القرآن يكفى  

اجماع الأمة

حديث صحيح

تساوى الموازين

رجال الاعراف

أنواع الشرك

التشريع الإسلامى

كتب التفاسير

حفظ الذكر

الوحى الحق 

طاعه الرسول

ما نزل الله

الهوى التشريعى

الزكاة

حقيقة الشفاعة

نفى الشفاعة

استثناء نفى الشفاعة

الشفاعة فى الزمر

نفى رؤية الله

ملة أبراهيم

نورانية الرسول

زواج الكتابيات

المنسوخ فى القرآن

الانتفاع بعمل الغير

الحجاب أم النقاب
مقالات د/على طه:
عروج الرسول
غير الله حكما
المنسوخ والناسخ
العفو عن الذنب
   
   
كتب قيمة:

الشفاعة

ا.د/على طه

 راسلنا
قيم هذا الموقع
حمل المصحف
   
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
معنى الشورى

 

 

 

 

 

 

Hit Counter

تفاسير | الوحى الحق | الذكر المحفوظ | طاعة الرسول | آيات الله

الذكر المحفوظ

هل يشمل الذكر الذى تكفل الرحمن بحفظه المرويات المنسوبة للنبى محمد صلى الله عليه وسلم ؟  

تعهد الله عز وجل بحفظ الذكر المنزل.      

 إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {9}الحجر  }         

و بالرغم من أن الآية تشير إلى حفظ الذكر المنزل تحديداً، إلا أن بعض المسلمين يعتقدون أن الذكر الذى تعهد المولى بحفظه يشمل المرويات المنسوبة للنبى محمد ص.

وهذا الزعم يظل ظنى ما لم يثبت بالبرهان الربانى و هو آيات القرآن.

آيات الكتاب تشير الى أن ذكر أمة الإسلام الذى لا يأتيه الباطل هو القرآن و آيات الله المبينات ولا شىء غيرها.

فمن أين جاء المدعون بزعم أنه نسب للرسول ذكر آخر بخلاف القرآن؟

  • الذكر هو الكتاب العزيز.

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ 41} لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ42       فصلت

  • ذكر أمة الإسلام هو ما أنزل الله من آياته المبينات يتلوها الرسول عليه الصلاة و السلام.

 فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا {10} رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا {11          الطلاق

 لقد تم تصنيف الروايات المنسوبة للنبى صلى الله عليه وسلم تبعا لدرجة الصحة الى مستويات و تصنيفات متفاوتة، منها الصحيح و الحسن و منها الضعيف أيضاً ( يتمسك المسلمون بالحديث الضعيف بزعم أن به رائحة النبوة!).

هذا التفاوت فى مستويات صحة الأحاديث يعد خير دليل على أن المرويات المنسوبة للرسول هى بالفعل خارج نطاق الحفظ الربانى للذكر.

حذر القرآن من أن اليهود سيضيفون إلى الإسلام الكثيرمن الكفر و الطغيان (أى الظلم الذى له خاصية العموم و الإنتشار).

(و ليزيدن كثيرًا منهم ما أنزل إليك من ربك طغياناً وكفرا )ً المائدة 64, المائدة 68

و هو ما يعرفه المسلمون باسم الإسرائيليات أى الأحاديث المدسوسة من قبل اليهود.

فهل يرقى ذلك الى مستوى الحفظ الربانى للقرآن الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟

أما صحيحى البخارى ومسلم والتى تسمى كتب الصحاح و قد أعطاها المسلمون درجة ثقة عالية ولها عندهم نفس قوة القرآن بل وأقوى فلو تعارض حديث منها مع آية من القرآن يُطوع معنى الآية ليتوافق مع الحديث الصحيح أو يتم تجاهل الآية و التغاضى عنها (هذا الموقع يناقش العديد من الأمثلة على ذلك).

فمن أين جاء المسلمون بالثقة الشديدة في كتب الصحاح دون غيرها ؟

هل أوصانا بها الله تعالى أو الرسول عليه الصلاة و السلام تحديداً؟

هل نبأنا القرآن أو الرسول صلى الله عليه وسلم ان كتب الصحاح بأعينها سوف تكون بمنأى عن التحريف؟

أو أن المولى تكفل بحفظها دون غيرها كحفظه للقرآن؟

لقد أمر الله تعالى بطاعة الرسول عليه الصلاة و السلام و لم يأمر بطاعة البخارى و مسلم و لم يلزمنا بهما القرآن و لا حتى الرسول عليه الصلاة و السلام.

إن الدليل على صحة الأحاديث يعتمد فى المقام الأول على الرواة و تسلسلهم عبر الأجيال المتتابعة (السند و الإسناد)، و قد اجتهد علماء السلف كل الإجتهاد لإثبات صحة إسناد الأحاديث التى بين أيديهم ووضعوا فى سبيل ذلك قواعد و شروط و علوم عديدة، لإثبات صحة السند أى صحة انتسابها للرسول و لكن كلها اجتهادات بشرية لم تخضع لحكم الله ولا لإشراف الرسول عليه الصلاة و السلام.

 أما الدقة المتناهية فى إختيار الرواة ونزاهتهم وعدلهم، فهى شىء لا يوجد دليل حقيقى عليه سوى روايات مصدرها هو جامعى الأحاديث أنفسهم. وكلها مقاييس بشرية لا ترقى الى مستوى الدليل اليقينى.

وفى لمحة تاريخية كافية لكل ذى بصيرة:

بدأ جمع كتب الأحاديث الستة فى النصف الثانى من القرن الثالث للهجرة وبداية القرن الرابع وهى فترة انتشار الفتن الطاحنة و انغماس المسلمين فى متاع الدنيا و الصراعات الدموية على السلطة و هى بالطبع أصلح بيئة لتحريف الدين وتغير مفاهيمه تبعا لمصالح كل طائفة مثل الشيعة والسنة

و تواريخ وفاة جامعى كتب الأحاديث أبلغ من أى كلام

البخارى 256 هجرية

مسلم 261 هجرية

أبو داود 275 هجرية

الترمزى 279 هجرية

ابن ماجة 273 هجرية

النسائى 303هجرية

فهل من المعقول أن تهيمن على القرآن بالتفصيل والتفسير والتكملة كتب جمعت فى هذه الظروف؟

والمؤسف حقاً هو أننا وضعنا هذه الكتب موضع قداسة، وجعلناها فوق النقد رغم بشرية أصحابها، لدرجة أننا نعتبر أى محاولة لإعادة تقيمها على أساس قرآنى أو اعادة النظر فيها كما لو كان ذلك كفر صريح.

والحقيقة أن الله ما أنزل سلطاناً بأىٍ من هذه الكتب ولم يكلفنا باتباع أحد من البشر بخلاف الأنبياء أصحاب الميثاق الغليظ.

يقول الدكتور على يوسف على فى موقعه "نار الكيرى":

إن علماء الحديث يعتمدون على ما يسمونه "الكتب الصحيحة"، وهي ستة كتب على رأسها كتابي البخاري ومسلم، اللذان يعتبرانهما أصدق كتابين بعد كتاب الله، فهل ما تحت أيدينا من مخطوطات لهذه الكتب هي بالفعل من وضعها من تنسب إليهم؟

ويحمل كتاب "أقدم المخطوطات العربية حتى القرن الخامس الهجري" للدكتور سركيس عواد الإجابة القاطعة عن هذا السؤال، وهي ببساطة أنه توجد فجوة زمنية بين هذه المخطوطات ومؤلفيها لا تقل عن قرن من الزمان. لقد جمع الحديث في القرنين الثاني والثالث الهجريين، بينما تعود أقدم المخطوطات عن السنة لأواخر القرن الرابع الهجري، وإلى القارئ الكريم تفصيل ذلك[3]:

صحيح البخاري: تعود أقدم مخطوطة له إلى عام 495 هـ، أي بعد وفاة البخاري (في 256 هـ) بحوالي 240 عاما.

صحيح مسلم: تعود أقدم مخطوطة له إلى عام 368، أي بعد وفاة مسلم (261) بما يزيد عن قرن كامل.

سنن أبو داود: ليس للكتاب نسخة متكاملة، بل أجزاء متفرقة في تواريخ متفرقة تعود جميعها إلى القرن الرابع، أي بعد وفاته بحوالي قرن (متوفى 275).

أما بقية الكتب الثلاثة الأخرى المسماة بالصحيحة، وهي: جامع الترمذي (متوفى 271 هـ) وسنن ابن ماجة (متوفى 273 هـ) وسنن النسائي (متوفى 303)، فليس لها وجود حتى نهاية القرن الخامس.

وبالنسبة للإمام مالك الذي ينسب إليه الدكتور عبد المهدي عبد الهادي فرية رضاع الكبير واتهام عائشة بتطبيقه، فيفصل بين وفاته (في 179) وأقدم مخطوطة لموطئه (تعود للقرن الخامس الهجري) أكثر من قرنين كاملين.

ليس للبخاري إذن أية علاقة بما أورده الكرماني أو أبو حجر العسقلاني في حقه من طعن في سيرة رسول الله، كما أنه ليس للإمام مسلم أية صلة بفتنة رضاع الكبير وما تجره من طعن في سيرة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.

وليس للجميع صلة بفرية قيام الرسول برجم أتباعه لخطيئة ارتكبوها، مخالفا بذلك نصوص القرآن الكريم وروح التشريع الإسلامي، ولا بالأساطير والخرافات المخالفة للقرآن الكريم ولا للعلم الحديث.

ويمكنك عزيزي القارئ أن تتأكد من صحة هذه الحجة التاريخية في أي مكان كنت، فما عليك إلا أن تتناول أي كتاب في علم الحديث، ولن تجد مرجعا واحدا يعود لأقدم من القرن الرابع الهجري، بل إن بعض هذه الكتب يذكر صراحة أن مرجعها مخطوطات تعود لما بعد عصر تجميع الأحاديث بعدة قرون، من ذلك مثلا ما ذكره الألباني في كتابه "مختصر صحيح مسلم" من أنه اعتمد في تحقيقه على مخطوطات أقدمها النسخة التيمورية التي تعود، كما بين هو، للقرن السابع الهجري، أي بعد مسلم بأربعة قرون. أما الكرماني فيعود إلى القرن السابع، بينما يعود ابن حجر العسقلاني للقرن الثامن الهجري.

والملاحظة الجوهرية هنا أنه بينما كان السلف من علماء الحديث لا يقبلون إسنادا منقطعا لراو واحد، يقبل الخلف انقطاعا في الإسناد يصل لعدة قرون.

أما علم الرجال – وهو الضابط الثالث الذي وضعه السلف - فلا مجال للحديث عنه في مثل هذه الفجوات الزمنية التي تغاضى عنها الخلف، فالشيخ نصر الدين الألباني يعترف بأن النسخة التيمورية التي اعتمد عليها في تحقيق صحيح مسلم مجهول ناسخها!

الاكتمال والحكم والهيمنة للقرآن

  • لقد أنزل الله قرآنه تبياناً لكل شىء أى أنه كتاب مكتمل العقيدة و التشريع بشهادة الله. وقد زعم البعض أن الكتاب المبين لكل شىء والذى تعنيه الآية هو الكتاب المسجل عند الله فى اللوح المحفوظ وليس القرآن الذى بين أيدينا أو أنه كتاب الأعمال الذى يعرض على العباد يوم القيامة مسجلاً أعمالهم بدقة عالية، لكن هذه التصورات تصطدم بالآية الصريحة التى تقرر أن الكتاب المبين لكل شىء هو الكتاب الذى نزل على الرسول تحديداً.

( وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَـؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)  النحل89

  • و القرآن كتاباً مهيمناً على كل الكتب الإلهية قبله، فهل من الممكن أن تهيمن عليه بالتفصيل و التكملة و التفسير كتباً دون مستوى حفظه وهيمنته؟

والرسول عليه الصلاة و السلام مطالب بالحكم بين الناس بهذا الكتاب المهيمن و ليس بالإضافة إليه، سواء تفصيلاً أو تكملة أو تفسيراً.

{ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {48 المائدة

  • القرآن أنزل حكماً عربياً، و حذر الله تحذير شديد اللهجة من اتباع أهواء الناس دونه أو أى علم غيره، فأى حكم يرجوه المسلمون بعد الحكم العربى سواء فى العقيدة أو فى التشريع؟

(وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ {37 الرعد

القرآن كتاب صادق بشهادة الله و ملائكته

لقد شهد الله وأشهد ملائكته على ما أنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم وهو القرآن، بل و أقسم الله على ذلك بقسم عظيم.

bullet

   (لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا  166) النساء                   

bullet

  ( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ {19    الأنعام  

إن الشهادة الأكثر ثقة هى شهادة الله التى يشهد بها على مصداقية هذا القرآن وحده، و هذه الشهادة لا تكافئها أى شهادة بشرية على مصداقية أى كتاب آخر مضافاَ إلى القرآن.

و بناءاً على هذه الشهادة  فالرسول مكلف بإنذار قومه - المعاصرين له  و الأمم التى لم يعاصرها و بلغها القرآن- مكلف بإنذارهم  بالقرآن وحده.

bullet

(  فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ {75} وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ {76} َإِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ {77} فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ {78} لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ {79} تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ {80     الواقعة

أقسم الله بقسم عظيم على أن ما جاءنا به الرسول ص هو بالفعل قرآن كريم  تنزيل من عند  الله و أنه فى كتاب مكنون عند الله أى محفوظ و أنه لم يمسه أحد بتحريف لكن نقله فقط الملائكة المطهرون الذين تنزلوا به على رسولنا الكريم.

فأين القسم الإلهى أو الشهادة المماثلة التى تؤيد وتعطى المصداقية لوحى نبوى  بخلاف القرآن؟

القرآن كتاب عالى حكيم مسجل فى أم الكتاب بشهادة الله تعالى

فأين الخبر الربانى بأن شق آخر للوحى الإسلامى متمثلاً فى السنة مسجل هو الأخر فى أم الكتاب.

حم {1} وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ {2} إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ {3} وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ {4الزخرف

الحقيقة أن شهادة الله على مصداقية القرآن و قسمه على ذلك بهذا القسم العظيم يضع أى مصدر آخر  للتشريع  فى مقارنة مستحيلة مع مستوى مصداقية و عصمة و اقرار الله للقرآن،  دون أى إشارة  من الله لمصادر أخرى للتشريع و العقيدة.

مشروع الكذب على الرسول

حاول أعداء الله ممارسة بعض الضغوط على الرسول عليه الصلاة و السلام ليضيف إلى الوحى أو ليأتى بقرآن غير هذا أو (مثله معه) أو أن يبدله.

(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ {15يونس

انها نواة مشروع الإفتراء على الله تعالى و رسوله و الذى بدأ التخطيط له فى حياة الرسول عليه الصلاة و السلام، لقد صمد الرسول عليه الصلاة و السلام أمام هذا المشروع الخبيث، صمد بتثبيت الله تعالى و عصمته له.

{ وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً {73} وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً {74 الإسراء

و بعد وفاة الرسول عليه الصلاة و السلام كان يتخلل الأمة الإسلامية بعض العناصر الضعيفة التى ظاهرها الإسلام، و كان من السهل إغوائها و إغراءها لتقدم التنازلات التى استعصى النبى عليه الصلاة و السلام المثبت بالدعم الإلهى على تقديمها اليهم و زيادة.

و قد تنبأ القرآن بذلك:

(وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا) 64 المائدة

 لقد أصبح من اليسير بعد مضى عهد الرسول عليه الصلاة و السلام تنفيذ مشروع أعداء الله تعالى فى الخفاء بعيداً عن أعين المؤمنين فى غمرة انشغالهم بالأعباء و التحديات التى واجهت الدولة الإسلامة أنذاك.

فليس أيسر من أن يخبر أحدهم عن رسول الله ما لم يقله صلى الله عليه و سلم ، ثم ينقل عنه غيره و غيره و تظل هذه الأخبار دفينة فى مخبأها حتى اذا بلغت عهد الفتن و الصراعات على السلطة و إيثار الدنيا على الآخرة، ووفاة الصحابة الأوائل و الخلفاء الراشدون حماة الدين و حملته بعد الرسول عليه الصلاة و السلام ، هنا فقط  بعد نحو قرنين من عهد الرسول عليه الصلاة و السلام خرجت هذه الأخبار من مخبأها على يد جامعى الأحاديث.

هذا الخبر الظنى الذى غير مسار الأمة و أضاف و انتقص من تشريعات القرآن و عقائده و مفاهيمه الراسخة المكنونة فى كتاب لا يأتيه الباطل،كتاب الله تعالى المهجور المهمش من قبل حافظيه و قارئيه و تاركيه على حد سواء. فحتى قارئيه ما عادوا يفهموه الا من خلال التفاسير المتناقلة بنفس كيفية هذا الخبر الظنى عن الرسول، أما حافظيه فقليل منهم ما لا يخرون علي آياته صماً و عمياناً.

أما من يتدبر القرآن و يحرر مفاهيمه من هيمنة كتب التراث فالويل له، إنه قرآنى بعث من قبور الخوارج الأشرار.

 إن عدم تدوين السنة فى عهد الرسول أو عهد الخلفاء الراشدين يحسم قضية السنة ويبطل تماما الزعم القائل بأن السنة هى الشق الثانى للوحى المكمل للكتاب والمفصل له، وتبرير أهل السنة لموقف الخلفاء الراشدين  غير قوى بما يكفى فهو يقوم على مجرد افتراض "نوايا" الرسول والخلفاء الراشدين لأسباب عدم تدوين السنة، وأيا كانت الأسباب فلم يكن الرسول والخلفاء الراشدين الأمناء على هذا الدين  ليتركوا شق آخر للوحى مكمل للكتاب ومفصل له دون تدوين، وفكرة الخوف من اختلاط السنة بالقرآن ليست مبرر لكتمان وترك شق من الوحى يقوم عليه الدين.

إن الفصل بين آيات القرآن والسنة لم تكن بالمهمة التى تستعصى على جامعى القرآن الأمناء وهذا الخوف من الاختلاط بين القرآن والسنة غير وارد فهم يدركون تماما أن القرآن حفظ بمعرفة الله ولا يمكن أن يأتيه الباطل.

 إن كتباً واحداً على الإنسان أن يؤمن به وحده لا ينازعه فى ذلك أى كتاب آخر حتى يتحقق إيمانه بالآخرة:

 (وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ {92} وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) 94 الأنعام

إن الذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون فقط بالقرآن، لم يضف أى كتاب آخر إلى هذا الكتاب كشرط للإيمان بالآخرة، و لا حتى كتب الصحاح، و أو أى إشارة إلى وحى آخر أنزل على الرسول عليه الصلاة و السلام، بل إن هذه الشهادة الإلهية أتبعها مباشرة تحذير من ادعاء صفة الوحى على ما ليس منها أو ادعاء وجود مثيل لكتاب الله، فى تلميح إلى عدم مصداقية إضافة أى كتاب آخر إلى القرآن.

لقد تحدى الله أن يكون لهذا القرآن مثيل ، و هو رد كافى لمن يدعون على الرسول قول أنه أوتى القرآن و مثله معه.  

( وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} 33فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ  {24} البقرة

إن كتاباً واحداً عى المرء أن يؤمن به حتى يتحقق له البر و الصدق والتقوى، لا يضاف اليه أحد الكتب البشرية الأخرى التى أضافها المسلمون إلى القرآن.

(لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)   177 البقرة 

انظر الى مطلع الكتاب الحكيم الذى يخبرنا عن تفرد هذا الكتاب بخاصية لم  تتوافر فى أى رسالة أنزلت من عند الله من قبل فهذا الكتاب لا ريب فيه إلى يوم القيامة وهو ما يضع أى مصدر تشريعى يضاف الى هذا الكتاب فى مقارنة مستحيلة مع هذا الكتاب الذى لا ريب فيه بشهادة وحفظ الله والذى من أهم خصائصه أنه يهدى المتقين.

1} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ {2} الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {3} والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ {4} أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {5}البقرة

الآيات تحدد مواصفات التقوى و التى ترتكز على الأيمان بما أنزل على رسولنا الكريم صلوات الله عليه و سلامه و هو القرآن باعتباره المرجع الإسلامى الذى كلف الله المتقين بالايمان به.

 إن المقارنة بين تكليف الله المسلمين بالإيمان بالقرآن وحده و النهى عن اتباع ما أضافه البشر من هوى أنفسهم يضع المتمسكين بمصادر تشريعية أخرى بخلاف القرآن فى مأزق بليغ، و يضعف حجتهم فى الدفاع عن مصادرهم المزعومة.

 

 

حنيفا | نورانية الرسول | نكاح الكتابيات | المنسوخ فى القرآن | أصحاب الأعراف | معراج الرسول | الشرك | الشفاعة | تفاسير | التشريع | رؤية الله | الحديث الصحيح | قيم الموقع | راسلنا | الشورى

     

Hit Counter