[موازين القسط] [دخول الجنة بالعمل] [أعمال تكفر السيئات]

دخول الجنة بالعمل الصالح

شرات الآيات في كتاب الله تربط دخول الجنة بالعمل الصالح (هناك أكثر من ثلاثين موقعا في القرآن المجيد يقترن فيها دخول الجنة بالعمل الصالح)  نورد منها بعض الآيات :

  سورة الأعراف : ” والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون (42) ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون (43) ”

سورة النحل:” الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون (32) ”

سورة العنكبوت : ” والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين (58) ”

سورة الزخرف :” وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون (72) ”.

سورة السجدة : ” أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون (19)”.

سورة الأحقاف : ” أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون (14)”.

 

وهناك من الأحاديث النبوية الشريفة ما يؤكد هذا المعنى إذا تدبرنا معانيها جيدا وإن كان ظاهرها قد يشير إلى غير ذلك

ففي البخاري:

عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لن يدخل أحدا عمله الجنة قالوا ولا أنت يا رسول الله قال لا ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة فسددوا وقاربوا ولا يتمنين أحدكم الموت إما محسنا فلعله أن يزداد خيرا وإما مسيئا فلعله أن يستعتب *”

وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سددوا وقاربوا وأبشروا فإنه لا يدخل أحدا الجنة عمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة...

قال مجاهد ( قولا سديدا ) وسدادا صدقا *”

وفي صحيح مسلم:

”..عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا وأبشروا فإنه لن يدخل الجنة أحدا عمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة واعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل..”

والفهم الصحيح لهذه الأحاديث يشير إلى أن الفوز بالجنة هو جزاء أكبر من أي عمل أي أن قيمة العمل ليست مكافئة للفوز بالخلود في الجنة وإنما دخول الجنة يكون بفضل ورحمة من الله سبحانه وتعالى.

ولكن من يدخل الجنة برحمة الله ؟ لقد وضحتها الأحاديث الشريفة وذلك بالحث على العمل  "سددوا وقاربوا" "إما محسنا فلعله يزداد خيرا" أي بالعمل الصالح  ، و "أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل".

من هذا نرى أن الأحاديث النبوية فيها تثنية للآيات من حيث أن العمل الصالح هو شرط ورخصة دخول الجنة وإن كانت قيمة العمل نفسه (صلاة بجسد من نعمة الله وزكاة بمال هو مال الله ونحن مستخلفين فيه وعبادات بجوارح هي من صنع الله وفضله) لا تكفي ومن هنا كان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دخول الجنة هو برحمة وفضل إلهي.

وهكذا تزول أي معارضة ظاهرية وسطحية بين المحكم من كتاب الله والأحاديث الصحيحة.

 

وعلى الطرف الآخر نرى في آيات القرآن الكريم أن من أسباب دخول النار أن يأتي العبد يوم القيامة - أو حتى عند الموت - بدون الأعمال الصالحة ويطلب أن يعود ليعمل الصالحات ولكن أنى لهم بعد فوات الأوان :

 

سورة المؤمنون: "حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون (99) لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون (100)"

سورة السجدة: "ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون (12) ".

سورة الأعراف:” ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون (52) هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون (53) ”.

قولهم في هذه الآية " أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل" فلم يقولوا نرد فنؤمن! يؤكد أنهم ليسوا فقط من الكفار فربما يكونون محسوبين في زمرة المؤمنين لظاهرهم ولكنهم جاءوا بدون أعمال صالحة.

 

فماذا كانوا يعملون في الدنيا؟ إنهم كانوا يعملون السيئات !

 

فكما أن عمل الصالحات هو رخصة دخول الجنة وليست الأماني فإن عمل وارتكاب السيئات هو الطريق المؤدي إلى النار: 

سورة النساء :" ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا (123)"

سورة النحل : " الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون(28) "

سورة النحل:" فأصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون (34) "

سورة النمل :" ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون (90) "

سورة القصص :" من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون (84) "

سورة العنكبوت : " أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون (4) "

سورة الجاثية :" أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون (21)"

سورة الجاثية : "وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون (33) ".

ففي كل هذه الآيات كان جزاء من "عملوا" أو "اجترجوا" أو "جاءوا" بالسيئات هو العذاب الشديد ونار جهنم ، وهذه أوصاف قوم يمكن أن يكونوا منتسبين إلى الإسلام ولكن لا يعملون بعمل الإيمان وبالتالي فهم ليسوا ”مشركين” بالمعنى الشائع عند الناس والذي في ظن البعض يعتقد أنه السبب الوحيد لدخول النار.

الخلاصة : أنه يجب على المؤمن أن يحصن نفسه بصالح الأعمال في الدنيا وبهذا العمل الصالح يكون قد أستحق أن يدخل في رحمة الله. وعليه أن يسرع في ذلك من قبل أن يأتيه الموت وهو لم يستعد للآخرة ، وكذلك حتى لا يأتي يوم القيامة وقد خفت موازينه فيندم حيث لا ينفع الندم.

 

سورة المنافقون:” يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون (9) وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين (10) ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون (11)”

سورة الزمر:” وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون (54) واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون (55) أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين (56) أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين (57) أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين (58)”.

 

موازين القسط ] [ دخول الجنة بالعمل ] أعمال تكفر السيئات ]

Hit Counter
 القرآن يكفى  

اجماع الأمة

حديث صحيح

تساوى الموازين

رجال الاعراف

أنواع الشرك

التشريع الإسلامى

كتب التفاسير

حفظ الذكر

الوحى الحق 

طاعه الرسول

ما نزل الله

الهوى التشريعى

الزكاة

حقيقة الشفاعة

نفى الشفاعة

استثناء نفى الشفاعة

الشفاعة فى الزمر

نفى رؤية الله

ملة أبراهيم

نورانية الرسول

زواج الكتابيات

المنسوخ فى القرآن

الانتفاع بعمل الغير

الحجاب أم النقاب
مقالات د/على طه:
عروج الرسول
غير الله حكما
المنسوخ والناسخ
العفو عن الذنب
   
   
كتب قيمة:

الشفاعة

ا.د/على طه

 راسلنا
قيم هذا الموقع
حمل المصحف
   
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
معنى الشورى

 

 

 

 

 

 

Hit Counter