القرآن يكفى  

اجماع الأمة

حديث صحيح

تساوى الموازين

رجال الاعراف

أنواع الشرك

التشريع الإسلامى

كتب التفاسير

حفظ الذكر

الوحى الحق 

طاعه الرسول

ما نزل الله

الهوى التشريعى

الزكاة

حقيقة الشفاعة

نفى الشفاعة

استثناء نفى الشفاعة

الشفاعة فى الزمر

نفى رؤية الله

ملة أبراهيم

نورانية الرسول

زواج الكتابيات

المنسوخ فى القرآن

الانتفاع بعمل الغير

الحجاب أم النقاب
مقالات د/على طه:
عروج الرسول
غير الله حكما
المنسوخ والناسخ
العفو عن الذنب
   
   
كتب قيمة:

الشفاعة

ا.د/على طه

 راسلنا
قيم هذا الموقع
حمل المصحف
   
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
معنى الشورى

 

 

 

 

 

 

Hit Counter

 

الذكر في ا لقرآن والإنجيل والتوراة

 

لعل أحسن مرجع للبحث فيه عن معنى الذكر هو القرآن الكريم المعجز المحفوظ والذي هو نور وهداية يهدي بإذن الله عز وجل إلى الصراط المستقيم وقد جاء القرآن مصدقا لما بين يديه من التوراة والإنجيل ومهيمنا عليهما وهذا من نعم الله علينا فالحمد الله الذي أنزل على عبده القرآن وما من نعمة توازي نعمة الهداية والرشاد بعيدا عن الإتباع الأعمى والتقليد الأرعن وعن ظلمات الضلال والضياع فالحمد لله الذي منً علينا بأن أنزل علينا القرآن مصدقا لما جاء من الحق في التوراة والإنجيل ونافيا ومخالفا لما نسب إليهما من باطل وضلال  وأما بعد ..........

كثيرا ما يستشهد المسلمون بالآية الكريمة التالية ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) لإثبات حفظ القرآن ولكن هل الذكر إشارة إلى القرآن الكريم فقط أم هي إشارة إلى باقي الكتب السماوية؟

للإجابة على هذا التساؤل سنستعرض الآيات التي وردت فيها كلمة الذكر في محاولة للإستدلال على معناها من خلال القرآن الكريم 

أولا سأبدأ من الآية الكريمة التالية من سورة النحل آية 43:

وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ

والآية 7 من سورة الأنبياء

وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ

فالآية واضحة تمام الوضوح وفهمها لا يحتمل تأويل أو تحليل ومع ذلك لا بأس من توضيح معناها, فالآية تدعونا للتساؤل والتفكر بنبوة محمد وبالوحي الذي يوحى إليه وهل ما هو عليه حالة فريدة لم يسبقه بها أحد فيكون مثارا للشك والريبة وداعيا لتكذيبه أم أن هذه هي حال الأنبياء من قبله وأن هذه هي سنة الله في بعث الأنبياء ولا يتأتى الجواب إلا من خلال سؤال من عندهم خبر الأنبياء وأحوالهم , وكما نعلم فإن العرب لا يمكن أن يسألوا بعضهم بعضا فهم لا علم لهم ولا كتاب لديهم يجيبهم , ولا سبيل لدى العرب للتأكد من صدق نبوة محمد إلا بسؤال أهل الكتاب الذين عندهم خبر وسيرة الكثير من الأنبياء والمرسلين وبهذا يتبين أن المقصود من أهل الذكر هم طائفة من أهل الكتاب والله أعلم

وبما أن الذكر نسب لأهل الكتاب فهذا دليل على أن الذكر قد انزل إلى أهل الكتاب أيضا كما أنزل إلى المسلمين مما يبين أن الذكر ليس في القرآن وحسب وإنما  هو موجود أيضا في باقي الكتب السماوية السابقة وإليك دليل آخر يؤيد ويؤكد هذه النتيجة وهي الآية 105 من سورة الأنبياء

(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)  

فالآية تبين أن الذكر قد كتب في الزبور ومن ثم كتب فيه أن الأرض يرثها عبادي الصالحون وهذا يوافق ما توصلنا إليه سابقا بأن الذكر موجود في الكتب السماوية ومنها الزبور الذي يعتبر أحد أسفار التوراة.

 

بناءا على ما سبق نخلص إلى ثلاث حقائق وهي:

أولا: أن الذكر موجود في جميع الكتب السماوية.

ثانيا: أن الذكر الموجود في الكتب السماوية واحد لا إختلاف فيه من كتاب سماوي لآخر  فالذكر تنزيل العزيز الرحيم (أي بمعنى وحدة المصدر) وهذا غني عن دليل يؤكده ويوضحه لنا نحن معشر المسلمين الذين نؤمن بأن الله عز وجل هو الذي أنزل هذه الكتب السماوية جميعها وطالبنا بالإيمان بها وتصديقها ولعل هاتين الآيتين تكون كافيتين لإثبات هذا

آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة : 285]

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً [النساء : 136]

ثالثا: أن الله عز وجل قد حفظ الذكر الموجود في الكتب السماوية ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)  

 

موقع القرآن من الكتب السماوية:

إن القرآن الكريم قد إمتاز عن باقي الكتب السماوية بميزتين:

1-إن القرآن الكريم كتاب محفوظ بكليته على عكس غيره من الكتب السماوية الأخرى والتي وإن كان الذكر فيها قد حفظ إلا أنها لم تسلم من الإضافة عليها وإليك أخي العزيز هذه الآية التي تجلي وتبين هذا المعنى

 (َلا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت : 42] ومنه فإن

هذه الآية هي ما يجب أن يحتج بها على حفظ القرآن الكريم من الباطل والتحريف والدس وأما الآية

 ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) فهي إشارة إلى الذكر الموجود في كل الكتب السماوية والذي ما زال محفوظا كما أخبرنا المولى عز وجل لذا فالأفضل عدم الإستدلال بها على حفظ القرآن بشكل خاص دون غيره من الكتب السماوية الأخرى كما يظن كثير من المسلمين .

 

2-هيمنة القرآن الكريم على ما بين يديه من كتب ولعل هذا نتيجة حتمية للميزة الأولى للقرآن والآية التالية تؤكد على هيمنة القرآن على الكتب السماوية الأخرى

( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)[المائدة : 48]

 

 

التوراة والإنجيل في القرآن:

كما أشرنا سابقا فأن الذكر محفوظ في التوراة والإنجيل  ولكن هل يتعارض هذا مع  إشارة القرآن إلى وجود تحريف في الكتب السماوية السابقة؟

سنستعرض الآيات التي فيها إشارة إلى التحريف وهي مصنفة في ثلاث مجموعات :

المجموعة الاولى:

أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [البقرة : 75]

مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً [النساء : 46]

فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [المائدة : 13]

يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [المائدة : 41]

 

تبين الآيات السابقة كيف أن بعض اليهود كانوا يحرفون الآيات تحريفا تطبيقيا وتفسيريا بمعنى أنهم لا يعملون بها ويفسرونها على غير معناها بما يتناسب وأهواءهم .

المجموعة الثانية:

وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران : 78]

فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ [البقرة : 79]

تؤكد الآيتين السابقتين على التحريف الكتابي الذي قام به نفر من أهل الكتاب لقاء ثمن قليل .

المجموعة الثالثة :

وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ [الأنعام : 91]

كما توضح الآية فإن من اليهود من يخفي بعض ما انزل  الله على موسى , وأما معنى الإخفاء فيحتمل امرين:

-إما أن تكون الآيات مكتوبة في القراطيس أي الكتب والورق ولكنهم يتجاهلوها ويتناسوها ولا يعملون بها ولا يبينوها للناس .

- أو أن تكون غير مكتوبة أصلا وهذا ما لا أرجحه لأن سياق الآية يبين أنهم جعلوا ما أنزل على موسى في قراطيس ثم أخفوا كثيرا منها وأظهروا بعضها بالشكل المبين في الإحتمال الأول والله أعلم .

 

 

الخلاصة :

- أن التحريف في التوراة والإنجيل على نوعين:

   - تحريف تطبيقي وتفسيري

   -تحريف كتابي تم عن طريق الإضافة بمعنى إضافة ما يكتبه المحرفون بأيديهم ووضعه في الكتاب ليحسبه الناس أنه  من الكتاب

 

- أن التوراة والإنجيل يحتويان على الذكر والحق الذي أنزله الله عز وجل

-يجب على المسلمين أن ينتهوا عن القول بأن التوراة والإنجيل المنزلين غير موجودين الآن بل على العكس يجب أن يقروا ويؤمنوا بأن التوراة والإنجيل الحاليين هما نفسهما التوراة والإنجيل المنزليين مع الأخذ بعين الإعتبار إلى ما حدث فيهم من دس وتحريف

- على المسلم أن يدعوا أهل الكتاب لإقامة التوراة والإنجيل والقرآن

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [المائدة : 68]

- على المسلم أن يدعوا اليهود للتحاكم بالتوراة والنصارى للتحاكم بالإنجيل وإليك الدليل

وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [المائدة : 47]

وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ [المائدة : 43]

- على المسلمين أن يحكموا بالقرآن فيما بينهم وإذا ما رجع أهل الكتاب للمسلمين كي يحكموا بينهم فعلى المسلمين أن يحكموا بينهم بما انزل الله عليهم في القرآن الكريم كما هو واضح في الآية التالية:

وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ [المائدة : 48]

-على المسلم أن بناقش أهل الكتاب بكتبهم فهي عليهم حجة وليس كما يحدث الآن من قبل المسلمين الذين يجادلون أهل الكتاب والذين يبدأون نقاشهم بدعوى أن التوراة والإنجيل الموجودين بين يديهم محرفة لا يحتج بها وأن القرآن هو المرجعية التي يجب أن يعودوا إليها في النقاش , وإليك أخي العزيز الأسباب التي توضح صدق ما ادعوا إليه :

 1- أن التوراة والإنجيل الحاليين ما زال الذكر فيهم محفوظا وبالتالي فإنه من الخطأ رفضهم بمجملهم لما فيه من تضييع للحق ومخالفة لما أمرنا الله به من الإيمان بالكتب السماوية كما جاء في هذه الآيات الكريمة :

آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة : 285]

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً [النساء : 136]

 

2- أن التوراة والإنجيل لا يوجد فيهم أي دليل أو تأييد لما ذهب إليه النصارى من ضلال في عقيدتهم ولما ذهب إليه اليهود من إتباع لأهوائهم بل على العكس تماما فلو قرأت الإنجيل ستجد هناك الكثير من الآيات التي تؤكد على الوحدانية التي نادى بها القرآن وعلى أن عيسى عبد الله ورسوله مبعوث من عند الله عز وجل وان الكثير من علوم النصارى وضلالاتهم لا دليل عليها ولا برهان لها من الإنجيل وما هي إلا إتباع للظن وما يغني الظن من الحق شيئا وبعد هذا ألا ترى أخي المسلم بأنك تضيع عليك حجة دامغة ودليل قوي في نقاشك مع أهل الكتاب من دون أن تعلم حين تقول لا اصدق ولا اعترف بما بين أيديكم .

 

3- كيف تريد ممن لا يؤمن بكتابك أن يحتكم إليه ويقر بما فيه أليس هذا مخالفا للمنطق والعقل .

 

 

تعليق مشرف الموقع

يتبين من آيات القرآن أن الذكر هو ما أنزله الله على جميع رسله وليس القرآن فقط والآيات التالية تؤكد ذلك.

 أنزل الذكر على موسى وهارون

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ {48 الأنبياء

وُصف ما أنزل الله على عاد وثمود بالذكر:

كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ {23} فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ {24} أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ {25} القمر

 

 وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ {65} قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ {66} قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ {67} أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ {68} أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {69}الأعراف

 

الذكر هو أى رسالة نزلت من عند الله للناس عموما وليس المسلمين فقط

اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ {1} مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ {2الأنبياء

 

نسيان الذكر هو سبب اتخاذ أولياء من دون الله لكل الأمم وليس فقط المسلمين، وهو ما يعنى أن الذكر أنزل مع كل نذير جاء من عند الله.

{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاء أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ {17} قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا {18} الفرقان

 إذا كان الذكر هو ما أنزله الله على جميع رسله فهذا يعنى أن حفظ الذكر الذى تعهد به الله  شمل كل الرسالات التى أنزلها الله حتى بعد تحريف هذه الرسالات لكن يظل وعد الله قائم بحفظ الذكر. وبديهى أن يكون الذكر هو العقيدة الصحيحة المتعلقة بوحدانية الله و بقاعدة الحساب يوم القيامة وهذا الذكر يتطابق مع فطرة الاسلام المسجلة فى خلايا كل انسان لذلك أسماه الله ذكر لأنه يذكر الناس بفطرة الله التى فطر الناس عليها وهى ذلك الدين القيم.

والقرآن يحتوى على ذكر أمة الإسلام وذكر الأمم السابقة.

أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ {24 الأنبياء

فى تصورى أن هذه الفكرة وان لم يلحظها أو يشر إليها أو يتوقعها أحد من قبل إلا أنها فكرة بديهية تتوافق تماما مع العدل الإلهى، الذى يقتضى حفظ الذكر فى جميع الرسالات وليس فى القرآن وحده، وهو ما يجعل كل انسان مسؤل تماما (دون أى حجة على الله) عن انحرافه العقائدى الذى يتعارض مع الذكر الذى أنزله الله وحفظه فى التوراة والانجيل والقرآن.

ويبقى السبب الأول لضلال البشرية هو اتباع السادة والكبراء فى الدين مع تجاهل نصوص كتاب الله، وتعطيل حواسنا من سمع وبصر وعقل من التعامل مع نصوص الذكر وجعل فهمها وتفسيرها حكراً على هؤلاء السادة والكبراء.

ونرجو من الأخ كاتب هذا الموضوع أن يتفضل ببيان جوانب من الذكر المحفوظ فى التوراة والانجيل حتى تكتمل وتتأكد هذه الفكرة الهامة، مع جزيل الشكر.