على عباده بدخول النار أو الجنة.

أما إذا حكم الله بين العباد، فلا يوجد معقب (أى مراجع) لحكمه سبحانه، فوظيفة الرسول تتوقف عند حدود البلاغ أما الحساب فهو مهمة رب العالمين لا يشاركه فيها الرسول.

{وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ {40} أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ {41} الرعد

أما الشفاعة فهى تعنى مراجعة و تعقيب لحكم الله تعالى الذى أصدره سبحانه على عباده بالنار، وهو أمر غير وارد لأن الله تعالى لا يبدل حكمه الذى بغير شك قائم على العدل المطلق و لا تشوبه شائبة ظلم.

{ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ {29 سورة ق

التماس الشفاعة عند البشر شرك بالله.

الله هو وحده مالك يوم الدين، لا يشاركه فى حكمه أحد، و لا يعقب على حكمه أو يراجعه أو يسأله أو يسبقه فى حكمه أحد من عباده. و الشفيع هو شخص يملك النفع و الضر يوم القيامة بزعم الناس لأنه يكشف عنهم بالشفاعة  عذاب النار الذى حكم الله به عليهم ، لذلك فهو كاشف مزعوم للضر،  أى أنه شريك مزعوم لله.

وأمام الآيات التى تعتبر الشفيع شريك مزعوم لله تجد لدى المجادلين منطق عجيب هو أن هذه الآيات تتحدث عن الشركاء المزعومين وليس رسول الله  صلى الله عليه وسلم وهو ليس من الشركاء، والحقيقة أن المبدأ العام واحد وما لا ينبغى للشركاء لا ينبغى للأنبياء ولا حتى رسول الله، وأى شىء يمس وحدانية الله لا ينبغى للرسول كما لا ينبغى للشركاء. فالله وحده يضر وينفع فإذا نفى الله عن الشفعاء الشركاء كشف ضرر أراده الله أو إمساك رحمة كتبها الله أو مشاركة الله فى حكمه على العباد يوم القيامة أو التعقيب على حكم الله ومراجعته أو نصر من أخزاه الله الى آخر هذه الأمور فهل يجوز لنا تصور أن الرسول بوسعه أن يفعل ذلك لأنه رسول الله وليس من الشركاء؟ فى الحقيقة لو نسبنا للرسول ما نفاه الله عن الشركاء وما هو من صلاحيات الله وحده أصبح شريكاً لله فى تصورنا.

وأى كائن نشركه فى صلاحيات الله هو شريك لله بزعم الناس وإن اختلفت المسميات "ُقلْ سَمُّوهُمْ" أو تخفت وراء أقنعة مزينة يتقبلها الناس "بَلْ زُيِّنَ "، فالله وحده هو القائم على أعمال كل نفس، وليس بوسع أحد الشركاء أن ينبىء الله بعلم كان يخفى على الله فى الأرض أو بسر باطن لم يعلم الله إلا ظاهره. وليس هناك كائن يقى الإنسان من الله وعذابه يوم القيامة.

 { أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ {33} لَّهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِن وَاقٍ {34}سورة الرعد

 والحقيقة أن الأنبياء ومنهم رسول الله ليس منهم شركاء ولا أولاد لله بل هم عباد مكرمون لا يسبقون ربهم بالقول بل يعملون بأمره، وليس منهم آلهة أو أشباه آلهة، ومن يدعى منهم لنفسه بعض خصائص الألوهية فجزائه جهنم، فما بالنا بمن يدعى عليهم بعضٍ من خصائص الألوهية؟

( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ {26} لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ {27} يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ {28} وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ {29}الأنبياء

bullet

{وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ {94 { الأنعام  

لقد لقى الإنسان ربه فرداً بلا ناصر، و غاب شفعاءه  الذين كان يتوقع نصرهم والذين زعم أنهم شركاء لله فى حكمه .

الآية السابقة (94 من سورة الأنعام) تحدد أخطر وأهم قضية قامت عليها افتراءات الذين كذبوا على الله وقالوا عليه غير الحق واستكبروا عن اتباع الحق الذى أنزله، إن أسوأ كذبة نسبت لدين الله هى زعم وجود شفعاء شركاء لله فى عباده، فهى أول ما سئل عنه المكذبون ضمن كل الأكاذيب التى افتريت على الله.

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ {93} وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ {94}الأنعام

bullet

{ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَفِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {18يونس

إن الرد القرآنى على كل من يدعى نفع أو ضر أو شفاعة أحد من البشر دون إذن أو عهد من الله حتى لو كان الشفيع المزعوم هو رسول الله صلى الله عليه و سلم نفسه هو:

" قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَفِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ"

فالدافع الذى قاد البشرية لاتخاذ شركاء لله كان ولايزال التماس الشفاعة لدى هؤلاء الشركاء حتى و إن لم يعترفوا صراحة بإشراكهم بالله إذ يكفى التماس الشفاعة بغير عهد مسبق من الله .

طلب البعض من الرسول صلى الله عليه وسلم  أن يأتى بقرآن غير هذا أو أن يبدله، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يبدل القرآن من تلقاء نفسه، لأن أكبر جريمة هى افتراء الكذب على الله أو التكذيب بآياته، فى هذا السياق ذكرت الآيات قضية الشفاعة باعتبارها نموذج هام للكذب على الله و باعتبارها إحدى القضايا التى اعترض البعض على نفى القرآن لها فطلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم تغيير القرآن الذى ينفى الشفاعة وأن يأتى بقرآن آخر يقر الشفاعة.

  وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ {15} قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {16} فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ {17} وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {18 يونس

bullet

    {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ {12} وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِم  شُفَعَاء وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ {13  الروم  

كل الأمم اتخذت شركاء لله ليكشفوا عنهم عذاب النار بالشفاعة المزعومة، و عاشوا مطمئنين لمصيرهم يوم القيامة و متوقعين الجنة بنصر شفعائهم الموهومين، لكن الله يحذر فى كتابه الخاتم و هو القرآن المعصوم الى يوم القيامة من هذا الوهم. و يكشف عن حقيقة مشهد يوم القيامة حيث يكفر الناس بشركاءهم الذين تخلوا عن نصرهم و لم يشفعوا لهم.

bullet

  {وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي  فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {22} أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن  يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ {23} إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ {24} إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ {25  يس

الآية تبرز الخلفية الحقيقة للشفاعة التى يجهلها الناس، فالشفيع فى حقيقته هو شخص يكشف الضر الذى أنزله الله على الناس، أى أنه سينقذهم من عذاب النار الذى أراده الله بهم.

{ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن  يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ }

الآية استخدمت ألفاظ ، تبهت الإنسان الذى يعتقد أنه يؤمن بالله و لكنه  فى واقع الأمر يتوقع إنقاذ العباد له من حكم الله يوم القيامة، يتوقع أن يغنى العباد عنه من الله.

و هو لا يتوقع تغيير الشفيع لحكم الله بأن ينتزع الناس بنفسه لينقذهم من النار، إن الشفيع المزعوم ينقذ الناس بالتذلل و التضرع  إلى الله بسبب مكانته لدى الله.

الشفعاء كلهم شركاء مزعومون، كلهم  يستوون عند الله، فلا ملائكة و لا صالحين و لا أنبياء، لا موسى و لا عيسى و لا محمد، فكلهم عباد، و الله حين يقرر دخول أحد عباده الجنة فهو يحكم ما يريد هو سبحانه و ليس ما يريده عباده.

{ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ {14 الحج

bullet

   { أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ {43} قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {44}  الزمر  

المقارنة بين الله و الشفعاء المزعومين غير متكافئة لأن الله يملك ملك السموات و الأرض كله أما الشفعاء فلا يملكون شيئاً لذلك فالله وحده هو الذى يملك الشفاعة جميعاً.

وبعد فالآيات السابقة تتفق على وجود صلة وثيقة بين الشرك و الشفاعة، و التصور الراسخ لدى كل من اتخذ شريك لله، هو توقع و رجاء شفاعته له يوم القيامة.

 وتذكرنى هذه الآيات بموقف لى مع شخص بسيط كان يجاورنى فى الصلاة بالمسجد، و قال إمام المسجد عن جهالة: يا عباد الله و يا عباد رسول الله! وعندما استنكرت منحه العبودية للرسول الكريم قال لى هذا الشخص: ولما لا ألن يكون الرسول شفيعنا عند الله؟  

bullet

 الله هو مالك السماوات و الأرض وحده لذلك فهو وحده الذى يملك حق العفو و المغفرة أو العذاب أما الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له من الأمر شىء فى قرار العفو أو التعذيب.

 { لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ {127} لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ {128} وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {129 آل عمران

و يأسف المرء لحال بعض المسلمين الذين يعرفون الحقيقة القرآنية التى تؤكد أن الشفاعة ما هى إلا صورة مزخرفة للشرك، و ينفون الشفاعة بناءً على ذلك عن الصالحين و الأنبياء لكنهم يقرونها لرسول الله!

وذلك دون وجود عهد من الله بذلك، ولكن اتباعاً لإجماع علماء الأمة، و بعض الروايات الكاذبة المنسوبة للرسول بما يخالف كتاب الله.

حين تناقش أحدهم وتبين له أن الشفاعة شرك بالله تجده لا يستجب لكل الآيات التى تسوقها وهو يشعر أنه فى أمان تام من كل صور الشرك التى يجهلها حتى لو كانت الشفاعة شرك كما تبين الآيات، فهو دائماً ما يردد دعوة طيبة، يستعذ فيها من الله من أن يشرك به سبحانه شيئاً يعلمه ويستغفر الله لما لا يعلمه من أوجه الشرك، والحقيقة أنه لا ينبغى أن يكون هذا الدعاء مجرد دعاءاً سلبياً، بمعنى أن نركن إليه ونطمئن الى أن الله سوف يجنبنا الصور الخفية من الشرك وسوف يغفر لنا ما قد نقع فيه من أوجه الشرك بغير علم.

فالحقيقة أن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء:

{ إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا {48} سورة النساء

و من يُشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة:

{وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ {72سورة المائدة

والحقيقة أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم:

{اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} سورة الرعد

 فالله تعالى لا يصرف عن انسان الشرك إلا إذا أقدم هذا الإنسان على التخلص من هذا الشرك بنفسه، وتصحيح عقيدته والتخلى عن الموروثات الدينية الخاطئة التى هى بلا شك مصدر هذا الشرك المزخرف، وتدبر آيات الله التى تحدد معالم العقيدة واتباعها بحق، عندئذ يهديه الله إن شاء.

إن اختبار الشرك هو أحد الاختبارات الضرورية التى يمرر الله كل عبد من عباده بها، والفوز بالجنة يعنى اجتياز كل اختبارات العقيدة بأمان وعلى رأسها الشرك بأنواعه.  

 

 

 


الشفاعة | استثناء نفى الشفاعة | نفى الشفاعة | الشفاعة فى الزمر

Hit Counter