القرآن يكفى  

اجماع الأمة

حديث صحيح

تساوى الموازين

رجال الاعراف

أنواع الشرك

التشريع الإسلامى

كتب التفاسير

حفظ الذكر

الوحى الحق 

طاعه الرسول

ما نزل الله

الهوى التشريعى

الزكاة

حقيقة الشفاعة

نفى الشفاعة

استثناء نفى الشفاعة

الشفاعة فى الزمر

نفى رؤية الله

ملة أبراهيم

نورانية الرسول

زواج الكتابيات

المنسوخ فى القرآن

الانتفاع بعمل الغير

الحجاب أم النقاب
مقالات د/على طه:
عروج الرسول
غير الله حكما
المنسوخ والناسخ
العفو عن الذنب
   
   
كتب قيمة:

الشفاعة

ا.د/على طه

 راسلنا
قيم هذا الموقع
حمل المصحف
   
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
معنى الشورى

 

 

 

 

 

 

Hit Counter

تفاسير | الوحى الحق | الذكر المحفوظ | طاعة الرسول | آيات الله

الوحى الحق

أخى المسلم الباحث عن الحق.

إنهل من خيرات السنة كيفما شئت ومتى شئت ولكن ضع عدة أسس هامة فى اعتبارك.

نقلت السنة عن الرسول ص لكنها ليست من الذكر الذى تكفل الرحمن بحفظه.

لا يوجد نص قرآنى واحد يقر أن السنة التى بين أيدينا هى وحى مكمل أوحى إلى الرسول ص إضافة إلى القرآن.

القرآن كتاب عالى فى أم الكتاب وهو مهيمن على كل كتب الله قبله و لا يمكن بأى حال أن يهيمن كتاب آخر عليه و لا حتى السنة. (هيمنة القرآن على الكتب الأخرى تعنى أنه مرجع يصحح ما  فيها من خطأ ) و على هذا:

فالسنة ليست مكملة للقرآن لأنه كتاب تام.

السنة لا تفسر القرآن لأنه كتاب مبين.

السنة ليست مفصلة لمجمل القرآن لأنه كتاب مفصل.

 المرويات المنسوبة للرسول( ص) هل هى وحى الهى غير القرآن؟

إن زعم وجود وحى إلهى آخر بخلاف كتاب الله متمثلا فى المرويات المنسوبة للرسول صلى الله عليه وسلم(الأحاديث) يعد أمراً بالغ الخطورة على المؤمن التعامل معه بوعى و حذر شديدين، ذلك أن صحة أو خطأ ذلك الزعم يعد من الأمور الفاصلة، التى تحدد الملامح الفعلية للعقيدة الإسلامية.

و الفيصل والوحيد هو دليل صادق لا ريب فيه متمثلا فى أمر إلهى قاطع و محكم باتباع شق آخر للوحى مكملا ومفصلا للقرآن.

والمؤمن الفطن حين ينازعه هذان الاحتمالان لا ينحاز لأيهما إلا بعد تدبر براهينه وتمحيصها وتحرى صدقها.

وقد استدل الفريق المؤيد لاتباع المرويات المنسوبة للرسول صلى الله عليه وسلم على عدة تصورات لا ترقى إلى مستوى البرهان:

bullet

    أمر المولى عز وجل بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم و الذى ورد فى العديد من الآيات.

bullet

    افتراض ان لفظ الحكمة فى القرآن قصد به المرويات المنسوبة للرسول صلى الله عليه وسلم.

طاعة الرسول أم طاعة الرواة

 القرآن حافل بالآيات التى تأمرنا بطاعة الرسول الكريم فهل يعتبر ذلك تكليف من الله باتباع وحى غير مكتوب أوحى إلى الرسول مكمل ومفصل ومفسر للقرآن؟

 وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ {12 سورة التغابن

كلف الله المسلمين بطاعة الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد حددت الآية السابقة أن دور الرسول عليه الصلاة والسلام محدد فقط بالبلاغ المبين، أى أن هذا البلاغ المبين هو بعينه مادة طاعة الرسول التى كلف بها المؤمنون.

قد يتصور البعض أن طاعة الله تعنى اتباع القرآن ، أما طاعة الرسول عليه الصلاة و السلام فتعنى اتباع  وحى أخر أوحى للرسول بخلاف القرآن (السنة)!  و هو تفريق صريح بين الله و رسوله. والحقيقة أن طاعة الرسول هى بعينها طاعة الله، وتبين الآيات التالية أن المادة العلمية لهذه الطاعة ليست سوى القرآن وتدبر آياته فقد جاء من عند الله وهو لا يكافئه مصدر معرفى آخر من عند غير الله، به اختلافا كثيرا.

مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ  عَلَيْهِمْ حَفِيظًا {80}} وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً{81} أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا {82} [سورة النساء]

طاعة السادة والكبراء

 يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا {66} وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا {67} رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ  وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا {68 الأحزاب

القرآن يضع أيدينا على نقيضين أبداً لا يلتقيا؛ فالطاعة فى الدين إما أن تكون  لله ولرسوله أو أن تكون للسادة والكبراء، فتعرف بدقة هل تطع الله ورسوله والتى تتمثل فى كتاب لا ريب فيه من رب العالمين، أم تطع إجماع السادة والكبراء فيما لم ينزل الله به من سلطان؟ إن تعبير السادة والكبراء يتشابه إلى حد كبير مع مسميات الأشخاص الذين اعتبرناهم مصدر معصوم لتلقى المعرفة الدينية. و اتباعنا للقرآن الذى بلغه الرسول عليه الصلاة و السلام و الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه هو بعينه الطاعة الحقيقية للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.   

إن اتباعنا للبخارى و مسلم و الأئمة و اجماع علماء المسلمين لا يعنى بالضرورة طاعة الرسول عليه الصلاة و السلام التى أمر الله تعالى بها.

طاعة الرسول وأمانة التبليغ

إن طاعة الرسول عليه الصلاة و السلام التى أمر الله بها مشروطة بخصائص ضرورية  للرسول فلا بد أن تلازمها أمانته فى التبليغ "مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ " و خلقه العظيم "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ"و ذلك  بشهادة الله و قسمه على ذلك بقسم عظيم يبين جسامة القضية.

{ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ {15} الْجَوَارِ الْكُنَّسِ {16} وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ {17} وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ {18} إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ {19} ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ {20} مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ {21  التكوير

{ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ {1} مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ {2} وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ {3} وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ {4}القلم

إن أمانة الرواة عن الرسول عليه الصلاة و السلام وخلقهم العظيم لا يمكن أن يتحقق منها المسلم لمجرد تقرير علماء السلف و تأييد علماء كل جيل، فهذا لا يستوى مع الشهادة الإلهية للرسول بأمانة النقل والخلق العظيم. واذا كانت أمانة النقل و الخلق العظيم للرواة أمر افتراضى لا يعلمه يقينا الا الله، فقد انتفى تكليف الله بطاعة الرسول فيما نقله الرواة عنه صلوات الله عليه وسلامه. 

 إن طاعة الرسل التى أمر الله بها مرتبطة بصدقهم فى التبليغ و قد أخذ الله على الرسل و منهم الرسول صلى الله عليه وسلم  ميثاقاً غليظاً على صدق التبليغ:

(وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا {7} لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا {8}الأحزاب 

أما الذين نقلوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم فهم دون الرسل الصادقين أصحاب الميثاق الغليظ، و مصداقية السنة المنسوبة للرسول تعتمد فى المقام الأول على مصداقية ناقليها و التى لايعلمها يقيناً غير الله.

و أخشى أن يكون ما يدعوا إليه المتكلمون عن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ليس هو الطاعة الحقيقية للرسول التى كلف بها المؤمنون، كأن يكون الأمر مجرد طاعة لما نسبه السلف للرسول و أقره العلماء، إن نتيجة ذلك جسيمة كما تبينها الآية التالية:

{ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا {66} وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا {67} رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا {68}الأحزاب

لقد فرض الله على كل الأقوام طاعة رسلهم و هى ليست ميزة خاصة بالنبى محمد عليه الصلاة و السلام دون إخوانه من الرسل. و هو ما لا يعنى تكليف الرسل بوحى آخر بخلاف كتاب الله.

{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإ ذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا { النساء 64

وطاعة الرسل من الأمور البديهية، فلا يعقل إلا أن يأمر الله بطاعه الرسول عليه الصلاة و السلام، و هو ما لا يعنى بأى حال أن الله كلف الرسول بابلاغ وحى أخر بخلاف القرآن!

 إنه فقط يعنى طاعة الرسول عليه الصلاة و السلام فيما كلف بتبليغه و هو القرآن المحفوظ إلى يوم القيامة.

الكتاب والحكم والنبوة

لقد أوتى جميع رسل الله أشياء ثلاثة، هى الكتاب و صلاحية الحكم بين الناس بناءاً على الكتاب، و النبوة.

 {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ {89} الأنعام

{  مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ {79آل عمران

فالمرجع العلمى الوحيد لكل الأنبياء هو الكتاب المنزل، وقد فرض الله طاعة الرسل بناءاً على صلاحية الحكم -على أساس الكتاب- التى كلفهم الله بها" وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ "

فحين يأمرنا الله بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا يعنى طاعته فيما كلف بالحكم به بناءاً على الكتاب.

 { إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا {105 النساء

{ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ  بالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَتَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ  عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {48} وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم  بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ {49} أَفَحُكْمَ  الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ {50}المائدة

إن أمر الله بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ليس تكليفاً للمسلمين باتباع ما يسمى اليوم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم و لا تكليفاً للرسول بإبلاغ أمته وحى آخر بخلاف القرآن.

فى لمحة احصائية بليغة وحاسمة من خلال آيات القرآن يتضح الآتى:

bullet

 وردت مشتقات لفظ الوحى فى القرآن مثل (أوحى-نوحى-نوحيها … الخ) نحو 78 مرة لم ترد فى أى منها إشارة واحدة الى وجود وحى آخر بخلاف القرآن.

bullet

 أما مشتقات لفظ التلاوة مثل(أتل- تتلوا –نتلوه –تليت… إلخ) فقد وردت نحو 63 مرة تأمر كلها الرسول صلى الله عليه وسلم بتلاوة آيات الله على الناس ولا شىء غيرها.

bullet

 و مشتقات لفظ أنزلنا مثل(تنزلتتنزيل – أنزلناه -أنزل… )فقد وردت ما يزيد على 200 مرة تشير كلها الى القرآن وآياته ولا شىء آخر. وقد جاءت كلها بصيغة المفرد بمعنى تنزيل أو وحى واحد ولم ترد بصيغة المثنى و لو مرة واحدة كإشارة إلى شق آخر للوحى.

وعلى من يعنيه الأمر تتبع ألفاظ أخرى تحتمل ورود اشارة صريحة إلى وحى آخر بخلاف القرآن.

هل كلف الرسول صلى الله عليه وسلم بتبليغ وحى آخر غير القرآن؟

إن طاعة غير المعاصرين للرسول صلى الله عليه وسلم تتوقف عند حدود ما كلف الرسول صلى الله عليه وسلم بإبلاغه و يبينه القرآن فى الآيات التالية:

bullet

{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ {67}المائدة

الآية تشير إلى حدود  ما كلف الله رسوله عليه الصلاة و السلام بإبلاغه وهو ما أنزل إليه من ربه و هو القرآن و هو كل رسالة الله  لنبيه محمد عليه الصلاة و السلام، إن بلغها كما أنزلت فقد بلغ رسالة ربه، أما إذا أضاف إليها أو انتقص يكون غير مبلغ لرسالة ربه.

bullet

كلف الرسول عليه الصلاة و السلام بتلاوة شىء واحد على الناس، هو ما أوحى إليه من الكتاب الذى لا يوجد من دونه ملتحداً أى ملجأ ولا مبدل لكلماته.

{ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا {27}  الكهف

bullet

لقد أرسل الرسول عليه الصلاة و السلام لتبليغ الوحى المتلو فقط و هو القرآن و لا شىء غيره.

{ كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ {30} الرعد

bullet

إن كتاباً واحداً على الأمة الإسلامية أن تكتفى به، و كفى بالله عليه شهيداً و ما دونه هو الباطل، إنه القرآن:

{  أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {51} قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ {52} العنكبوت  

bullet

الله تعالى يستنكر على الناس أن يؤمنوا بأى حديث بعد الله تعالى و آياته التى تليت عليهم بالحق!

تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ {6} الجاثية 

bullet

كلف الله المؤمنين بالإيمان فقط بالكتاب الذى نزل على رسوله و الكتاب الذى أنزل من قبل، و هذا التكليف يعفى المسلمين من الالتزام بأى كتاب آخر غير الكتاب المنزل وهو القرآن.

 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا {136 النساء

bullet

نهى الله تعالى عن كتمان ما أنزل من الكتاب تحديداً، و هو ما يستبعد بشكل قاطع أى تكليف بتبليغ شىء آخر عن الرسول عليه الصلاة و السلام بخلاف القرآن.

{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {174 البقرة  

bullet

إن كل ما كلف الرسول عليه الصلاة والسلام بتلاوته أى تبليغه للناس هو القرآن ولا شىء آخر.

{ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ {91} وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ {92 سورة النمل

كلف الله الرسول عليه الصلاة و السلام بإنذار الناس بالوحى القرآنى فقط و ليس بأى شىء سواه.  

bullet

{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ {7}الشورى

bullet

{وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيع لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) الأنعام 51

bullet

{قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاء إِذَا مَا يُنذَرُونَ {45 الأنبياء

bullet

{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ {19الأنعام  

bullet

{كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ {2} اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ {3} الأعراف

الرسول مكلف بالإنذار بالكتاب المنزل وهو القرآن، و فى نفس السياق أمر باتباع ما أنزل من عند الله و هو القرآن و عدم اتباع أولياء من دون هذا الكتاب.

إن تكليف الرسول بانذار الناس بالقرآن تحديداً يعنى أن قاعدة الحساب يوم القيامة هى تلك التى جاءت فى كتاب الله وليس أى مصدر آخر للوحى.

 هل يشير لفظ الحكمة فى القرآن الى وحى آخر ؟

أما لفظ الحكمة فى القرآن فلا يوجد أى دليل على أنه يشير للأحاديث و الاستدلال به هو من قبيل افتعال دليل قرآنى لإصباغ التأييد و الإقرار الإلهى على هذه المرويات.

" حم والكتاب الحكيم"

الحكمة هى صفة راسخة فى القرآن وغيره من الرسالات الإلهية ولا يمكن انتزاعها عن القرآن لنصف بها ما ينسب للنبى بغير دليل مؤكد.

و بتتبع لفظ الحكمة فى القرآن لا نجد أية إشارة الى أنها وحى آخر أنزل على الرسول (ص).

bullet

 الحكمة هى منهج فكرى قويم يؤتيه الله من يشاء من عباده.

يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ {269 البقرة

bullet

 أحد التعريفات القرآنية للحكمة التى أوحيت الى الرسول صلى الله عليه وسلم هى الموعظة باجتناب السيئات المكروهة التى نهى عنها القرآن بدءا من الآية 33 فى سورة الاسراء.

ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا {39الإسراء

bullet

 الحكمة البالغة هى النذر الرهيبة بعذاب النار:

وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ {3} وَلَقَدْ جَاءهُم مِّنَ الْأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ {4} حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ {6}

bullet

 الحكمة هى صبغة رسل الله جميعا و ليست خاصة بنبى الله محمد ص ولا بشق من رسالته من دون القرآن:

  ( َلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ {12 لقمان

 (اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ {17}إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ {18} وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ {19} وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَوَفَصْلَ الْخِطَابِ {20 ص

  (وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ) الزخرف 63

 َ( فهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَ اوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَوَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ {48البقرة

 (فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا) النساء 54

هل كلف الله الرسول صلى الله عليه وسلم بتبليغ الحكمة؟

أوتى الرسول صلى الله عليه وسلم الحكمة مثل كل الرسل قبله ولكن كلف الله المؤمنين بالإيمان بالكتاب المنزل وهو القرآن ولم يكلفهم بالإيمان بالحكمة أو باتباعها على فرض أنها الوحى المكمل للقرآن أى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا {136النساء

وكلف الله رسوله صلى الله عليه وسلم بتبليغ ما أنزل إليه من ربه وهو الكتاب ولم يكلفه الله بتبليغ الحكمة بفرض أنها وحى غير قرآني.

{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ {67}المائدة

كلف الله رسوله بالحكم بين الناس على أساس ما أنزل الله مبيناً أن ما أنزل هو  الكتاب ولم يكلفه بالحكم بين الناس بالحكمة على فرض أنها مصدر تشريعى ثانِ.

{ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ  بالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَتَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ  عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {48} وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم  بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ {49} أَفَحُكْمَ  الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ {50}المائدة

الكتاب المنزل هو الحق

{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{6} وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ {7الحج

تشير صيغة "هو الحق" فى الآية إلى أن الله تعالى هو وحده  الحق و أن ما دونه هو الباطل.

لقد استخدم الرحمن أيضاً نفس صيغة "هو الحق" للتعبير ليس فقط عن صدق كتابه المنزل، بل عن تفرد و تميز هذا الكتاب المنزل بأنه "هو الحق" أى أنه هو وحده الحق، و أى كتاب بخلافه هو الباطل.

{وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ {31 فاطر

{ وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ {6} سبأ

{وكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ {66} لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ {67}  الأنعام

 { تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ {2} أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ {3}السجدة

 { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ {2}   محمد

ان شهادة الله تعالى بأن كتابه هو الحق يضع المرويات المنسوبة للرسول دون منزلة هذا الحق.

هل أخبر الرسول بقصص آخر غير القصص القرآنى؟

(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ) 3 يوسف

الآية تبين الكيفية التى يقص بها الله أحسن القصص على رسوله، انها الوحى القرآنى:

(بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ)

 و قد أسماه الله أحسن القصص فى اشارة إلى علوه على ما دونه، مما نسب للرسول.

لقد كان الرسول عليه الصلاة و السلام غافلاً عن أحداث هذا القصص و لم يعرفها إلا بعد نزولها إليه عن طريق الوحى القرآنى.

(وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ)

وقد بدأت سورة يوسف بهذه الاشارة عن القصص القرآنى باعتباره أحسن القصص، وعن غفلة الرسول عنه قبل نزوله فى القرآن، أما نهايات هذه السورة فهى تحمل اشارة قرآنية تميز هذا القصص القرآنى بالعبرة والمصداقية الفعلية،  فهو ليس مثل أى حديث يفترى بل انه تفصيل لكل شىء وهدى ورحمة للمؤمنين، وهى خاصية لا يستطيع إدراك قيمتها إلا "أولى الألباب".

( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {111} يوسف

هذه الاشارات فى سورة يوسف تحديدا -باعتبارها فى مجملها سورة قصصية - تميز القصص القرآنى بالمصداقية الحقيقية مقارنة بغيره من القصص على الساحة الاسلامية.

وحين نتأمل قصة موسى كما تعرضها سورة طه باعتبارها أيضاً احدى السور القصصية، نجد التعليق على القصة يبين أن القصص القرآنى هو الكيفية التى يقص بها الله على رسوله أنباء الأمم السابقة، وذلك نفهمه من لفظ "كذلك" وهو عائد على القصص القرآنى عن نبى الله موسى والذى ما لبست الآيات أن قصته؛

كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا {99} مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا {100} [سورة طه]

والآية تبين أن أخبار الأمم السابقة التى أخبرنا بها الله لا بد وأن تأتينا عن طريق ما أنزل الله من الذكر  أى القرآن.

و قد نسب للرسول الكريم و انتشر الكثير من القصص، بالرغم من أن الرسول عليه الصلاة و السلام أعلن أنه لا يعرف الغيب و لا يخبر فى مجال القصص أو غيره إلا بالوحى الذى يتبعه و لا يضيف إليه .

{  قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ {50 الأنعام

و قد أخبر الله تعالى رسوله أن هذا القصص عن الأنبياء هو من الغيب الذى لم يكن الرسول عليه الصلاة و السلام يعلمه قبل أن يخبره به القرآن.

(ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ) يوسف{102}

فالرسول إذاً لا يعرف الغيب و لم يتواجد فى أماكن وقوع أحداث هذا القصص وقت وقوعها، أى أنه لم يشهد هذه الأحدث، و لم يوحى إليه بقصص آخر إلا بما أوحى إليه من قرآن.

(وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ {44} وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ {45} وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {46 القصص

وردت فى أغلب القصص القرآنى نفس الإشارة عن غياب الرسول عن مسرح الأحداث وغفلته عن هذا القصص حتى أخبره به القرآن.

ثمة شهادة من الله تعالى تتكرر فى أغلب القصص القرآنى تطرح مقارنة ضمنية بين هذا القصص القرآنى وأى قصص آخر، وتفيد أن هذا القصص له سمة خاصة  تميزه عن أى قصص آخر؛ لقد تُلى هذا القصص بالحق. و هى إشارة قرآنية بليغة تجعل أى قصص آخر بخلاف قصص القرآن دون منزلة هذا الحق.

{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى {13  سورة الكهف

{ نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {3}سورة القصص

إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ اللّهُ وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {62}سورة آل عمران

{وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ {120هود

و هو ما يثير تساؤل هام:

من أين جىء بهذا الكم من القصص عن الأنبياء و غيرهم و المنسوب الى الرسول عليه الصلاة و السلام بغير أى نص قرآنى؟   

هذا القصص الغير مدعوم بالقرآن ولا بشهادة الله على أنه حق و الذى احتل مكانة أحسن القصص فى قلوبنا و مساجدنا و مجالس الدين و الخطب و المواعظ، ليصبغ على المسلمين ثقافة و قيم ومفاهيم و مواعظ أخرى بخلاف الحكمة و الموعظة و الثقافة القرآنية ، و بذلك ننهى و ننأى عن المنهج القرآنى.

وبعد  فلا بأس من أن يطلع المسلم على خيرات السنة لكن ليعلم أن السنة لا تكمل القرآن ولا تهيمن عليه بالتفصيل و البيان.

و لنعلم أن السنة لم تحاط بالحفظ الربانى الذى أحاط القرآن.

 


   حنيفا | نورانية الرسول | نكاح الكتابيات | المنسوخ فى القرآن | أصحاب الأعراف | معراج الرسول | الشرك | الشفاعة | تفاسير | التشريع | رؤية الله | الحديث الصحيح | قيم الموقع | راسلنا | الشورى

 

تفاسير | الوحى الحق | الذكر المحفوظ | طاعة الرسول | آيات الله

 

  Hit Counter