القرآن يكفى  

اجماع الأمة

حديث صحيح

تساوى الموازين

رجال الاعراف

أنواع الشرك

التشريع الإسلامى

كتب التفاسير

حفظ الذكر

الوحى الحق 

طاعه الرسول

ما نزل الله

الهوى التشريعى

الزكاة

حقيقة الشفاعة

نفى الشفاعة

استثناء نفى الشفاعة

الشفاعة فى الزمر

نفى رؤية الله

ملة أبراهيم

نورانية الرسول

زواج الكتابيات

المنسوخ فى القرآن

الانتفاع بعمل الغير

الحجاب أم النقاب
مقالات د/على طه:
عروج الرسول
غير الله حكما
المنسوخ والناسخ
العفو عن الذنب
   
   
كتب قيمة:

الشفاعة

ا.د/على طه

 راسلنا
قيم هذا الموقع
حمل المصحف
   
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
معنى الشورى

 

 

 

 

 

 

Hit Counter

 تفاسير | الوحى الحق | الذكر المحفوظ | طاعة الرسول | آيات الله

 طاعة الرسول

مفهوم طاعة الرسول

قد يتصور البعض أن طاعة الرسول التى كلف الله بها المؤمنين تعنى تكليف من الله لأمة الاسلام باتباع وحى غير مكتوب أوحى الى الرسول متمثلا فى "السنة النبوية". إلا أن المتأمل للآيات التالية من سورة محمد يجد أن طاعة الرسول بمفهوم المؤمنين المعاصرين له تعنى طاعته فى حكم أنزله الله متمثلا فى نزول سورة من القرآن. فطاعة الرسول فى تكليفه المؤمنين بالقتال تتوقف على نزول سورة  محكمة تدعو إلى القتال كما تبين الآيات:

وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ {20} طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ {21 [سورة محمد]

بهذا المفهوم عن طاعة الرسول والذى يتوقف على نزول سورة ، يمكننا تأمل طاعة الرسول كما جاءت فى الآيات التالية من نفس السورة سورة محمد:

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ {32} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ {33} إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ {34} فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ {35} إ [سورة محمد]

هذه المجموعة من الآيات من سورة محمد، تبين أن الحد الفاصل بين شقاق الرسول وطاعته هو "سبيل الله" أى منهجه سبحانه وتعالى، هذا المنهج يتمثل قطعا فيما أنزل الله من كتاب، وهو ما يؤكد نفس المعنى السابق.

والمتأمل لسورة محمد يجدها تمييز بين نقيضين أبدا لا يلتقيا؛ فإما اتباع الحق المتمثل فيما "أنزل الله"، أو اتباع الباطل المتمثل فى علم "آخر دونه"، وهو ما يفسر تكرار ألفاظ مثل "سبيل الله"، "ما أنزل الله" فى السورة بشكل ملحوظ.

آية من سورة محمد

طاعة الرسول أم الاحتكام الى الطاغوت

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً { } {59 }أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا {  60   [سورة النساء ]

الآيات تميز بين ضدين، فإما أن تحتكم إلى ما أنزل الله فتكون طائعاً لله وللرسول أو أن تحتكم الى الطاغوت. فمرجع المؤمن فى الاحتكام إلى الرسول وطاعته هو ما أنزل الله إلى الرسول وهو القرآن تحديدا أما الاحتكام الى الطاغوت فهوالمنهج المقابل لما أنزل الله وعلى من يزعم أنه يؤمن بما أنزل الله أن يحتكم الى ما أنزل الله وليس الى علم دونه فأى علم دون ما أنزل الله قد اسماه الله الطاغوت. وكأن الطاغوت يمثل معرفة دينية سائدة بغير أن تكون مؤيدة ببرهان مما أنزله الله فى كتابه.

طاعة الرسول هى طاعة لأمر مباشر أنزله الله

المتأمل لآيات طاعة الرسول كما جاءت فى القرآن يجد عدة نماذج لأمر الله بطاعة الرسول فى أمر مباشر أنزله والله حددته الآيات، هذه النوعية من التكاليف يبلغها الرسول فى حينها ويُكلف المؤمنين بطاعة الرسول فيها باعتباره مبلغاً لهذا الأمر المباشر من الله وسوف نسوق عدة أمثلة على ذلك:

طاعة الرسول فى أمر الله بترك الربا

 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {130} وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ {131} وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {132

طاعة الرسول فى أمر الله باجتناب الخمر والميسر والأنصاب والأزلام 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {90} إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ {91} وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ {92 [سورة المائدة]

طاعة الرسول فى حدود الله عن المواريث

طاعة الرسول فى أمر الله وحدوده التى أنزلها سبحانه فى حكم المواريث؛

وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ {12} تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {13} وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ {14

طاعة الرسول فى امر الله بالقتال

قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا {16} لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا {  17

طاعة الرسول فى أمر الله بعدم تولى الأدبار فى الحرب.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ {15} وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ {16} فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِن َ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {17} ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ {18} إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ {19 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ {20 [سورة الأنفال]

الآيات السابقة تكلف المؤمنين بطاعة الرسول فى ساحة المعركة باعتباره صلوات الله عليه وسلامه قائد الجيش. والآيات تنهى المؤمنين عن تولى الأدبار فى المعركة، وتكلف المؤمنين بطاعة الرسول فى هذا الأمر الذى بلغهم به الله.

 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ {20} وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ {21} إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ {22} وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ {23} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {24} وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ{25} [سورة الأنفال]

و تسلسل الآيات من سورة الأنفال يبين للمؤمنين أن طاعة الله ورسوله ترتبط ارتباط وثيق بإعمال الحواس من سمع وتبصر وعقل، أما تعطيل هذه الحواس، والتلقى الأعمى لكل قول فى الدين بزعم طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم دون الحكم عليه بالعقل فإنه يترتب عليه فتنة فى الدين، والآيات تميز بين السمع الحقيقى الذى يترتب عليه الطاعة والاستجابة الحقيقية لله وللرسول وبين توهم السمع والطاعة والاستجابة فى حين أننا نعطل حواسنا وعقلنا عن تمييز ما نسمعه. هذه هى الفتنة التى تحذرنا منها الآيات والتى لا تصيب بالضرورة العصاة أو الظالمين فقط، بهذا المفهوم فإن الآيات تدعونا للاستجابة الحقيقية لله ولرسوله والقائمة على حكمة العقل والفطرة السليمة التى أودعها الله فى عباده والتى يمكن استحضارها بإعمال حواسنا من سمع وبصر.

والحقيقة أن العقل هو العاصم من فتنة الدين التى تحذرنا منها الآيات، والله قادر على اخراجنا من هذه الفتنة لمن يعلم فيه خير. والله يجعل لعبده المؤمن فرقان بين الحق الذى أنزله الله وبين فتنة الدين بشرط تقوى الله.

يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ {29} [سورة الأنفال]

ثم يتكرر فى سورة الأنفال نفس الأمر بطاعة الرسول فى أمر الله بالثبات عند لقاء الأعداء، والصبر وعدم التنازع، وعدم الخروج رياءاً، والآية التالية تكلف المؤمنين أيضا بطاعة الرسول فى ساحة المعركة باعتباره صلوات الله عليه وسلامه قائد الجيش.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ {45وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ {46} وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ {47 [سورة الأنفال]

طاعة الرسول فى أمره للمؤمنين بالجهاد فى سبيل الله

 لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {46} وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ {47} وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ {48} وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ {49} أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {50} إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {51} وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ {52} وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لَّا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ {53} قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ {54}وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {55} وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {56}  [سورة النور]

الآيات تؤكد على أهمية طاعة الرسول بشكل ملفت للانتباه فتذكر طاعة الرسول حوالى سبع مرات فى هذه الطائفة القليلة من الآيات، وتستهل الآيات هذا الحديث المستفيض عن طاعة الله ورسوله بتحديد مرجع هذه الطاعة وهو ما أنزل الله من آيات مبيات. وبالتالى فإن حكم الرسول بين المؤمنين الذى تشير اليه الآيات مرجعيته هو أيضاً آيات الله المبينات، وهو نفس المعنى الذى أشار اليه القرآن من أن مرجعية حكم الرسول بين الناس هو ما أنزل الله من الكتاب:

 وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ {49  [سورة النساء]

والآيات تبين أن طاعة الرسول ملازمة لطاعة الله وحكم الرسول ملازم لحكم الله وهو ما يعنى أن طاعة الله ورسوله شىء واحد وحكم واحد، بمرجعية واحدة هى آيات الله المبينات. فطاعة الرسول تتوقف عند حدود ما كلف به من البلاغ المبين.

ومرجع المؤمنين فى طاعة الله ورسوله والسمع والاستجابة هو ما أنزل الله من آيات مبينات، وليس جزء من الوحى غير مسجل فى القرآن.

والآيات تضع نموذج لطاعة الرسول متمثلاً فى طاعته صلوات الله عليه وسلامه فى امر الخروج للجهاد فى سبيل الله. وهو ما عبرت عنه الآيات بلفظ "الطاعة المعروفة".

حب الله واتباع الرسول

 قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ  {31} قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ {32} [سورة آل عمران]

المتتبع لتسلسل المجموعة التالية من الآيات من سورة آل عمران، يجدها تطرح قضية ذات أولوية فى دين الله ثم تكلف المؤمنين باتباع الرسول فيها ان كانوا يحبون الله، ولكن للأسف فإن كثير من المسلمين المتحدثين عن حب الله واتباع الرسول وطاعته لم يطيعوا الرسول ولم يتبعوه فى هذه القضية.

هذه القضية الهامة هى قضية الخروج من النار التى ادعاها اهل الكتاب وما يندرج ضمنها من قضية الشفاعة. والآيات تفندها وتبين انها احد نتائج الاعراض عن الاحتكام الى كتاب الله:

 أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ {23} ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ {24} فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ {25 [سورة آل عمران]

والحقيقة أن كل نفس توفى ما عملت يوم القيامة دون ظلم من الله يستدعى تدخل الشفعاء لإخراج العباد من النار، والمؤمنون المتبعون الطائعون للرسول يشهدون مع الرسول بأن الله هو مالك الملك وأنه هو القادر وحده سبحانه على تقليب الليل والنهار والاحياء والاماتة والرزق، ويرجعون لله وحده بالتبعية مشيئة الإعزاز بدخول الجنة ومشيئة الإذلال بدخول النار دون تدخل أحد الشفعاء المزعومين.

قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {26} تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ {27}  [سورة آل عمران]

وعلى الذين يعتقدون أنهم يحبون الله أن يتبعوا الرسول فى حكم الله فى هذه القضية تحديدا.

تكذيب الرسول والجحود بآيات الله

قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ {33 }[سورة الأنعام]

الآيات تبين أن تكذيب الرسول ليس تكذيب به هو شخصيا وإنما هو تكذيب وجحود بآيات الله، وبنفس المنطق فإن طاعة الرسول هى طاعة لله وآياته وهو نفس المعنى الذى تعبر عنه الآيات:

مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا {80} [سورة النساء]

 

 تفاسير | الوحى الحق | الذكر المحفوظ | طاعة الرسول | آيات الله