|
نفى قطعى للشفاعة آيات نفى الشفاعة أما المواضع التى نفيت فيها الشفاعة مطلقا فالنفى فيها لا يتعلق بالكافرين أو المشركين إلا فى مواضع قليلة، أما باقى الآيات فالنفى فيها موجه :
فى الآية أمر للرسول (ص) بأن يعرض عن الذين إتخذوا دينهم لهوا ولعبا وأن يستمر فى تذكير الناس بالآخرة. ومرجع الرسول فى تذكيره للناس بالآخرة هو كتاب الله " وَذَكِّرْ بِهِ" حتى لا ينخدع المسلمون بأى علم آخر قد يبدل قاعدة الحساب تحت مسميات براقة ومزخرفة مثل تفصيل مجمل الكتاب وتكمله ما نقص به، فقاعدة الحساب التى جاءت فى القرآن مكتملة ولا يشوبها نقص وهى فقط كل ما كلف الرسول بإنذار وتذكرة الناس به، وهى تقوم على مبدأ ثابت هو أنه ليس لأى نفس ولى أو شفيع من دون الله . هذه الآية من سورة الأنعام وضعت توضيحاً هاماً للآيات التى تسبقها و التى تنهى الرسول عليه الصلاة و السلام و بالتالى المؤمنين عن حضور مجالس الذين يخوضون فى آيات الله، وقد طرحت الآية 70 قضية هامة من قضايا الخوض فى آيات الله المعنية فى الآيات السابقة، و هو ادعاء شفاعة أحد من العباد، فالآية 70 تأمر الرسول عليه الصلاة و السلام بالإعراض عمن اتخذوا دينهم لهواً ولعباً و أن يذكر المؤمنين على أساس آخر غير أمانى و أوهام هؤلاء أى على أساس قاعدة نفى الشفاعة و الأولياء من دون الله. { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {68} وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَـكِن ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {69} وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ {70} الأنعام
فى سياق الحديث عن كتاب الله الذى كذب به أعداءه سبحانه، لم تثر الآيات غير قضية واحدة هى قضية الشفاعة و الأولياء من دون الله وتنفيهما سواءً بسواء وكأنها تمثل أهم قضية تكذيب يتناولها هذا الكتاب، وكأن السمة الغالبة على كل من ادعى على الرسول صلى الله عليه وسلم افتراء الكذب على الله هى ادعاء الشفعاء والأولياء من دون الله. فالله الذى تفرد بخلق السماوات والأرض فى ستة أيام لا يمكن أن يشاركه أحد فى الحكم على العباد يوم القيامة بالشفاعة المزعومة.
"واتقوا يوما لاتجزى نفس عن نفس شيئاو لايقبل منها شفاعة و لايؤخذ منها عدل وهم لا ينصرون"البقرة (47-48). { وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ {123 البقرة
"يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه لاخلة و لا شفاعة"(البقرة 254) فى ندائها للمؤمنين وليس الكافرين، تضع الآية قانون عام ليوم القيامة، فلا بيع، و لا أخلاء متناصرون و لا شفاعة.
وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {51 الأنعام حددت الآيات بدقة المرجع العلمى الذى يقوم عليه الخطاب الدينى الذى يحدد قاعدة الحساب يوم القيامة بشكل متكامل والذى كلف الرسول بالتوجه به الى أمته انه القرآن العظيم "وَأَنذِرْ بِهِ"، وقاعدة الحساب التى يحملها هذا الكتاب والتى كلف الرسول بانذار أمته بناءًا عليها تقوم كما تبين الآيات على مبدأ أساسى هو أنه ليس للناس ولى ولا شفيع من دون الله "لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ " هذا هو المبدأ العام للحساب يوم القيامة وهو ينطبق فى المقام الأول على أشد الناس إيماناً وهم فئة الذين يخشون لقاء الله، لعل ذلك يكون حافزًا لهم على التقوى، وهو بالتأكيد عكس حالة الاطمئنان التى يعيشها المسلمون الواثقين من دخولهم الجنة بالشفاعة التى نفاها القرآن. وبتأمل ما يسبق هذه الآية مباشرة: } وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {48} وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ {49} قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ {50} وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {51 الأنعام الآيات تحدد صلاحيات الرسل بما فيهم رسول الله فهم ليسوا إلا مبشرين ومنذرين لا أكثر و لم تقل الآية شفعاء، وقبل آية نفى الشفاعة مباشرة ينفى الرسول عليه الصلاة و السلام عن نفسه عدة خوارق، فهو لا يملك خزائن الله، لا خزائن الرزق ولا الرحمة ولا خزائن العلم، ثم انه لا يعرف الغيب فليس بوسعه التنبوء بأمر سوف يحدث يوم القيامة، وفى إطار نفى الرسول هذه الخوارق عن نفسه يكلفه الله بنفى الشفاعة لهذه الفئة من المؤمنين كشكل من أشكال تبرؤ الرسول من الشفاعة المزعومة، ورغم ذلك فمازال المسلمون متمسكون بالشفاعة التى أجمع عليها علماء الأمة والويل لكل من تسول له نفسه المساس بشفاعة الرسول.
{ فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ {94} وَجُنُودُ إِبْلِيسَأَجْمَعُونَ {95} قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ {96} تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِيضَلَالٍ مُّبِينٍ {97} إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ {98} وَمَا أَضَلَّنَاإِلَّا الْمُجْرِمُونَ {99} فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ {100} وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ {101}الشعراء 94-100) اكتشف الغاوون و جنود ابليس بينما هم يتخاصمون فى النار أنه لن يشفع لهم شفعاء و لن ينصرهم من عذاب الله أى صديق حميم.
"وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع" هذه الأية تنفى فكرة خروج الظالمين من النار إذ أنه لا شفيع لهم يوم القيامة
"وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين فما تنفعهم شفاعة الشافعين"( المدثر 43-48)
{ وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {52} هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ {53}الأعراف أمام النيران و العذاب اقترح الذين نسوا القرآن (و ليس فقط المكذبين به)، اقترحوا طريقتين للنجاة كلاهما غير ممكن على الإطلاق، إما العودة الى الدنيا أو أن ينصرهم الشفعاء بكشف عذاب النار عنهم. لكنهم بالفعل قد خسروا أنفسهم. ونلاحظ أنه فى بعض الآيات السابقة قد لازمت كلمة من دونه كلمة شفيع للدلالة على أن التماس الشفاعة عند البشر هو درجة من الشرك. لقد حسم القرآن قضية الشفاعة بنفيها قطعياََ لقد نهى الله رسوله أن يشفع فى الدنيا للذين يختانون أنفسهم ، مؤكدا أنه إن جادل عنهم فى الدنيا فأنه لا أحد يستطيع أن يجادل الله عنهم فى الآخرة، أو يكون عليهم وكيلاً، فى إشارة حاسمة إلى نفى شفاعة الرسول. { إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا {105}وَاسْتَغْفِرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا {106} وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا {107} يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَمِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا {108} هَاأَنتُمْ هَـؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً {109 النساء لقد وصف القرآن رسولنا بصفات عدة ، فهو ليس إلا شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا...الخ ولكن أبدا لم يصفه القرآن بالشفيع. {وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا {105}سورة الإسراء يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا {45} وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا {46 الأحزاب لقد حسم القرآن أمانى الذين يطمعون فى شفاعة الرسول بغير عهد مسبق من الله بالآية التالية {ونسوق المجرمين الى جهنم وردا لايملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا"( مريم 87) مؤكدا أنه لا أحد يملك الشفاعة إلا الذين أعطاهم الرحمن عهدا مسبقا بذلك. وعلى الذين يمنيهم الشيطان بشفاعة النبى الكريم، أن يبحثوا فى القرآن عن العهد الذى يضمن لهم هذه الشفاعة. "قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معى وذكر من قبلى " أمام الآيات المحكمات التى نفت الشفاعة والتى حفل بها القرآن، نجد كثير من اخواننا المسلمين يتجاهلون هذه النصوص المحكمة التى تنفى الشفاعة ويعطلونها ولا يستجيبون لها ويميلون للاستجابة للأحاديث التى تبشر بالشفاعة، فإذا حاولت أن تعطل أحاديث الشفاعة أو أن تتجاهلها أو ألا تستجيب لها على أساس أنها تتعارض مع محكم القرآن اتهموك بإنكار السنة ونسبوك للخوارج! ويالها من مفارقة خطيرة، نحن نحترم السنة لكن على ألا تكون فوق القرآن، بمعنى ألا نعطل آيات الله أو نتجاهلها أو نحاول تطويع معناها حين تتعارض مع حديث من صحاح السنة التى أجمع عليها علمائنا فى نفس الوقت الذى نتمسك بل نتشبث فيه بالحديث، إن الأولوية لكتاب الله الذى لا يأتيه الباطل، وعلينا الاستجابة لآيات الله والتخلى عن أى تصور يتنافى معها حتى وإن نسب للرسول، حتى وإن أجمع عليه علمائنا، فالرسول لا يخالف القرآن ولا يتبع إلا ما أوحى إليه. والقرآن يأمر بالاستجابة لله أى لكلماته أى لآياته: { اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ {47} فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ {الشورى فلنحاول أن نتخلى عن زبد السيل الرابى رغم انتشاره وتواجده بقوة ووضوح على الساحة وذلك حين يتعارض مع كلمات الله ولنحاول أن نلتفت لما ينفع الناس حتى لو كان مغمورًا فى القاع بعكس زبد السيل الرابى، هذا هو مثل الحق المغيب عن الساحة ومثل الباطل بظهوره وانتشاره وكثرته كما ضربه الله. فلنجرب الاستجابة لله ولآياته: { أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ {17}{ لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ {18}سورة الرعد
|