|
هل المقصود بالآية 46 من سورة المائدة هو أن القرآن يزيد الكثير من أهل الكتاب طغياناً وكفراً على أساس أن كثيراً جاءت منصوبة ، أما الرد على ذلك: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَ لَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ) 64المائدة بتأمل سورة المائدة تجد فيها دعوة موجهة لأهل الكتاب لاتباع الرسول صلى الله عليه وسلم و الاحتكام اليه و الايمان به ليصحح لهم انحرافاتهم العقائدية التى ورثوها عن اسلافهم الآية التاية تبشرهم بان الله يهدى الى سبل السلام و يخرج من الظلمات الى النور و يهديهم الى سراط مستقيم بالقرآن الذى جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم بشرط اتباع رضوان الله و هو عكس تفسير الآية64 من انها تعنى ان القرآن يزيد الكثير من اليهود طغيانا و كفرا { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ {15} يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {16 تلاحظ فى الآيات التالية جملة الترغيب و التبشير بتكفير السيئات و دخول الجنة و الرزق الوفير بشرط الإيمان و التقوى و اقامة التوراة و الانجيل متمثلين فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من كتاب مهيمن على ما قبله، و قد تكررت هذه العبارات تكررت ثلاثة مرات و هذا المعنى ايضا يتنافى مع تسير الآية و الذى يعنى تنفيرهم من القرآن اذا كان يزيد الكثير منهم كفر و طغيان { َقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ {64} وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ {65} وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ {66} يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ {67} قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {68} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {69المائدة
تصور الكافرين ان امثال القرآن التى لم يهتدوا بها يضل بها الكثيرين و رد الله عليهم يحدد خصائص الفئة التى يضلها الله ببعض الأمثال التى يضربها الله فى القرآن و هم الفاسقين تحديداً و ليس الكثير بشكل مطلق (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ {26 البقرة و الذين لا يؤمنون تحديداً يجعل الله القرآن عليهم عمى و لا يسمعونه (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ {44فصلت لكن أن يزيد القرآن ككل كثير من اليهود دون تحديد، طغياناً و كفراً فهذا قول غريب لأن القرآن ليس به طغيان و لا كفر و هو قول يسىء الى القرآن
بالفعل "كثيراً " جاءت منصوبة لكن هل كل منصوب مفعول به؟ الاعراب المتداول لهذه الآية و الموضح أدناه قام على أساس التفسير المعروف للآية وليس العكس أى أن الآية أعربت بناء على التفسير و لم تفسر بناءً على الإعراب خاصة أنه لا يوجد مبرر لتأخير الفاعل فرضاً "ما" وتقديم المفعول به فرضاً "كثيراً" لأن ذلك يربك المعنى (وليزيدن كثيرًا منهم ما أُنـزلَ إليك مِن ربِّك": الواو مستأنفة، واللام واقعة في جواب قسم، والفعل مضارع مبني على الفتح، والنون للتوكيد، "كثيرًا": مفعول به، والجار "منهم" متعلق بنعت لـ "كثيرًا". و"ما" مصدرية، والمصدر المؤول فاعل "يزيدن"، والجارَّان متعلقان بالفعل، وقوله "طُغيانًا وكفرًا": مفعول ثانٍ، واسم معطوف عليه) أنا لم أزعم أن معنى الآية ان اليهود سوف يضيفون الى القرآن طغيانا و كفرا حاشا لله و لكن الى رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ككل وهو أمر وارد و معروف بالإسرائيليات أى انه واقع معترف به اذا اردت الحقيقة فاسأل متخصص فى اللغة العربية على الا تكون لديه خلفية دينية عن الاعراب المعروف لهذه الآية حتى يكون اعرابه حيادى دون التأثر بالتفسير الشهير للآية نسأل الله الهدى و الفرقان
|