القرآن يكفى  

اجماع الأمة

حديث صحيح

تساوى الموازين

رجال الاعراف

أنواع الشرك

التشريع الإسلامى

كتب التفاسير

حفظ الذكر

الوحى الحق 

طاعه الرسول

ما نزل الله

الهوى التشريعى

الزكاة

حقيقة الشفاعة

نفى الشفاعة

استثناء نفى الشفاعة

الشفاعة فى الزمر

نفى رؤية الله

ملة أبراهيم

نورانية الرسول

زواج الكتابيات

المنسوخ فى القرآن

الانتفاع بعمل الغير

الحجاب أم النقاب
مقالات د/على طه:
عروج الرسول
غير الله حكما
المنسوخ والناسخ
العفو عن الذنب
   
   
كتب قيمة:

الشفاعة

ا.د/على طه

 راسلنا
قيم هذا الموقع
حمل المصحف
   
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
معنى الشورى

 

 

 

 

 

 

Hit Counter

الهوى التشريعى

 كثير من آيات القرآن تأمر باتباع ما أنزل الله من آيات وعلم وتشريع وحكم وتنهى فى المقابل عن اتباع أى علم دينى آخر،  غير الذى أنزله الله باعتبار ذلك هوى المكذبين أو الذين لا يعلمون، وتفرق فى الدين.

ولفظ "أنزله الله" من الدقة بحيث يستطيع الانسان ان يعى الفرق بين ما أنزله الله وأى علم آخر نتداوله فى الدين. وسوف نستعرض فيما يلى بعض هذه الآيات، وقد تعمدنا استعراض العديد منها وان كان يؤدى لنفس المعنى ليتبين المسلم الباحث عن الحقيقة حجم هذه القضية كما تناولها القرآن، وليعلم أن علم الدين الواجب الاتباع إما أن يكون أنزله وفرضه الله أو أن يكون من هوى الناس.

الحكم العربى

{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ {37 [سورة الرعد]

إن اتباع علم آخر بخلاف الحكم العربى الذى أنزله الله وهو القرآن هو اتباع لهوى الناس، ومن يفعل ذلك فليس له نصير أو واق من عذاب الله.

الحجة البالغة

{ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ {148} قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ {149} قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللّهَ حَرَّمَ هَـذَا فَإِن شَهِدُواْ فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ {150[سورة  الانعام]

تبين الآيات أن الله لديه وحده الحجة البالغة على ما أنزله من تشريع مدعوما بآيات بينات أما اتباع علم آخر دون التشريع الذى أنزله الله حتى وان نُسب إلى الله ورسله وشهد عليه الناس فهو اتباع للظن ولأهواء الذين كذبوا بآيات الله.  والرسول بريء منه.

الكتاب المهيمن

{ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {48} وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ {49} أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ {50 [سورة المائدة]

إن الكتاب الذى أنزله الله بالحق على رسوله مهيمنا على كل كتب الله قبله هو وحده المرجع التشريعى الذى كلف الرسول بالحكم به بين الناس، واتباع ما دون هذا الكتاب من علم هو اتباع للهوى التشريعى، وقد حذر الله من ذلك ونهى عنه. والمسلم يجب أن يكون فى حالة من الحذر عند تعامله مع أى علم دون ذلك الكتاب كما كان الرسول شديد الحذر لذلك.

شريعة من الله

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ {16} وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ {17} ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ {18} [سورة الجاثية]

الآيات تبين للمسلمين الخطأ الفادح الذى وقع فيه أهل الكتاب ليكون لنا عبرة فنتجنب تكراره، لقد أنزل الله على الأمم السابقة الكتاب فيه العلم والبينات التى توضح أمر دينهم، فأضافوا لدينهم علم آخر مختلف عن العلم والبينات التى أنزلها الله فى كتابه.

ومثل كل الرسل السابقين، أخرج الله شريعة الاسلام لرسوله الخاتم محمد وأمره باتباع هذه الشريعة التى "أنزلها الله" ونهى الله رسوله عن اتباع أى علم دون هذه الشريعة التى "أنزلها الله" لأن ذلك اتباع لهوى الذين لا يعلمون.

كتاب من عند الله

وَلَوْلَا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ {47} فَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِن قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ {48} قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {49} فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {50} [سورة القصص]

الآيات تبين أن المرجع الوحيد الجدير بالاتباع فى دين الله ليس أقل من "آيات الله" و "كتاب من عند الله" وهو الحجة الوحيدة فى الدين، وأى علم فى الدين غير مدعوم بكتاب الله هو من هوى الناس.

ما شرع الله وما أنزل من كتاب

شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ {13} وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ {14} فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ {15} [سورة الشورى]

كلف الرسول بأن يدعُ الناس وأن يستقم هو ايضا على ما شرعه الله للناس من الدين متمثلا فيما أوحى الله لرسوله، وكلف بالاستقامة على هذا المنهج التشريعى ونهى عن مخالفة هذا التشريع الذى أنزله الله فى الكتاب باتباع  هوى الناس.

والآية تبرز الفرق الكبير بين نقيضين طرفهما الأول هو ما شرعه الله من الدين واقرار الرسول بأن المنهج العلمى الذى يؤمن به هو ما أنزل الله من كتاب، أما الطرف الآخر فهو اتباع الهوى والتفرق فى الدين بتبنى منهج تشريعى آخر بخلاف الكتاب.

شرع الله مفصل

وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ {119} [سورة الانعام 119]

تبين الآيات أن اتباع الهوى يتحقق بترك ما فصل الله من تشريع واتباع تشريعات من صنع الناس.  والآيات تفاجئنا بأن "كثير " من الناس يضلون العباد بوضع تشريعات من صنع هواهم مخالفة لما أنزله الله.

والحقيقة أن ما ترك الله تفصيله فى  القرآن  من تشريع قد أعفانا الله تماما من مسؤلية المحاسبة عنه.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ {101} قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ {102 المائدة

هذه الطائفة من الآيات تستدعى وقفة تأمل ومراجعة طويلة من المؤمن المصدق بالآخرة بحق، لأنها تحدد المصدر المعرفى لدين الله بما أنزل الله فقط وتجعل كل علم دينى آخر بخلافه هو اتباع للهوى. 

 

الكتاب المنزل

 كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {213 [سورة البقرة]

الأيات تتحدث عن سنة الله فى انزال منهجه الدينى على الناس متمثلاً فى شىء واحد؛ إنه "الكتاب" المنزل على الأنبياء، وهو يحمل البينات ومبادىء التبشير والانذار، أما السلوك البشرى المعتاد فى مقابل ذلك فهو اختلاف الذين أنزل عليهم "الكتاب" عما جاء فيه  من البينات، بمعنى اتباع علم آخر مختلف عن الكتاب وما به من بينات، لكن يظل هنالك ضمن من ورثوا الكتاب أشخاص يختارهم الله ليختصهم بهداه

ما أنزل الله أم ما لدينا من العلم؟

 أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ {82} فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون {83} فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ {84} فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ {85} [سورة غافر]

الآية تبرز الطبيعة البشرية التى دفعت الناس فى كل الملل إلى ترك ما أنزل الله من البينات؛ إنها التشبث بما لديهم من "علم" فى الدين خلاف ما أنزله الله، إلى حد الاستهزاء أو الاستهتار والتغافل من حيث لا ندرى عما أنزله الله من البينات؛ " فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ".

إن "العلم" فى الدين هو قضية حرجة وحساسة وذات أولوية فإما أن يكون علم صادق شهد الله عليه ودعمه بالحجة البالغة والبرهان، فيصح الدين وتصح العقيدة، أما إذا قام معتقدنا وتطبيقنا الدينى على علم ما أنزل الله به من سلطان وما كلفنا به وما شهد عليه الله ورسوله، يكون حالنا مثل حال كل الأمم السابقة التى بدلت دين الله.

بين ذكر الله وافتراء الكذب

إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَى {27} وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا {28} فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا {29} ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى {30 [سورة النجم]

ان التولى عن ذكر الله أى هجر وتهميش ما أنزل الله وهو الكتاب تحديداً هو السبب الحقيقى لافتراء العلم الكاذب فى الدين أو تصديقه، والآية تعرض أحد نماذج العلم المفترى على الله وهو ادعاء أن الملائكة اناثاً. وهذا العلم الكاذب يقوم على الظن الذى لا يغنى من الحق شيئاً. بمعنى أنه غير قائم على البرهان المتمثل فى نص من كتاب أنزله الله، نص من عند الله يعطى السلطان أو الحجة البالغة لأى تصور، نص من عند الله فيه حق اليقين بل عين اليقين تبعاً للمصطلحات القرآنية. ولعل بعض المناهج القائمة بيننا والتى يتصور الناس أنها بعينها تمثل منهج الله، لعلها لا تكون كذلك لأنها غير مدعومة بالبرهان الربانى المتمثل فى القرآن.  فالحقيقة أن الضلال أو الهدى هما قضيتان ليس بوسع أحد الفصل بينهما غير الله؛ "إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى".

بمعنى أن انحراف بعض المفاهيم الدينية التى لا يكون مرجعيتها كتاب الله أمر وارد، ويبقى كتاب الله هو الفصل والفرقان بين الهدى والضلال ضمن ما تعج به الساحة الاسلامية من مفاهيم.  

وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ {19} وَقَالُوا لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ {20} أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ {21} بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ {22[سورة الزخرف ]

فالكتاب هو الحد الفاصل بين العلم الصادق والعلم المزيف. حتى لو كان الأمر يتعلق بحقيقة الملائكة، وهى قضية أقل أهمية من قضايا أخرى كثيرة فى ديننا تتعلق بصميم العقيدة، بينما الدليل الوحيد عليها ليس نص من الكتاب بل اجماع الأمة.

والقرآن حين يعرض نماذج من الأخطاء البشرية أياً كان مسماها، مثل افتراء الكذب على الله، فإن علينا مقارنتها بواقعنا وأعمالنا، ومراجعة ومحاسبة أنفسنا قياساً على الأخطاء التى يعرضها القرآن وليس من الصواب افتراض أن هذه الأخطاء تتعلق فقط بالكافرين أو المشركين، أما نحن المسلمون فغير وارد لنا الوقوع فى هذه النوعية من الأخطاء.

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا {57} [سورة الكهف]

إن عدم مراجعة أعمالنا وتقييم أنفسنا على أساس ما جاء بآيات الله، وما ضرب الله من أمثال هو اعراض عن هذه الآيات.

ميراث الكتاب والعرض الأدنى والمغفرة المزعومة

وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {168} فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَـذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مُّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {169} وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ {170} وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {171} [سورة الأعراف]

الآية تبين السبب الأول لانحراف الديانات السابقة التى ورثت من أنبياءها الكتاب، انهم يأخذون أى يصدقون علما آخر يعرض عليهم دون الكتاب، والسمة الرئيسية لأى علم دون الكتاب فى كل الأمم هى الأمانى الوهمية فى رحمة الله وعفوه وجنته " وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا".

وللأسف فإن كل أمة ورثت الكتاب إذا أتاها مثل ذلك العرض -الذى يتضمن الأمل الكاذب فى عفو الله وجنته - إذا أتاهم مثل ذلك العرض يأخذوه أى يصدقوه لكن الحقيقة أن التقوى والتمسك بكتاب الله فوق غيره من العلم واقامة الصلاة هى شروط  نيل خير الدار الآخرة، ذلك المفهوم هو الفرقان الذى يميز بين الحق الذى جاء فى كتاب الله والباطل الذى يروجه أى علم دونه، فكل أمة مطالبة بأخذ الكتاب بقوة وبالتبعية التخلى عن أى علم دونه يحمل مفاهيم أخرى عن الآخرة.

التفرق فى الدين وعقيدة يوم الحساب

الحقيقة أن الله لم يفترض عصمة أمة الاسلام من الخطأ البشرى المعتاد وهو الاختلاف عن الكتاب باتباع علم دونه، بل إن القرآن يحذر المسلمين من التفرق والاختلاف عن الكتاب من بعد ما جاءهم البينات:

 وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {105} يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ {106} وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {107} تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ {108}  [سورة آل عمران]

وفى سياق تحذير المؤمنين من الاختلاف والتفرق فى الدين مثل الأمم السابقة، تحدد الآيات السمة الأولى للعلم الكاذب الذى تفرقوا واختلفوا به عن كتاب الله وهو تشويه عقيدة الحساب يوم القيامة بالأمانى الكاذبة فى الجنة والخروج من النار، والآيات تصحح ذلك المفهوم حول قاعدة الحساب وهو نتاج الاختلاف والتفرق عن البينات، فالناس يوم القيامة فريقين لا ثالث لهما وقد ميز الله كليهما بلونين متناقضين هما الأبيض والأسود، حتى لا يتصور الناس احتمال وجود درجة رمادية تتوسط الفريقين، ذلك هو الفرقان الذى تضعه آيات الله التى تتلى بالحق.

الاختلاف فى الدين

مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ {15} وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ {16} وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ {17} ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ {18} إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئًا وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ {19} هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ {20} أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ {21  [سورة الجاثية]

تؤكد الآيات  التالية نفس المعنى، فمفهوم الاختلاف فى الدين عما انزل الله من البينات يدور حول تشويه عقيدة الآخرة بما يتعارض مع الحقيقة التالية؛ لا يستوى مصير الذين اجترحوا السيئات مع مصير الذين آمنوا وعموا الصالحات يوم القيامة بدخول الفريق الأول الجنة كما هو سائد عند الناس. وقد جعل الله الرسول على شريعة من هذا الأمر ببيان عقيدة الآخرة كما جاء فى الآيات، والرسول مكلف باتباعها وعدم اتباع ما يخالفها لأنه ليس سوى هوى الذين لا يعلمون.

ما أنزل الله من الحق

 لقد غرت الأمانى الكاذبة فى الجنة  والغرور فى عفو الله ورحمته البعض ولكن حين حكم عليهم بعذاب النار، لم يكن هناك سبيل لنجاتهم منها ولو عن طريق دفع فدية، فى هذا السياق الذى يدور حول غرور الأمانى فى الجنة وحقيقة يوم القيامة التى تخالف تلك الأمانى باستحالة الخروج من النار نجد الآيات تدعوا المؤمنين للخشوع أو الخضوع لمنهج علمى بعينه؛ انه ذكر الله وما نزل من الحق وهو القرآن تحديداً باعتباره المنهج االدينى الذى يبطل الأمانى الكاذبة ويحدد المنهج الصادق للحساب.

 يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ {13} يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ {14} فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ {15} أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ {16}  [سورة الحديد]

حق التلاوة

وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ {120} الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ {121} يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ {122} وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ {123 سورة البقرة]

فى سياق تحذير الرسول من اتباع "العلم" الذى جاء به الناس من صنع أهواءهم، باعتبار أن ما أوتى الرسول هو "العلم" الحقيقى، تحدد الآيات شرط الإيمان بالكتاب؛ وهو تلاوته حق تلاوته!

 الأمر قطعا غير متعلق بظاهر التلاوة، فحق التلاوة المعنية هنا، يترتب عليه الإيمان أو الكفر بالكتاب،  والمعنى البديهى لحق تلاوته هو فهم ما جاء بالكتاب من "علم" بالكيفية التى أنزلها الله وليس بالكيفية التى أرادها الناس. وتلاوة القرآن حق تلاوته تدور حول حقيقة عقيدة الآخرة حيث لا شفاعة ولا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا تناصر بين الناس.

إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ {85} وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِّلْكَافِرِينَ {86} وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {87[سورة القصص]

إن المنهج العلمى الذى فرضه الله على رسوله هو القرآن، والله وحده هو الأقدر على التمييز بين مصداقية المناهج الدينية التى جاء بها الناس، فما جاء به الناس من العلم فى الدين قد يحتمل الهدى أو الضلال، لذلك فليس كل ما ينسب لدين الله يكون هدى حقيقى إلا أن يكون قد أنزله الله وفرضه، وتأكيدا لذلك المعنى فالآيات تؤكد أن الكتاب هو المنهج العلمى الذى ألقاه الله إلى رسوله، وتحذر الرسول من أن يصده الناس عن هذا المنهج تحديدا والذى أنزل اليه  وهو آيات الله، فهى منهج الدعوة إلى الله.