الإسلام الحق

 

 القرآن يكفى  

اجماع الأمة

حديث صحيح

تساوى الموازين

أصحاب الأعراف

أنواع الشرك

التشريع الإسلامى

كتب التفاسير

حفظ الذكر

الوحى القرآنى 

طاعه الرسول

ما نزل الله

الهوى التشريعى

الزكاة

حقيقة الشفاعة

نفى الشفاعة

استثناء نفى الشفاعة

الشفاعة فى الزمر

نفى رؤية الله

ملة أبراهيم

نورانية الرسول

زواج الكتابيات

المنسوخ فى القرآن

الانتفاع بعمل الغير

الحجاب أم النقاب
مقالات د/على طه:
عروج الرسول
غير الله حكما
المنسوخ والناسخ
العفو عن الذنب
   
   
كتب قيمة:

الشفاعة

ا.د/على طه

 راسلنا
حمل المصحف
   
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
معنى الشورى

 

 

 

 

 

 

 

موقعنا على الوصلات التالية :

http://geocities.com/realislame      http://realislam0.tripod.com

English  Français

الإسلام الحق

يناقش هذا الموقع بعض قضايا العقيدة الإسلامية كما جاءت فى القرآن الحجة الصادقة على البشرية إلى يوم القيامة، مثل الشفاعة ورؤية الله و الزواج من الكتابيات، و تفاسير القرآن و الأحاديث الصحيحة، و معراج الرسول و الناسخ و المنسوخ.

على الرغم من أن المادة التى يقدمها موقعنا تفتقر إلى جو المرح الذى يتطلع إليه الشباب إلا أنك عزيزى الشاب سوف تجد لدينا من خلال تدبر باقة الآيات القرآنية بعطرها الفواح مناخ نورانى رائع و سكينة وشفاء لما فى الصدور.

و سوف تنجذب إن شاء الله لمتابعة باقى الموضوعات كلما تيسر و سوف تنبهر بروعة آيات القرآن.

بالفعل انت مسلم غيور على دينك  تقيم كل شعائرك الإسلامية من صلوات وزكاة وحج و لكن  هذا غير كاف ينقصك شىء غاية فى الأهمية رغم بساطته.

فلو سألت نفسك عن العقيدة الإسلامية لوجدت أنه ينقصك تبين بعض المفاهيم الهامة فى ضوء القرآن الصادق.

فنحن كمسلمين نعبد الله وحده ونؤمن بالآخرة و لكن ما هى الشروط التى وضعها القرآن للتوحيد و التصديق باليوم الآخر؟

و هل توجد طريقة  تستطيع التعرف بها على الملامح الفعلية للعقيدة الإسلامية لتتحقق لديك مناعة ضد أى فكرة كاذبة يضعها الشيطان أمامك ليهدم بها عقيدتك دون أن تشعر بينما أنت تؤدى الفرائض و أنت مطمئن البال لا تعرف بوجود خطأ ما ؟

 الغرور الإسلامى و الأمية الدينية

أصبح كثير من المسلمين على اختلاف ثقافاتهم فى حالة من الأمية الدينية لدرجة تصديق كل ما يردده مدعى العلم ليضلوهم عن سبيل الله .

{وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ {78 البقرة

و لن يكون للمسلم الذى بين يديه كتاب لا يأتيه الباطل معذرة أمام الله يوم القيامة لهجره القرآن وجهله بكل ما فيه وقد يسر الله القرآن للذكر.

و لفظ أمانى فى القرآن يعنى الأمل الكاذب فى عفو الله و جنته و الآية تتحدث عن أهل الكتاب بالطبع ولكن ليس  ليأسف المسلمون على أخطاء أهل الكتاب لكن ليتعلموا من أخطاءهم فلا يكرروها.

معنى الآية أن من أهل الكتاب من يجهل دينه لدرجة الأمية الدينية وكل ما يعرف هؤلاء عن الدين هو خدعة كبرى صدقوها وهى أن الله سيدخلهم الجنة بعد شىء من عذاب النار و هو بالفعل تصور سائد بين عامة المسلمين وهو حالة من الغرور الإسلامى وقد عبر عنه الله بلفظ الأمانى أو الغرور.

 و كانت هذه الأمانى الكاذبة حافزاً  لكل الأمم على هجر كتاب الله وتجاهل تعاليمه وعدم الإلتزام بحدوده طالما كانت الجنة هى مصيرهم وقد سمى الله هذا المعنى بالغرور الإسلامى أو الغرور الدينى.

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ {23} ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ {24} فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ {25 آل عمران

{وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {80} بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {81} وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {82 البقرة

و الآيات السابقة تنفى فكرة الخروج من النار التى ادعاها أهل الكتاب من قبل و تعتبرها من الغرور الدينى القائم على الكذب المفترى على الله.

و يرد الله على زعم الخروج من النار  ليضع قاعدة عامة تبين الحق من الكذب:

إن ادعاء الخروج من النار إما أن يكون بعهد مسبق من الله فى الدنيا، و هو ما لم يرد فى أى رسالة من عند الله بما فى ذلك الإسلام، أو أن يكون افتراءاً على الله.

 ووضعت الآيات مقياس حساب عام لكل الأمم وهو أن من لاقى ربه بخطيئة بدون توبة فجزاءه الخلود فى النار ومن جاء ربه بإيمان وعمل صالح فجزاءه الخلود فى الجنة.

و من الغرور الدينى أيضاً أن يدعى المسلمون أن هذا الكلام خاص بأهل الكتاب وأن أمة محمد تستثنى من هذا القانون خاصة إن لم يرد نص قرآنى يؤيد هذا الغرور الإسلامى أى عهد من الله للمسلمين بذلك.

{لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا {123} وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا {124 النساء

شرط دخول الجنة

والتحذير نفسه قائم للمسلمين من ادعاء دخول الجنة لأمة الإسلام بشكل عام بصرف النظر عن العمل و صدق الإيمان و لو بعد عذاب النار، فدخول الجنة ليس بأمانى المسلمين أو أهل الكتاب، فالقاعدة العامة أنه من يعمل سوءاً يجزى به و لن يدافع عنه أحد يوم القيامة و لن يجد ولياً ينصره من عذاب الله لو قرر الله إدخاله النار، أما شرط دخول الجنة فهو الإيمان الصادق والعمل الصالح وسوف يتحقق لهؤلاء المؤمنون العدل الكامل لحظة حسابهم يوم القيامة ولن يظلمهم الله ولو بقدر ضئيل، فلا حاجة لهم لشفعاء يدافعون عنهم و يبتغون لهم عدل الله، هذا هو شرط دخول الجنة.

{لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا {123} وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا {124 النساء

و قد حذرنا ربنا من أن يغرنا الغَرور أى  الشيطان  فى رحمة الله، فنتصور أنه سبحانه لا محالة سيرحمنا ويدخلنا الجنة و من أن يزين لنا الشيطان أخطاءنا فنراها صواب.

  {{4} يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ {5} إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {6} الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ {7} أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {8 فاطر

ملة ابراهيم والتفرق فى الدين

حدد الله المصدر العلمى الذى كلف المسلمين باتباعه فى دينهم وهو الكتاب المنزل أى القرآن، باعتباره المنهج الذى يؤدى لرحمة الله. ونهى الله عن أن نصدف عن آيات الله، فهل تعرف ماذا يفعل الغطاء الصدفي إذا غلفنا به آيات الله؟ إنه يخبىء آيات الله فلا يفهمها الناس إلا من خلال المفاهيم البشرية (الصدفية) وبالمنظور البشرى، الذى وضعه الناس.

وحين يعتقد الإنسان أن هذه المفاهيم البشرية الخاطئة هى بالضرورة ما أنزله الله، فهو ينكر المفاهيم الحقيقية التى أنزلها الله بالفعل ويرتضى مكانها قول البشر فيصبح التكذيب بآيات الله نتيجة تلقائية للصدف عن آيات الله.

{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {155 أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ {156} أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ {157}الأنعام

إن نتيجة الصدف عن آيات الله هى تفرق المسلمين إلى جماعات وفرق (أنظر إلى تسلسل المجموعة التالية من الآيات من سورة الأنعام لتتبين العلاقة بين الكتاب المنزل والصدف عنه والتفرق فى الدين, والسراط المستقيم المتمثل فى ملة ابراهيم باعتبارها الملة الوحيدة التى اتبعها الرسول). ولأن منهج الإسلام واحد ومحدد وهو القرآن المعصوم فقد حذر الله المسلمين من التفرق عن هذا المنهج باتباع مناهج أخرى لأن نتيجة ذلك هى تفرقهم لفرق وطوائف وشيع وجماعات لكل منهم شريعته التى تختلف عن الفرق الأخرى وهو مانهى الله عنه. إلا أن المسلمين لم يستجيبوا لهذا التحذير وانقسموا بالفعل لشيع وجماعات وطوائف وقد تنبأ الله بذلك.

{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ {159} الأنعام

فلا يجوز للمسلم تبنى منهج جماعات وطوائف أياً كان مسماها أو مصدرها التشريعى لأن ذلك باطل ومخالف لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فى القرآن. والمسلم الحق لايتبع إلا ملة واحدة هى ملة محمد صلى الله عليه وسلم الذى اتبع بدوره ملة ابراهم عليه السلام، متمثلة فى المنهج القرآنى الصادق، هذا فقط هو الدين القيم والسراط المستقيم الذى هدى إليه الرسول صلى الله عليه وسلم وما عداه من فرق على الساحة الإسلامية هو الباطل، وليس من الرسول فى شىء.

{قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {161}انعام

القول السديد والمجادلة فى الحق

القرآن يحذر من أشخاص يجادلون فى الله بغير علم أو كتاب منير من عند الله دفاعاً عن الموروثات القديمة، السائدة، إنها ملة الآباء و الأجداد. إنهم يعرضون عن اتباع ما أنزل الله تمسكاً بعقيدة الأسلاف.

أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ {20} وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ {21}لقمان

تحذر سورة الحج  أيضاً من أشخاص يروجون الكذب فى الدين و يجادلون فى الحق، مدعومين بعلم بثه الشيطان.

{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ {3} الحج

إنهم يجادلون لإثبات أكاذيبهم التى لا تدعو إلى الهدى و لا يؤيدها كتاب من عند الله مثل القرآن المعصوم،  بل إنها  تقوم على علوم ظنية وليس على علم يقينى

هؤلاء المجادلون فى الحق يضلون الناس عن سبيل الله وعن الحق.

{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ {8} ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ {9} الحج

إن أبرز ضحايا هؤلاء المروجون للكذب المجادلون بالباطل، هم أشخاص ضعاف الإيمان على الرغم من التزامهم الدينى، إنهم الأكثر عرضة للسقوط فى الفتنة.

هم أشخاص ضعاف العقيدة لكنهم مسلمون يحافظون على شعائرهم و هم على خير طالما سمعوا المفاهيم الدينية الصحيحة.

 لكن ضعف عقيدتهم يجعلهم دائماً على حافة الهاوية، إنهم مستعدون لسقطة عقائدية عنيفة إذا صادفتهم  فتنة أو( اختبار) مثل التعرض لأكاذيب المضلين المجادلين فى الله تعالى بغير علم.

إنهم يصدقون هذه الأكاذيب و يرتضونها و يقترفوا ما هم مقترفون، فينقلب دينهم رأساً على عقب دون أن يشعروا، مع استمرارهم فى أداء الشعائر و العبادات.

{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ {11 الحج

لقد حولته هذه الفتنة إلى مشرك لأنه أصبح  يعتقد فى نفع أو ضر غير الله تعالى، إنها فتنة العلم الكاذب المزخرف.

{ يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ {12} يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (الحج 13

لكن الحقيقة القرآنية التى تصحح خطأ عقيدته هى أن الله  يدخل المؤمنين الذين يعملون الصالحات الجنة بإرادته هو وحده سبحانه و ليس برجاء العباد الذين اعتقد العابدون لله على حرف فى قدرتهم على دفع عذاب النار عنهم و انقاذهم منها بالشفاعة.

{ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ {14 الحج

إنه يعتقد أن الله تعالى لن ينصره باستجابة دعوته فى الدنيا بسبب ذنوبه فيتخذ وسيط ليقربه إلى الله تعالى زلفى.

أو أنه يعتقد أن الله تعالى لن ينصره فى الآخرة بسبب ذنوبه فيأمل فى شفعاء يبتغون له عفو الله تعالى و رحمته.

الله يخبر هؤلاء أنه بالفعل قادر على نصرهم فى الدنيا و الآخرة بدون وسطاء أو شفعاء.

الله تعالى يقترح عليهم أن يخوضوا تجربة الدعاء المباشر لله بدون زلفى ليروا كيف يستجيب الله تعالى دعاءهم فى الدنيا.

 وبناءاً على استجابة الله تعالى الدعاء فى الدنيا دون وسيط فمن المؤكد أنه ينصر المؤمنين فى الآخرة دون شفيع

( مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ {  15  الحج

والحقيقة أن الله قادر وحده سبحانه وتعالى على حساب عباده يوم القيامة على اختلاف عقائدهم، وهو سبحانه القادر على الفصل بينهم وحده دون الاستعانة بشفعاء من عباده لأنه على كل شىء شهيد. إن من حق عليه عذاب النار فقد أهانه الله ومن يهن الله فما له من مكرم لأن الله يفعل ما يشاء، فمشيئة التعذيب هى أيضاً لله وحده تماماً كمشيئة الرحمة وادخال الجنة التى بينتها الآيات السابقة، هذا هو القول السديد.

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {17}} أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء {18 الحج

ثم تستمر سورة الحج فى التحذير من أُمنية الشيطان الشهيرة، التى يبثها فى كل دين ليمنى الناس بالجنة بدون عمل او ايمان.

الله تعالى يجعل أمنية الشيطان التى يلقيها فى كل دين فتنة للذين فى قلوبهم مرض و القاسية قلوبهم، إنها نفس فتنة العلم الكاذب المزخرف ونفس فئة الذين يعبدون الله تعالى على حرف.

   { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {52}لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ {53}وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىصِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {54 الحج

  يناقش هذا الموقع بعض التصورات الإسلامية الخاطئة والتى تستدعى التوقف أمامها وإعادة تقييمها بميزان القرآن والعقل و ليس الهوى.

الاستجابة لله و الطريق إلى الجنة

 إذا ما قابلت عزيزى القارىء على صفحات هذا الموقع بعض من آيات القرآن المحكمة ووجدتها تتعارض مع بعض من تصوراتك الراسخة فحاول ألا تعطل آيات الله وألا تعرض عنها أو تهمشها تمسكا بمفاهيمك المسبقة حاول أن تسمع آيات الله، أن تتبعها، حاول أن تستجب لها. 

السمع والاستجابة والاتباع بمعانيها الفعلية التطبيقية التى تعطينا الشجاعة للتخلى عن كل معتقد فى تراثنا الدينى حين يتعارض مع آيات الله. بمعنى أن نجعل آيات الله فوق أى شىء سواها. أى أن نجعل لآيات الله القوة والهيمنة على أى علم دون مستوى حفظ الله، حتى لو كان الضمان على مصداقيته هو حفظ خيرة العلماء، فالاستجابة لله هى الطريق إلى الجنة.

{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا {57 الكهف

{ اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ {47} سورة الشورى

{إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ {36 سورة الأنعام

{ وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {155} سورة الأنعام

أحسن القول

سيظل اختبار العلم الدينى الخاطىء هو المحك الرئيسى الذى يحدد صدق ايمان كل انسان وسلامة فطرته ويقظة عقله.

وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ {17} الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ {18} سورة الزمر

إن اجتناب الطاغوت يعنى أن هناك دائماً علم يتبعه المؤمن وعلم آخر على المؤمن إسقاطه.

 أما السمة الرئيسية فى العلم الواجب الاتباع بديلاً عن الطاغوت فهى كونه العلم الأحسن وليس العلم الأكثر انتشاراً والأكثر إجماعاً، ولفظ "يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ" يعطى كل انسان صلاحية التمييز بين العلوم الدينية المطروحة على الساحة، تلك الصلاحية التى سلبها إيانا علماءنا وفرضوا علينا اجماعهم، لفظ أحسن القول يعنى تمييز حر يقوم على أساس العقل وليس الاتباع المطلق لما وجدنا عليه مجتمعنا وآباءنا وعلماءنا، وهو ما تؤكده صفة " أُوْلُوا الْأَلْبَابِ التى اتصف بها هؤلاء، هنا فقط تتحقق لدى المؤمن جدارته بهدى الله " أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ"  هذا هو القول السديد.

وحتى يتجنب المسلم المفاهيم  الخاطئة التى قد تروجها بعض الإسرائيليات التى تشوب السنة المطهرة عليه التحصن أولاً بإدراك المفاهيم القرآنية و التشبع بها حتى يتكون لديه الفرقان القرآنى الضرورى للتعرف على الأخطاء الشائعة وتجنبها.

 وذلك لا يتحقق إلا بقراءة القرآن وحده بفهم عميق وتدبر وتعقل حتى تتحدد لدى المسلم الباحث عن الحقيقة المعالم الصحيحة للعقيدة الإسلامية وذلك دون أى تدخل بشرى قد يشوه المفاهيم الربانية.

والله تعالى وحده كفيل ببيان دينه لكل مخلص و فى رحلته لتبين الحقيقة يكون الله الى جوار عبده يهديه و يوجهه وحين يكون المسلم قد تحصن بالحق يصبح مهيأ للتعامل مع السنة المطهرة يأخذ منها الخير ويتجنب الإسرائيليات.

لا يفوتك عزيزى القارىء متابعة باقى موضوعاتنا


حنيفا | الرئيسية | نورانية الرسول | نكاح الكتابيات | المنسوخ فى القرآن | أصحاب الأعراف | معراج الرسول | الشرك | الشفاعة | تفاسير | التشريع | رؤية الله | الحديث الصحيح | راسلنا | الشورى

 

 آخر تعديل 12/7/2006