القرآن يكفى  

اجماع الأمة

حديث صحيح

تساوى الموازين

رجال الاعراف

أنواع الشرك

التشريع الإسلامى

كتب التفاسير

حفظ الذكر

الوحى الحق 

طاعه الرسول

ما نزل الله

الهوى التشريعى

الزكاة

حقيقة الشفاعة

نفى الشفاعة

استثناء نفى الشفاعة

الشفاعة فى الزمر

نفى رؤية الله

ملة أبراهيم

نورانية الرسول

زواج الكتابيات

المنسوخ فى القرآن

الانتفاع بعمل الغير

الحجاب أم النقاب
مقالات د/على طه:
عروج الرسول
غير الله حكما
المنسوخ والناسخ
العفو عن الذنب
   
   
كتب قيمة:

الشفاعة

ا.د/على طه

 راسلنا
قيم هذا الموقع
حمل المصحف
   
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
معنى الشورى

 

 

 

 

 

 

Hit Counter

للشرك صور أخرى

 {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا} النساء 116

تقوم العقيدة الاسلامية على اساس التوحيد و اخلاص الدين لله والايمان باليوم الآخر.

{ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ان الله يحكم بينهم يوم القيامة فيما هم فيه يختلفون} الزمر2

واخلاص الدين يعنى عدم اتخاذ وسيط بين الانسان وربه سواء كان ذلك

bullet

فى الدعاء وهو امر لا خلاف عليه

bullet

فى الرحمة والنجاة من النار يوم القيامة

bullet

فىتكوين العقيدة الدينية(دون سلطان أو دليل انزله الله)

فلم تقل الآية لله العبادة الخالصة بل قالت الدين الخالص ولفظ الدين اكثر شمولية لانه يعنى العبادة وعلم الدين معا.

{قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ {34} قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ {35} يونس

الله وحده يبدأ الخلق ثم يعيده لذلك فهو الأحق بالعبادة من الشركاء المزعومين، و بنفس المنطق فالله وحده يهدى للحق، أما الشركاء المزعومين الذين اتبع الناس هداهم فإنهم لا يهدون للحق، لذلك فإن هدى الله وحده هو الجدير بالاتباع. 

والقرآن يخبرنا عن قوم لم يعرفوا أنهم مشركين إلا أمام عذاب النار يوم القيامة لقد أقسموا بالله فى هذه الحظة أنهم لم يكونوا مشركين، لكن ذلك لا يعفيهم بالطبع من العذاب.

{ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ {22} ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ {23} انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ {24 الأنعام

و الحقيقة القرآنية التى تخالف تصوراتنا الشائعة، هى أن أغلب المؤمنين بالله هم فى واقع الأمر مشركين:

{ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ {106يوسف}

و نحن هنا لسنا بصدد تكفير الناس أو الحكم على دينهم، فالله وحده هو الذى يحاسب عباده وهو أعلم بهم، لكننا نبرز الحقائق القرآنية التى يجهلها الناس حتى يحاسب المؤمن نفسه.

يردد كثير منا دعوة طيبة، يستعذ فيها بالله من أن يشرك بالله شيئاً يعلمه ويستغفر الله لما لا يعلمه، والحقيقة أنه لا ينبغى أن يكون هذا الدعاء مجرد دعاء سلبي، بمعنى أن نركن إليه ونطمئن الى أن الله سوف يجنبنا الصور الخفية من الشرك وسوف يغفر لنا ما قد نقع فيه من أوجه الشرك بغير علم.

والحقيقة أن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء:

{ إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا {48} سورة النساء

و من يُشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة:

{إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ {72سورة المائدة

والحقيقة أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم:

{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} سورة الرعد

 فالله تعالى لا يصرف عن انسان الشرك إلا إذا أقدم هذا الإنسان على التخلص من هذا الشرك بنفسه، وتصحيح عقيدته والتخلى عن الموروثات الدينية الخاطئة التى هى بلا شك مصدر هذا الشرك المزخرف، وتدبر آيات الله التى تحدد معالم العقيدة واتباعها بحق، عندئذ يهديه الله إن شاء.

 ان اختبار الشرك هو المحك الأول الذى يمحص الله به كل عبد من عباده، والفوز بالجنة يعنى اجتياز كل اختبارات العقيدة بأمان وعلى رأسها الشرك بأنواعه.  إن إرثنا لدين الإسلام لا يعنى أننا صرنا بمأمن من كل أشكال الشرك، أو من اختباراته الربانية المتكررة، فكل مسلم معرض بلا شك لإختبارات العقيدة وعلى رأسها الشرك حتى يتحدد بالدليل العملى إن كان انتسابه للإسلام فعليا أم إسميا.

 و مصطلح الشرك يشمل كثير من الصور الخفية التى يزينها الشيطان للعباد مثل:

bullet

اتخاذ انداداً من دون الله بحبهم كحب الله

{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ {  165إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ {166} وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ {167}البقرة

الآيات تتحدث عن التعلق بالعباد وحبهم كحب الله بسبب اعتقادنا فى قدرتهم على كشف عذاب الله يوم القيامة (بالشفاعة طبعاً)، لكن الحقيقة التى يكتشفها الانسان لحظة الحساب هى أن القوة أو سلطة العذاب والعفو كلها بيد الله وحده لا ينازعه فيها الشفعاء المزعومين. وهنا يتبرأ مروجى أكذوبة الشفاعة من الذين اتبعوهم وصدقوهم ولا ينفع الندم وتبادل الاتهامات بين الفريقين حيث يكتشف هؤلاء أن شفعاءهم المزعومين لن يخرجوهم من النار كما كانوا يتوقعون.

 نحن نرى بعض المسملين يغالون و يبالغون فى حب النبى لدرجة منحه صلوات الله وسلامه عليه بعض صلاحيات لم يعطها الله له،  فيعتقدون أن النبى عليه الصلاة و السلام سيكشف عنهم عذاب الآخرة و ينقذهم من النار بشفاعته و مكانته المحمودة عند الله تعالى. و هو ما يضع الرسول عليه الصلاة و السلام موضع كاشف الضر أو المغيث  فى قلوب الناس و هى نفس  فكرة المسيح المخلص عند النصارى. بالرغم من أن الله تعالى  قد  نفى صلاحية الرسول عليه الصلاة و السلام فى إنقاذ من فى النار.

أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ {19}الزمر

و حب النبى إحساس طبيعى يحسه كل مسلم لكن على ألا يزيد الأمر عن حدود عبودية الرسول لله و ربوبية الله فوق كل عباده فالله هو الأشد حبا ً و هو الأكثر ذكراً ولله وحده القوة جميعاً فهو  وحده الحى وما دونه من الشفعاء موتى فى قبورهم لا يشعرون متى يبعثون، وحده السميع الذى يعلم السر و يطلع على أعمالنا و غيره من الموتى غافل عن العباد وأعمالهم ومصائرهم يوم القيامة وهو وحده الذى نخشاه وحده الذى نتوقع نصره لنا و إغاثتنا سواء فى الدنيا أو الآخرة. والرسول يقر أنه لا يعرف مصيره أو مصير المسلمين يوم القيامة:

{قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ {9   [سورة الأحقاف]

bullet

  اتخاذ أولياء من دون الله

{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ {3 الزمر

إخلاص الدين لله يعنى عبادة الله بشكل مباشر دون اتخاذ وسطاء بشريين أسماهم الله أولياء من دونه، والحقيقة ان كل من اتخذ أولياء من دون الله لم يتصور للحظة أنه جعلهم  شركاء لله بزعمه، وهو يقول أنه لا يعبدهم "ما نعبدهم" بل يعبد الله، لكنه يحتاج منهم أن يقربوه إلى الله الذى يعبده وحده "إلا ليقربونا إلى الله زلفى". وقد ذكر القرآن ثلاثة صور لاتخاذ أولياء من دون الله:

أولياء للدعاء

والانسان يتصور أنه يحتاج لوسيط من أولياء الله الصالحين الموتى ليقرب دعاءه إلى الله فيستجب له، لكن الحقيقة هى أن الله بالفعل قريب يجيب دعوة الداعى اذا دعاه وحده سبحانه دون وسيط أو ولى من دونه.

أولياء للعفو والرحمة يوم القيامة

 ويعتقد كثير من الناس أنه يحتاج لولى من الأنبياء أو الصالحين الموتى ليلتمس له رحمة الله وعفوه يوم القيامة بالشفاعة، إلا أن الله يغفر ويرحم عباده يوم القيامة دون وساطة بشر:

" إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم" كما يقول سبحانه فى سورة الزمر

"كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءاً بجهالة ثم تاب من بعده و أصلح فأنه غفور رحيم" سورة الأنعام

 والله لم يعلق رحمته أو عفوه على وساطة أحد من بشر، بل جعل ذلك الأمر بإرادته وحده دون أى تدخل بشرى.

لقد أنزل الله القرآن ليقول للناس أن اتخاذ أولياء من دون الله سواء فى الدعاء أو الشفاعة هو إشراك بالله وجريمة كبرى لا يغفرها الله إلا إذا تخلى الإنسان عن هذه الأولياء وأناب إلى الله.

{ وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ } سورة الأنعام

تأمل معنى ولاية الله فى الدنيا والآخرة وعدم اتخاذ أولياء من دونه سواء فى الدنيا أو الأخرة.

{ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ {101} [سورة يوسف]

 الله لا يمكن أن يتخذ ولد أو شريك فى الملك أو ولى من العباد الأذلة لجلاله.

{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا {111  [سورة الإسراء]

أولياء فى علم الدين

كلف الله المؤمنين فقط باتباع الكتاب المنزل ونهانا عن اتباع أولياء من دون ذلك الكتاب أو من دون الله الذى أنزل الكتاب.

{ كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ {2} اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ {3} سورة الأعراف

والرسول عليه الصلاة والسلام  لم يتخذ ولياً غير الله الذى أنزل الكتاب،  فانظر إلى مفهوم تولى الله الذى أنزل الكتاب والذى يعنى تلقى مفاهيمنا الدينية من خلال كتاب الله وعدم اتخاذ أولياء من دون الله وكتابه بمعنى ترك أى علم دينى دون ما أنزله الله:

 إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ {196} سورة الأعراف

bullet

عبادة الهوى

{ وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا {41} إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا {42} أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا {43} أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا {44[سورة الفرقان]

اتخاذ الهوى إلهاً يرتبط بتكذيب الرسول وتعطيل الحواس من سمع وعقل عن التفاعل مع الحقائق الدينية، الأمر الذى يترتب عليه انحراف العقيدة، فهذه الحواس هى المناعة الطبيعية التى منحها الله للإنسان ضد انحرافات العقيدة الدينية وهى غير مرتبطة  بتخصصات علمية ولا بذكاء متميز انما هى مرتبطة بفطرة الاسلام التى خلقها الله فى داخل كل انسان. ولكن للأسف فإن الكبراء فى كل دين يصوبون دوماً مدافعهم تجاه هذه الحواس ويأمرون الناس دوما بتعطيلها فيصبح الناس مستضعفين ومتبعين لهؤلاء الكبراء والسادة تبعاً للمسمى القرآنى أو آيا كان مسماهم فى كل دين، وهو ما يعنى عبادة الهوى أى تبنى عقيدة دينية ما أنزل الله بها من سلطان.  

وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ {172} أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ {173} وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {174} وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ {175} وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {176} سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ {177} مَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ {178} وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ {179} وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {180} وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ {181} وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ {182[سورة الأعراف]  

يتبين من الآيات أن اتباع الهوى أو اتخاذ الهوى إله يرتبط بشكل وثيق بمخالفة فطرة التوحيد التى خلقها الله فى تكوين عباده، ويرتبط بالانسلاخ عن آيات الله بعد أن يعلمها الانسان، وهو ما يترتب عليه التكذيب بهذه الآيات.  والانسلاخ من آيات الله تعبير دقيق يبين تصديق هذا الشخص بآيات الله وايمانه بها قبل تركها وارتضاءه بديلا عنها، فهو لم يكن كافرا بها قبل انسلاخه منها. وهو ما يوجهنا أيضا لمراجعة مفاهيمنا وألا نركن إلى انتسابنا لدين الحق فنطمئن ونغفل عن الحق ويستدرجنا الله من حيث لا ندرى.            

والملاحظ هنا أيضا ارتباط عبادة الهوى بتعطيل حواس الانسان، فقد أعد الله لجهنم كثير من الجن والانس، ليس بسبب الشرك أو المعصية لكن لسبب غير متوقع هو أنهم عطلوا حواسهم من عقل وقلب وسمع وبصر، لأن هذه الحواس هى خط الدفاع الأول ضد العلم الدينى المفترى على الله والذى يؤدى إلى عبادة الهوى، أى اتباع عقيدة دينية ما أنزل الله بها من سلطان. وهو ما يترتب عليه أيضا التكذيب بآيات الله. 

{فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ {23الجاثية

اتخاذ الهوى إلها يرتبط بشكل وثيق بإضلال الله، وختمه سبحانه على حواس هذا الانسان من سمع وبصر وعقل، مع ملاحظة أن هذا الانسان يعلم الحقائق الدينية لكنه ضل على علم، وهو ما يوجهنا لمراجعة أنفسنا ومفاهيمنا حيث نتصور أن علمنا بالاسلام وانتسابنا اليه ضمانا كافيا على استمرارية هدايتنا ورضى الله عنا.  

 

bullet

عبادة الشيطان

{59} أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ {60} وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ {61} وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ {62 يس

شرح قرآنى لأخطر جوانب الشرك

 { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا {116} إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا {117} لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا {118} وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا {119} يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا {120} أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا {121 النساء

 الآيات تفاجئنا بصور غير متوقعة للشرك:

" إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا"

ما هى عبادة الإناث؟

فكرة عبادة الإناث تستدعى الإستعانة بآيات القرآن لتجعلها أكثر وضوحاً.

فقد تقدمت النساء قائمة الشهوات التى زينت للناس:

 { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ" آل عمران

من هنا يمكننا اعتبار عبادة الإناث إشارة إلى حب الشهوات بما ينسى الآخرة و التخلى معها عن حدود الله و الإلتزامات الدينية. ولا أعنى هنا الشهوات المحرمة بالضرورة.

{إِنَّ هَؤُلَاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا {27 القيامة

أما المؤمن الحق فهو يريد ثواب الدنيا و يريد أيضا الآخرة و لا ينساها فى غمار انشغاله بالحياة. 

 {  فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ {200} وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {201}أُولَـئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ {202}البقرة

خطوات عبادة الشيطان

أما عبادة الشيطان و التى تشير اليها الآية:

تحدى الشيطان ربه بأنه سيتخذ لنفسه عباداً من البشر، يكون ولائهم و طاعتهم له من دون الله.

و الآية تخبرنا بشكل تفصيلى بأربع خطوات لإستعباد الشيطان للإنسان من دون الله.

1.              الإضلال

هو عكس الهداية بمعنى انحراف العقيدة و تشوه المفاهيم

2.              الأمانى

هى وعد الشيطان الكاذب للإنسان بأن الله لا محالة سيرحمه ويدخله الجنة بصرف النظر عن عمله وهذا المعنى يتضح من تتبع لفظ أمانى فى القرآن

3.              وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ

الرؤية القرآنية لمعنى هذه العبارة تفهم بوضوح من الآية التالية:

  {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ {179}الأعراف

إنه تشبيه قرآنى شهير لبعض الناس بالأنعام بسبب تعطيلهم لحواسهم من سمع و بصر و  عقل.

من هنا نفهم " وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ" بآنها تحويل حواس الإنسان لحواس بهيمية متعطلة. بما يفقد الإنسان قدرته على التمييز بين الخطأ و الصواب مما يسمع فى الدين.

4.              وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ

الرؤية القرآنية لمعنى هذه العبارة تفهم بوضوح من الآية التالية:

{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ {30} مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ {31      الروم

فخلق الله الذى لا تبديل له هو فطرة الله التى فطر الناس عليها إنها ذلك الدين القيم دين التوحيد بكل ما يشمله من مفاهيم و تصورات أودعها الله فى فطرة كل إنسان و شوهها الشيطان  باتباع ملة الآباء و الأجداد  بغير تعقل.

و تغيير هذه الفطرة أو هذا الخلق هو أهم خطوة، شيطانية تسمح للإنسان  بالإعتقاد فى كل ما يخالف هذه الفطرة الطيبة التى أودعها الله فى النفس البشرية.

لنتخيل شخص تعرض لهذه الخطوات الشيطانية الأربع لقد أصبح عبداً طائعاً للشيطان الذى أضله ووعده كذباً بالجنة و عطل حواسه التى تميز الخطأ من الصواب و غير فطرة الحق والتوحيد فى قلبه ليرتضى مكانها الأكاذيب الدينية التى يبثها الشيطان و عباده.

الإيمان باليوم الآخر

الشق الآخر للأيمان و هو الأيمان باليوم الآخر الذى يقتضى التصديق به و الإعداد الحقيقى له وخشية هذا اليوم .

{ وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ {26} وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ {27} إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ {28 المعارج

{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا {66 الفرقان

{ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا {10} فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا {11}الإنسان

{ قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ {26} فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ {27 الطور

 و القرآن يضع الأيمان باليوم الآخر كمقياس رئيسى لصدق إيمان الفرد و بالتالى لا يتحقق الفلاح يوم القيامة إلا بالإيمان الحقيقى باليوم الآخر والاعداد له.

{ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ {20الشورى

مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا {18} وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا {19 الإسراء

 حددت سورة يونس مواصفات أهل النار بما يخالف التصور السائد عند عامة المسلمين

إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ {7} أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ { 8

انهم لا ينكرون الآخرة ولكنهم لا يرجونها، فقد نسوها فى غمار الانشغال بالدنيا، لقد اطمأنوا للدنيا، وارتضوها بديلاً عن الآخرة، وانشغلوا بها عن آيات الله، وجزاءهم الوحيد هو الخلود فى النار.

بين الله أن رجاء لقاءه سبحانه يكون بالعمل الصالح وعدم إشراك أحداً بالله .

{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا {110} سورة الكهف

وتبين سورة الإسراء بشكل أكثر دقة معنى إرادة الآخرة أو رجاءها:

مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا {18} وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا) الإسراء

إن رجاء الآخرة كما أراده الله للمؤمنين يعنى السعى لها بالعمل و الاعداد لها مع الإيمان:

"وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ"

إن تفضيل الآخرة على الدنيا لا يعنى التخلى عن متاع الحياة الدنيا والعيش فى زهد، بل يعنى الخوف من الله ونهى النفس عن الهوى:

{ فَأَمَّا مَن طَغَى {37} وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا {38} فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى {39} وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى {40} فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {41}النازعات

والتكذيب بالآخرة لا يعنى بالضرورة إنكار البعث فيكفى تغيير قاعدة الحساب التى حددها الله فى كتابه العزيز و هى قاعدة "فريق فى الجنة و فريق فى السعير " التى وصفها القرآن مئات المرات و التى بدلها الملسمون بكل أسف و زعموا وجود فريق ثالث لا ذكر له فى القرآن، رغم تكذيب القرآن لفكرة الخروج من النار. ويكفى تغيير قاعدة "ما للظالمين من أنصار" يوم القيامة والاعتقاد فى أولياء من دون الله يكشفون عذاب النار وينصروننا بالشفاعة والزلفى الى الله.

يكفى تحويل أحداث هذا اليوم لمسرحية هزلية تختل فيها موازين العدل الإلهى ويتبدل فيها كلام الله بالواسطة والكيل بمكاييل مختلفة ، و إدعاء أن الله يخرج من النار الكثير ممن لم يعملوا خيراً قط و إشراك البشر فى التماس رحمة الله للعباد الى آخر الخرافات المرتبطة بيوم القيامة بما يخالف النصوص القرآنية.

 كمثال على ذلك:

{وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا {35} وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا {36} قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا {38 الكهف

تكذيب صاحب الجنتين للآخرة يتمثل فى شىء آخر غير إنكارها بدليل أنه يتوقع أن يؤتى جزاء طيباً (بدون عمل أو ايمان صادق) عند لقاءه ربه، لقد استبعد قيام الساعة فى الوقت الحالى، ونسيها فى غمار انشغاله بزينة الحياة الدنيا من مال وبنون.

 ثم انه بدل قاعدة الحساب يوم القيامة والتى تجعل العمل والإيمان شرط دخول الجنة، واعتقد أنه سيدخل الجنة بلا عمل أو ايمان.

 والآيات تشير بوضوح إلى أن  هذا الشخص قد سقط فى الشرك والكفر. والآيات تفصل كيفية حدوث ذلك فى التعليق على القصة حيث نجد اشارة واضحة  إلى اتخاذه أولياء من دون الله اعتقد فى قدرتهم على نصره من الله سواء فى الدنيا أو الآخرة فهو يتوقع دخول الجنة بغير عمل أو ايمان حقيقى وهذا التصور لا يكتمل إلا بإيمانه بأولياء أو شفعاء يلتمسون له رحمة الله وعفوه دون أن يكون جدير بهما. وعند وقوع عقاب الله عليه بتدمير جنته كان تعليق الآيات أنه لم تكن هناك فئة ينصرونه من دون الله لأن الولاية الحق لله وليس للأولياء الذين اعتقد فى قدرتهم على نصره :

 { وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا {43} هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا {44

و القرآن يضع تعريفاً عير متوقعاً للتكذيب بالآخرة:

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ {1} فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ {2} وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ {3} فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ {4} الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {5} الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ {6} وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ {7} الماعون

المكذب بالدين أى بالآخرة هو الذى يدع اليتيم، بكل أشكال استضعافه، بدءاً من قهره  و إيذائه قولاً أو فعلاً و مروراً بأكل ماله، و حتى تركه بدون مساعدة، فقد انتزعت الرحمة و الشفقة من قلبه . إنه لا يحض على طعام المسكين (كأبسط صور الأمر بالمعروف)، إنه ذلك المصلى الذى لا تنهاه صلاته عن الفحشاء و المنكر، إنه يفعل الخير رياءاً و ليس لوجه الله تعالى، إنه أنانى لا يمد يد العون و المساعدة لغيره، سواء المساعدة المادية بالصدقات، أو أشكال المساعدة الأخرى و قضاء حوائج الناس. إنه إنسان بلا أخلاق.

 

 


 حنيفا | نورانية الرسول | نكاح الكتابيات | المنسوخ فى القرآن | أصحاب الأعراف | معراج الرسول | الشرك | الشفاعة | تفاسير | التشريع | رؤية الله | الحديث الصحيح | قيم الموقع | راسلنا | الشورى

 آخر تعديل 12/7/2005