القرآن يكفى  

اجماع الأمة

حديث صحيح

تساوى الموازين

رجال الاعراف

أنواع الشرك

التشريع الإسلامى

كتب التفاسير

حفظ الذكر

الوحى الحق 

طاعه الرسول

ما نزل الله

الهوى التشريعى

الزكاة

حقيقة الشفاعة

نفى الشفاعة

استثناء نفى الشفاعة

الشفاعة فى الزمر

نفى رؤية الله

ملة أبراهيم

نورانية الرسول

زواج الكتابيات

المنسوخ فى القرآن

الانتفاع بعمل الغير

الحجاب أم النقاب
مقالات د/على طه:
عروج الرسول
غير الله حكما
المنسوخ والناسخ
العفو عن الذنب
   
   
كتب قيمة:

الشفاعة

ا.د/على طه

 راسلنا
قيم هذا الموقع
حمل المصحف
   
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
معنى الشورى

 

 

 

 

 

 

Hit Counter

نورانية الرسول

كثيراً ما تطالعنا وسائل الإعلام وكثيرٍ من الدعاة  بتحية رسول الله صلى الله عليه وسلم بما لم يحييه به الله.

لقد دأبوا على وصف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بصفات لم يخبرنا بها الله.

فهم يدعونه صلوات الله عليه وسلامه بأشرف المرسلين و أكرم الرسل وسيد الخلق بل خير خلق الله أجمعين.

الأكثر من ذلك أن البعض يروجون أكذوبة كبيرة لا تقل عن قول النصارى "إتخذ الله ولدا" إنهم يدعون أن نبينا محمد ليس من طبيعة بشرية بل من طبيعة نورانية بل قبضة من نور الله و أنه صلى الله عليه وسلم أول خلق الله (قبل آدم) وأنه سبحانه لولا محمد صلى الله عليه وسلم ما خلق آدم و البشرية من بعده.

وهى أقاويل جد خطيرة وكلها تتعارض مع محكم القرآن وكلها تضع الرسول ص فى مرتبة فوق البشرية و فوق الرسل جميعاً.

وبتأمل الحقاق القرآنية:

دعاء الرسول صلوات الله عليه وسلامه بأشرف المرسلين و أكرم الرسل بل خير خلق الله أجمعين

الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالإقتداء بإخوانه الرسل فكيف يكون أشرفهم أو أخيرهم "َأولـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ".

{ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ {84} وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ {85} وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَالْعَالَمِينَ {86} وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {87} ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {88} أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ{89} أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ {90 الأنعام

 إن وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بأشرف و أكرم المرسلين إنتقاص من رسل الله و إهانة لهم.

و الحقيقة أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر باتباع  ملة إبراهيم الذى أسمانا المسلمين من قبل فلماذا ندعى أن نبى الله محمد صلى الله عليه وسلم أكثر شرفاً و كرماً من نبى الله إبراهيم بل واماماً له ولسائر الرسل، والرسول محمد هو فى حقيقة الأمر متبع لملتة ابراهيم ملة الحق؟

 { وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً {125 النساء

{  قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {161 الأنعام

 تمييز الرسول ص على إخوانه الرسل نوع من التفرقة بين الرسل.

من العقائد الإسلامية الراسخة فى القرآن ألا يفرق المسلم بين رسل الله و هى حقيقة نتجاهلها:

{ قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {136 البقرة

{ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ {285 البقرة

{  قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {84} وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {85 آل عمران

{ وَالَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُوْلَـئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {152 النساء

فلماذا نتجرأ فى كل مكان على دعاء الرسول بهذه الألقاب التى تفرق و تميز بين رسل الله بما يخالف محكم القرآن؟

أما المقارنة القرآنية بين محمد ص وإخوانه من الرسل فتقرر عدم تمييز الرسول ص على أحد من الرسل

{قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ {9} الأحقاف

 و كلمة بدعاً تعنى بدعة أى متميز فالرسول يعلن من خلال القرآن عدم إختلافه عن أحد من الرسل

{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ {144آل عمران

الآيات تؤكد أن محمد ما هو الا رسول مثل باقى الرسل و ذلك دون أى اختلاف سواء فى طبيعته البشرية أو فى مساواته بإخوانه الرسل والتحذير موجه للبعض من أن ينقلبوا على أعقابهم أى أن يحبطوا ايمانهم بالمساس ببشرية الرسول او مساواته بإخوانه الرسل.

بشرية الرسول

ثمة فكرة خاطئة أضلت البشرية منذ القدم؛ لقد اعتقد الناس فى كل العصور أن الرسل لا بد وأن يكونوا من درجة تفوق البشرية فكذبوا الرسل بسبب بشريتهم، وكانت هذه الفكرة الخاطئة تراود الناس بعد موت رسلهم فيرفعوا رسلهم فوق مرتبة البشر وينسبون إليهم أشياء ما أنزل الله بها من سلطان مثل تصور أنهم يسمعون فى قبورهم و تصور أن أجسادهم لا تتحلل بعد الموت أو أنهم يعرفون الغيب فيتخذوا رسلهم الموتى أولياء من دون الله دون أن يشعروا فينقلب دينهم رأساً على عقب، وأقرب مثال هو قول النصارى أن المسيح ابن الله زوراً وكذباً:

{ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَرًا رَّسُولاً {94 سورة الإسراء

لقد  رد الله على كلا الفريقين سواء من كذبوا الرسول بسبب بشريته أو من رفعوا رسولهم فوق البشر، مؤكداً أن جميع الرسل السابقين كانوا رجالاً أى بشراً  وكانوا يأكلون الطعام أى أن طبيعتهم بشرية تماما ويمشون فى الأسواق أى يسلكون سلوك البشر.

{ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ لذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {7} وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ {8} سورة الأنبياء

والرسول يقر أنه بشر مثلنا وليس من طبيعة مختلفة.

{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا {110 الكهف

أما وظيفة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم  فهى تتوقف عند حدود التبشير والإنذار والدعوة إلى الله وبذلك يكون الرسول سراجاً منيرا لأنه ينير للناس طريقهم بما جاء به من الحق وليس لأن له طبيعة نورانية وهو بذلك يكون رحمة للعالمين ليس لأنه يشفع للناس عند الله ليلتمس رحمته سبحانه للبشر لكن لأنه يبين لهم الحق من الباطل فمن اتبع الحق هدى الى سراطٍ مستقيم وفاز برحمة الله والجنة:

 { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا {45} وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا {46}  سورة الأحزاب

 يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {19سورة المائدة

 وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا {105} سورة الإسراء

هذا التحديد لوظيفة الرسول كمبشر ومنذر وداعى إلى الله يسقط كل تصوراتنا عن تفرد وتميز الرسول فى هذا الكون على سائر البشر وعلى اخوانه الرسل لدرجة تصور أن البشرية خلقت من أجل محمد وحده، ويا له من تصور أقرب للربوبية منه للبشرية.

إن القاعدة العامة عند الله هى ارسال الرسل فقط مبشرين ومنذرين وهذه الوظيفة لا تستدعى إلا رسلاً بشريين مثل كل البشر تماماً، ليس لهم طبيعة أو صلاحيات مختلفة أكثر من تبليغ الرسالة والحكم بما أنزل الله وقد يؤيد الله بعض الرسل ببعض المعجزات إن شاء، والرسول ص مثلهم تماماً، وهو لا يعرف الغيب كما تصور الناس وكما تروج لذلك بعض الروايات عن نبوءات للرسول وعن مواقف كان يعلم فيها الغيب، وهو لا يملك أىٍ من خزائن الله، وليس له طبيعة مختلفة عن طبيعة البشر كأن يكون ملكاً أو أى شىء آخر مما يتفتق عنه خيال البشر  وهو ليس مشرعاً يخرج للناس علماً آخر بخلاف الوحى، إنما هو متبع أمين للوحى، وهذا التصور عن الرسول واخوانه الرسل هو الخط الفاصل بين عمى الجهل وبصيرة  الحقيقة.

 { وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {48} وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ {49} قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ {50} سورة الأنعام

والقرآن يطرح بعض نماذج للخوارق التى طلبها المكذبون بالرسول حتى يؤمنوا وهى كلها أمور ليست من صلاحيات البشر ولا يستطيع الرسول أن يفعلها لأنه ليس سوى بشراً رسولاً، وأى خوارق أخرى ينسبها الناس للرسول حتى المؤمنين به بعد وفاته دون أن يقرها الله فى كتابه الذى لا ريب فيه ولم يأته الباطل تندرج أيضاً ضمن نطاق الإخلال ببشرية الرسول وهو تصور جد خطير يقلب عقيدة الإيمان رأساً على عقب.

{ وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا {90} أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا {91} أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً {92} أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً {93} وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَرًا رَّسُولاً {94} سورة الإسراء

 

 نورانية الرسول

{ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ {15} يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {15المائدة

 لقد استدل بعض اخواننا المسلمون بهذه الآية لإثبات نورانية الرسول محمد، فقالوا إن عطف الكتاب على النور بواو العطف يعنى ان الكتاب شىء آخر غير النور ففسر النور الذى جاءكم به الله بأنه الرسول محمد ص ومن هنا قام الإستنتاج السطحى على أن الرسول من نور وليس من تراب.

و قد فات الذين التقطوا هذه الآية ليثبتوا بها الرواية المكذوبة عن الرسول ص قد فاتهم أن الآية التالية إستخدمت صيغة المفرد و ليس المثنى "نور وكتاب مبين يهدى به الله " ولم يقل يهدى بهما مما يعنى أن النور هو نفسه الكتاب

الآية التالية تشير الى إتباع النور الذى أنزل مع الرسول ص و هو القرآن و ليس طبيعة الرسول ص

{ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {157الأعراف

  لقد وصف القرآن ما نزل به العديد من رسل الله بالنور وهو نفسه النور الذى جاءنا من الله انه نور الحق والإيمان الذى جاء فى كتاب الله وليس طبيعة نورانية للرسول.

{ إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ الله "المائدة 44

   { وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ {91}الأنعام

هل الرسول قبضة من نور الله؟

يعتقد بعض اخواننا المسلمون للأسف أن الرسول محمد هو قبضة من نور الله، هذا الزعم يحاكى به بعض المسلمون أكذوبة ابن الله الذى هو نفخة من روح الله فيدعون أن رسولنا قبضة من نور الله.

 هذا التشابه القوى يعكس إفلاس الشيطان لأنه لا يبتكر أساليب جديدة لإضلال الأمم إنه يركب قوالبه التقليدية الجاهزة على كل دين بأقنعة و مسميات مختلفة يكون نتاجها هو أحد السقطات العقائدية لأمم بأكملها.

و قد استخدم الشيطان هنا قالب التجزئة ليجعل محمد ص جزء من ربه فيقطع شجرة التوحيد من جذورها.

"وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لظلوم كفار"

 و فى الزعم نفسه إشارة الى أن الله من نور تجزأ منه محمد ص

والحقيقة أن القرآن يخبرنا عن نور الله:

{  اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {35} فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ {36}رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ {37} النور

و النور هنا بالطبع كما تشير الآية هو نور الإيمان الذى يهدى الله له من يشاء وهذا النور قد يكون موقعه فى بيوت الله حيث ذكر الله وتسبيحه.

{ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {32 التوبة

الآية تبين أن نور الله هو الحق الذى أنزله و نور الله لا يعنى طبيعة نورانية لله عز وجل تعالى الله عن هذا فقد ثبت علمياً أن النور عبارة عن جزيئات متناهية الصغر تسمى الفوتونات وهى صورة من صور الطاقة التى خلقها الله تعالى فكيف نتصور أن الله من شىء خلقه تعالى الله.

هل خلق الله آدم والبشرية  من أجل محمد؟

زعم أن الله خلق آدم والبشرية من بعده من أجل محمد هو زعم كاذب لأن الله خلق الجن والإنس ليعبدوه سبحانه وليس من أجل أحد خلقه.

{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {56 الزاريات

أخذ الله عهداً على الأنبياء جميعهم بإسقاط اعتباراتهم الذاتية وجعل القيمة العليا لرسالة الله، لدرجة تصديق ومناصرة أى رسول يأتيهم مصدقاً لما معهم؛

{وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ {81}آل عمران

أما نحن فقد جعلنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فوق رسل الله أجمعين وتصورنا أن الكون كله خلق من أجل محمد فأعلينا بذلك قيمة رسولنا فوق قيمة رسالة الإسلام ذاتها.

حب الرسول

كل مؤمن مكلف بالإيمان برسل الله وأنبيائه وملائكته وبالإيمان بالرسول الخاتم محمد، وحب الأنبياء والملائكة ورسولنا الخاتم محمد شعور طبيعى ولكننا نجد البعض يغالون غلواً شديداً فى حب الرسول لدرجة رفعه فوق منزلة البشر جميعاً.

وقد بدأ الحديث عن حب الرسول فى ساحة الاعلام الاسلامى، يأخذ منحى به ظلال من الغلو،  وربما يروج لذلك بعض الدعاة ذوى الثقل الجماهيرى، وهناك حلقات كاملة من بعض البرامج الدينية تتحدث عن "حب الرسول".

ولدى مثالين للغلو فى حب الرسول أحب عرضهم على من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد:

قال أحد الدعاة الشباب الأكثر شعبية  فى أحد البرامج،  أنه حين كان يقف فى الروضة الشريفة أمام قبر الرسول ليلقى عليه السلام،  صلوات الله عليه وسلامه، كان يتمنى لو يعرف مدى تقيم وتقدير الرسول له ولأداءه كداعية! وفى حلقة أخرى قال: "أنت تحب الرسول لأنك تحتاج اليه!" يقصد الشفاعة.

 وقد سمعت أحد برامج اذاعة القرآن الكريم فى أحد أهم الدول الاسلامية، وكان موضوع الحلقة يدور حول توصيف شكل الرسول بكل تفاصيله الجسدية، ارضاءاً لشغف المؤمنين المحبين للرسول والذين يتمنون التعرف على هيئته، بدءا من شعره وشفاه وعيناه وأنفه، مرور ببشرته، وابطه، إلى آخر ذلك وقد استرسل مقدم البرنامج فى وصف هذه التفاصيل بدقة عالية قرابة الساعة، رسم فيها صورة مثالية لشكل الرسول، كما لو كان يجسد تمثال فى خيال المتلقى يكاد يضاهى تمثال المسيح عيسى الذى يقتنيه النصارى! المثير للألم أنه قال أن الرسول كان يسدل قصة من شعره على جبهته قبل الرسالة وأنه كان يعتنى بشعره ويدهنه ويستخدم الحناء!

وأتسائل ماذا يضيف تخيل صورة كاملة لمواصفات الرسول الشكلية والجسدية، إلى ايمان المؤمن.

وهل دخول الجنة وهى القضية الأولى للمسلم والهدف الأسمى يحتاج لتخيل شكل الرسول ولهذه الدرجة من  الغلو فى محبته.

لقد أرسل الله رسوله محمد من نفس طبيعتنا البشرية "من أنفسكم"، وظيفته تتوقف عند حدود تبليغ رسالة الله.

وتواصل المؤمنين مع الرسول انتهى بوفاته بعد أن أدى رسالة ربه. ولم يبقى للذين يريدون وجه الله سوى اتباع رسالة هذا النبى الصادق.

  ويجب أن يكون المؤمن حذراً حتى لا يأخذ حبه للرسول بعضاً من خصائص العبودية من حيث لا يدرى لأن عبوديتنا يجب أن تظل لله وحده :

{ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَاب وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ {79} وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ {80}آل عمران

  وقد حدد لنا الله تعالى سلوك المؤمن تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الإيمان به ومؤازرته ونصره واتباع النور الذى أنزل معه، هذا هو حد الأمان وسبب الفلاح. بخلاف ذلك لا نجد أى نص يوصى بحب الرسول،  انما بطاعته واتباعه، وتصديقه.

{فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {157الأعراف

 ونجد القرآن قد نظم بعض جوانب من تعاملات المؤمنين مع الرسول فى حياته، مثل الأمور المتعلقة بدخول بيت الرسول والتعامل مع زوجاته الى آخر هذه الأمور، وقد كرم الله رسوله بنهى المؤمنين عن رفع أصواتهم عند رسول الله وعدم الجهر له بالقول أو دعاءه كدعاء الناس بعضهم بعض، وعدم نداءه من وراء الحجرات. بل وقد حرم الله زوجات الرسول على الرجال من بعده وجعلهن أمهات المؤمنين. وقد جعل الله رسوله أولى بالمؤمنين من أنفسهم بشكل فعلى فيه من التضحية وبذل المال والنفس لتلبية أوامر هذا القائد العظيم رسول الله وذلك قطعاً فى حياة الرسول، وليس بشكل عاطفى وتخيلى بعد وفاته.

أما رفع الرسول فوق مستوى البشرية واعطائه صلاحيات ما اتاها الله له مثل الشفاعة واصباغه صفات لم يقرها الله له مثل تصور البعض أن الرسول يسمع فى قبره فنكلمه ونطلب منه الشفاعة أى رحمة الله بدلاً من أن نطلبها مباشرة من الله فنجعله وسيطاً بيننا وبين ربنا لدخول الجنة ونطلب منه الإستغفار لنا عند الله وهو ميت فى قبره، فهى أمور خطيره والمؤمن الحق أشد حباً لله وهو يعلم تماماً كيف يحب الرسول فى حدود بشريته ونبوته أما القوة يوم القيامة والمتمثلة فى سلطة العفو أو التعذيب فهى كلها لله وحده لا يشاركه فيها أحد "وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْن  الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً".

{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْن  الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ {165} البقرة

عصمة الرسول

يعتقد كثيرٌ منا أن الله قد عصم الرسول من المعصية والخطأ، وهذا المعنى لا يتفق مع عدل الله الذى جعل الناس كلهم سواسية، ومن غير المعقول أن يعصم الله رسله أو بعضهم من المعصية و الخطأ ثم يترك عامة البشر يصارعون نوازع الشر فى نفوسهم ثم يصنفهم لضالين ومهتدين، فلو عصمهم الله كما عصم غيرهم لما ضلوا.

وعصمة الله لرسوله التى أشار إليها القرآن لا تعنى العصمة من الخطأ والإثم، لكنها تعنى عصمة الرسول من الناس، أى حمايته صلوات الله عليه وسلامه من أذى الناس وذلك حين يبلغ ما أنزل إليه من ربه، لأن ذلك يعرضه للأذى ويجعل له كثير من الأعداء كما تبين الآية التالية:

{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ {67}المائدة

ومعنى العصمة جاء فى القرآن بمعنى الحماية والآيات التالية تبين ذلك على سبيل المثال لا الحصر:

{قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ {43سورة هود

{ قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا {17}سورة الأحزاب

 اصطفاء الرسول

أما اصطفاء الله لرسله فيعنى اختيارهم لأداء مهمة محددة مثل تبليغ الرسالة وتحمل كل ما ينتج عنها من تبعات وصعوبات. وليس الاصطفاء عصمة من الخطأ أو تمييز مطلق عن البشرية.

{ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ {33 سورة آل عمران

{ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ {75   سورة الحج

واصطفاء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لا يعنى اختلاف فى طبيعته البشرية ولا يعنى تميزه ببعضٍ من صلاحيات رب العالمين مثل الشفاعة، ولا يعنى افضليته على سائر رسل الله. اصطفاء الرسول محدد بالرسالة كما أن اصطفاء نبى الله موسى محدد بالرسالة وبآية أخرى هى تكليم الله:

{قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ {144} سورة الأعراف

وتشريف أمة بكتاب الله هو اصطفاء لهذه الأمة لكن هذا الاصطفاء لا يغنى عن فئة الظالمين لأنفسهم من الله من شىء:

 { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ {32}  سورة فاطر

واصطفاء الدين لأمة لا يعنى بالضرورة اصطفاء هذه الأمة فى الآخرة فشرط الفوز فى الآخرة هو لقاء الله على اسلام حقيقى:

 { وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ {132 سورة البقرة

 

  Hit Counter